قسنطينة

اللجنة الولائية تقترح دراسة لتنظيم وسط المدينة

أعدت اللجنة الولائية المشتركة بقسنطينة، المنبثقة عن توصية من المجلس الشعبي الولائي في دورته الأولى للسنة الفارطة، دراسة علمية واقتراحات عملية لإعادة تهيئة وتنظيم وسط مدينة قسنطينة، للقضاء على الفوضى العارمة التي أصبحت الميزة الدائمة لقلب المدينة.
الدراسة التي تم عرضها مؤخرا بالمجلس الشعبي الولائي، تقر بضرورة إعادة النظر في الواقع الحالي لوسط المدينة بصفة استعجالية مع التأكيد على ضرورة إجراء عمليات إعادة تهيئة عميقة في وسط المدينة.
وأمام الضرورة الملحة لتطوير وتحديث هذا الفضاء، قررت اللجنة الولائية المشتركة التي نصبت يوم 17 أوت 2008، برمجة العديد من اللقاءات مع أهل الاختصاص من الأسرة الجامعية ومدرسة الفنون الجميلة، وكذا جمعيات المجتمع المدني والمثقفين والفنانين والمهندسين، لإثراء النقاش وفتح المجال أمام كل الإرادات المخلصة للمساهمة في وضع تصور مثالي لوسط مدينة قسنطينة.
الدراسة وقفت على أن بعض التغيرات البسيطة التي يمكن استحداثها من شأنها وبلا شك تغيير ملامح كثيرة وإضفاء لمسة فنية وبيئية تزيد من جمال ما هو موجود وتزيل التشوهات السلوكية والتجارية بوسط مدينة قسنطينة، حيث اقترحت الدراسة فصل الأرصفة عن طرق السيارات بوضع حواجز مهذبة تمنع المشاة من السير في الطريق مع فتح ممرات اضافية أمام الراجلين، وكذا تحرير حديقة بن ناصر من الجدار المحيط بها والذي يشوه منظرها ويحرمها من ان تكون لوحة فنية خضراء ومتنفسا وحيدا لزائري وسط المدينة مع التركيز على ضرورة بعث الحياة في هذه الحديقة، بتوفير خدمات خفيفة على غرار باعة الزهور والحلي والأدوات التقليدية والبطاقات التذكارية، وإعادة الاعتبار للحديقة كمعرض دائم للاخضرار والورود والأزهار، وبذلك جعلها ممرا يربط بين وسط المدينة وساحة كركري...
تحرير ساحة أحمد باي من الجدار المحيط بها وجعلها ساحة مفتوحة مرتبطة بالرصيف المحاذي لقصر العدالة مع إنجاز سارية للعمل الوطني تتوسطها نافورة مياه عملاقة بالقرب منها، كان ايضا من بين الاقتراحات التي قدمتها الدراسة، التي طالبت ايضا بإعادة ترميم وتهيئة الشارع المحاذي للمسرح الجهوي الذي يربط مدخل جسر سيدي راشد وساحة كركري بوسط المدينة مع تزيينه بنافورات واكشاك صغيرة للجرائد والمجلات، مع التركيز على ضرورة العودة إلى استعمال الانفاق الارضية الموجودة، وذلك بتوفير ابسط شروط الامن والنظافة.
الدراسة وفي مرحلتها التالية، قدمت تصورا ثانيا لإعادة تهيئة وتنظيف وسط المدينة بصورة أعمق مع توفير امكانيات اكبر، من خلال ربط كل الأنفاق الارضية من الجهة السفى بالأنفاق الارضية من الجهة العلوية لوسط المدينة، مع استحداث نفقين بالشكل الطولي يخصصان لمرور السيارات، وكذا ربط حديقة بن ناصر بساحة احمد باي وساحة المسرح بساحة اول نوفمبر - لا بريش - وجعل وسط المدينة للراجلين فقط كحديقة كبرى تتسم بالاخضرار الدائم.
كما اقترحت في الشطر الثاني من التهيئة، إزالة المركب الثقافي محمد العيد آل خليفة ومحيطه العمراني الهش وتشييد مكانه معلما ثقافيا ضخما مع قاعة للأوبرا وللتجمعات السياسية والثقافية الكبرى، وهو نفس الإجراء الذي طالبت الدراسة بتطبيقه على مقر القطاع الحضري سيدي راشد الذي يمكن تحويله الى قصر للثقافة والفنون والمعارض.
اللجنة الولائية المشتركة ومن أجل تجسيد هذه الدراسة على ارضية الميدان، ستشرف على مسابقة لأحسن تصميم فني معماري لوسط مدينة قسنطينة، بمشاركة المجلسين الشعبيين البلدي والولائي لتوسيع دائرة المشاركة الشعبية في صياغة مشروع النموذج المثالي لوسط مدينة عاصمة الشرق الجزائري، وسيتم تقديم الاعمال المشاركة خلال الدورة المقبلة للمجلس الشعبي الولائي.