دعا أطباء أخصائيون في جراحة الأسنان إلى ضرورة الاهتمام بصحة الفم، من خلال إجراء فحص دوري وعدم انتظار الحالات الاستعجالية للذهاب إلى العيادة، مطالبين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأسنان، بزيارة الطبيب قبل دخول شهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام، لتفادي تعقيدات كثيرة يمكنها أن تفسد الصوم. حسب الدكتور مراد بوربيع، أخصائي في جراحة وطب الأسنان بقسنطينة، فإن القيام بعملية فحص قبل رمضان ضرورية لتجنب أي مشكل خلال الشهر الفضيل الذي يكثر فيه التساؤل حول صحة الصيام عند اقتلاع الأسنان، خاصة في حالة النزيف أو استعمال مادة موضوعية مخدرة. مضيفا بوجود علاج خلال فترة الصيام دون استعمال المخدر، وقال بأن الأطباء يتجنبون التخدير خاصة في الفترة المسائية، بسبب انخفاض السكر وما قد يترتب عنه من خطر على صحة المريض. طمأن الدكتور بوربيع بوجود عيادات تعمل في رمضان بعد الإفطار، ونصح بالتركيز على الأكل الصحي والتقليص من السكريات، وعلى رأسها المشروبات الغازية التي تضر كثيرا صحة الأسنان والصحة العامة، وقال بأن المشروبات الباردة تضر الجسم، حيث اعتبر أن أحسن طريقة للحفاظ على صحة الأسنان في رمضان هو شرب الماء بكثرة في الفترة المسائية بين الإفطار والسحور، في ظل نقص السوائل طيلة فترة الصوم، مع استهلاك أكبر كمية من الفواكه التي تحتوي على الألياف وتحافظ على السوائل داخل الجسم، منها اللعاب الذي يعد حافظا طبيعيا للفم، ويتسبب نقصه في رائحة الفم الكريهة التي تزداد حدتها عند إهمال نظافة الأسنان، ومنه دعا الطبيب إلى فرش الأسنان على الأقل مرتين لمدة دقيقتين في كل مرة، واختيار فترة بعد الإفطار وبعد السحور لتجنب انتشار أمراض اللثة. أرجع جراح الأسنان عدم زيارة الطبيب بصفة دورية إلى الجانب النفسي للأشخاص، مضيفا أنّ الخوف من طبيب الأسنان له أسباب كثيرة، منها الآلام التي ترافق عمليات اقتلاع الأسنان أو معالجتها، إلى جانب الخوف من العدوى، خاصة من مرض الالتهاب الكبدي، أو الإصابة ب«الفوبيا" بسبب تجربة سابقة في الصغر. كما أكد على نقص التوعية عند المريض الذي لا يقصد عيادات طب الأسنان إلا في الحالات الاستعجالية المرفقة بالآلام الشديدة، حيث تكون العلاجات كبيرة ومعقدة. مشيرا إلى استحداث طريقة جديدة بدأت تشق طريقها في قسنطينة، من خلال أخذ مواعيد دقيقة، حيث لا يبقى المريض في قاعة الانتظار أكثر من 5 دقائق، لتجنب عدوى الخوف من طبيب الأسنان، وبذلك تجنب حالات الرعب التي قد تصل إلى فقدان الوعي أثناء الحقن بالمواد المخدرة، بسبب ارتفاع هرمون الأدرينالين في الدم وتفادي حوادث غير مرغوب فيها، تشكل خطرا على صحة المريض. بخصوص نظافة عيادات جراحة الأسنان، طمأن الدكتور بوربيع بأن مديرية الصحة على مستوى ولاية قسنطينة، تقوم بنشاط كبير من أجل مراقبة العيادات الخاصة والعامة، حيث أفضت خرجاتها إلى غلق العديد من العيادات لمدة وصلت إلى 6 أشهر، بسبب غياب النظافة وعدم الالتزام بقوانين الصحة والسلامة. من أجل الحفاظ أكثر على صحة المريض، أكد الدكتور مراد بوربيع أن الأطباء يلجأون إلى الأدوات ذات الاستعمال الوحيد لتفادي العدوى، على غرار الحقن، القفازات وأطباق الفحص من جهة، ومن جهة أخرى استعمال أدوات معقمة، مع تسجيل ارتياح بعد دخول برنامج جديد للتلقيح ضد الالتهاب الكبدي يشمل مختلف الشرائح ابتداء من سن 3 سنوات، وفق تعليمات المنظمة العالمية للصحة، بعدما كان مقتصرا على شريحة الممارسين فقط. في خطوة لحماية البيئة، أكد الدكتور بوربيع دخول إجراءات جديدة حيز الخدمة، على غرار فرز النفايات قبل إتلافها، وضع النفايات الملوثة بالدم داخل أكياس صفراء اللون، والنفايات الحادة داخل صناديق من نفس اللون، والنفايات الأخرى داخل أكياس سوداء، مضيفا أن جراح الأسنان يشترط عليه إمضاء اتفاقية مع شركة مختصة في حرق وإتلاف النفايات الاستشفائية من أجل الحصول على الموافقة بفتح عيادته.