بمبادرة من الجزائر, مجلس الأمن يدعو إلى فتح تحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في غزة    هزة أرضية بقوة 3 درجات بولاية الشلف    المختبر المركزي لشركة "سيال" يحافظ على اعتماده طبقا لمعايير "إيزو 17025"    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الجمعة بالنسبة لمطار الجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية : نعمل على تطوير البلاد على أسس صحيحة وبوادر الإقلاع الاقتصادي بدأت في الظهور    الزيادات في منح المتقاعدين غير مسبوقة    فاتورة الاستيراد تتقلّص    هكذا تُصان السيادة الوطنية..    ممثلو الجالية يُثمّنون قرار رئيس الجمهورية    رسالة من سلطان عُمان إلى الرئيس تبّون    قطاع الري سطّر سلم أولويات لتنفيذ البرنامج    عرقاب يلتقي نائب الرئيس التركي    تصويت الجمعية الأممية على مشروع قرار بشأن فلسطين: مكسب سياسي يعطي زخما أكبر للعضوية الفلسطينية    تكرس لتعاون مثمر يعزز دور القطاع في الاقتصاد الوطني: توقيع 3 اتفاقيات لمشاريع منجمية و تعدينية مع شركاء أجانب    وزير العدل حافظ الأختام يؤكد: على المحامين تحقيق الأمن القانوني و القضائي جذبا للاستثمار    تأخّر لعدة سنوات: فلاحون يثمّنون قرب الانطلاق في إنجاز سد واد لزرق بخنشلة    وزير خارجيتها عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية: سلطنة عمان تتطلّع إلى المزيد من الازدهار في علاقاتها مع الجزائر    الرابطة المحترفة: مهمة معقدة تنتظر الرائد وصراع الوصافة عنوان الجولة    الفيلم عرض بقسنطينة بحضور صناعه ونجومه    توّج بثاني ألقابه في أوروبا: عمورة أفضل عربي في الدوري البلجيكي    مجلس أعلى للصحافة هو الحل..!؟    البوليساريو تحصي مكاسبها في ذكرى التأسيس    آفاق واعدة للنشاط المنجمي بفضل تجند الكفاءات الوطنية    ورشة عمل حول المواضيع الابتكارية المقترحة    ملتقى إعلامي جهوي حول تصدير التمور    منتخبنا لأقل من 20 سنة يحرز9 ميداليات جديدة    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف    دعوة المحامين لتدعيم الأمن القانوني جذبا للاستثمار    تبادل وجهات النظر حول مستجدات القضية الفلسطينية    تخرج 71 طالبا من بينهم 32 من جنسية إفريقية    سكيكدة..حديقة إيكولوجية لمواجهة "تغوّل الإسمنت"    فلسطين ستواصل مساعي الحصول على العضوية بقرار من مجلس الأمن    مولوجي تفتح الآفاق أمام إبداعات المرأة    إقبال كبير على الفيلم الفلسطيني "معطف حجم كبير"    9 روايات في القائمة القصيرة لمسابقة "فواصل"    "أونروا" تطالب بوقف إطلاق النار واستئناف المساعدات    استئناف حجز تذاكر الحج لمطار الجزائر    انطلاق مشاريع صحية جديدة بقالمة    "فيفا" يتلقى تهديدا    ظاهرة خطيرة تستفحل في مواقع التواصل    قانون الصناعة السينماتوغرافية يدخل حيز التنفيذ    ملتقى حول "التراث الثقافي المخطوط"    العائلات لا تولي أهمية لبرامج الرقابة الأبوية    ماكرون يمارس أقصى ضغط على ريال مدريد    شبيبة القبائل - شباب قسنطينة    أونروا : وقف إطلاق النار "الأمل الوحيد لتجنب إراقة المزيد من الدماء ويجب إعادة فتح طرق المساعدات"    حجز نحو 1 كلغ من المخدرات بحوزة ثلاثيني    عين الدفلى : توقيف 7 أشخاص وضبط 56340 قرص مهلوس    معا لأجل حماية التراث الفلسطيني من التهويد    استحسن التسهيلات المقدمة من السلطات : وفد برلماني يقف على نقائص المؤسسات الصحية بقسنطينة في مهمة استعلامية    دورات تكوينية لفائدة وسائل الإعلام حول تغطية الانتخابات الرئاسية بالشراكة مع المحكمة الدستورية    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب "أسباب تراجع المسلمين"
الراهن يعيد شكيب أرسلان إلى الواجهة
نشر في المساء يوم 16 - 02 - 2009

تعود الطبعة الأولى لكتاب »أسباب تراجع المسلمين«، للمؤلف المفكر شكيب أرسلان الى 11 نوفمبر 1930، وكانت طبعتها باللغة العربية لأول مرة بالقاهرة، وفي نفس السنة للمفكر رشيد رضا، وتوالت الترجمة مع هاشمي تيجاني وزهير إحدادن. الكتاب يحمل قيمة فكرية لاتزال تتماشى والرهانات التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم، كما يجيب عن تساؤلات محورية تخص »أسباب تراجع المسلمين، وتطور غير المسلمين« التي أراد المؤلف أن تكون عنوانا لكتابه.
عرف هذا الكتاب شهرة ما بعدها شهرة، عند صدوره لأول مرة، وكانت المبادئ والأفكار التي نادى بها منهاجا اتخذه جيل من المناضلين والسياسيين عبر العالم الاسلامي أمثال مصالي الحاج من الجزائر، وبورقيبة من تونس، وعلال الفاسي من المغرب، وسوكارنو من اندونيسيا، وجمال عبد الناصر من مصر، وغيرهم من الزعماء في شتى الاقطار والأمصار، كما ألهم هذا الكتاب المهم الكثير من الحركات النهضوية الاسلامية وبعض روادها، كالراحلين عبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي من الجزائر.
إنه شكيب أرسلان الذي يغوص في المسألة الإسلامية وقضايا المسلمين في عهده والكتاب جملة من المعلومات والتحليلات التي تبقى في مجملها صالحة وتساير راهننا.
الفكرة المحور في الكتاب هي أن الإسلام ليس سبب تخلف المسلمين بل بالعكس تماما فإن هذا التخلف يعود الى سلوكيات المسلمين وابتعادها أكثر فأكثر عن تعاليم القرآن الكريم، وهذه الفكرة استلهم منها مالك بن نبي نظريته الشهيرة »قابلية الاستعمار«.
شكيب أرسلان من مواليد لبنان (كان تابعا آنذاك لسوريا) ، سنة 1869، شارك في المقاومة الليبية ضد الاحتلال الايطالي وعاش وقتا في العاصمة جنيف، ليتوفى سنة 1946، كان شكيب رحمه الله كاتبا وشاعرا وناقدا أدبيا ومؤرخا ومترجما ورجل سياسة مهتما بشؤون الأمة العربية والاسلامية، ويعمل على نهضته مثله مثل الراحل جمال الدين الافغاني.
بدأ شكيب ارسلان دراسته في مسقط رأسه بلبنان، ثم سافر الى دمشق لمواصلة دراسته ليتعلم عدة لغات منها الفرنسية، التركية، الانجليزية والألمانية، وسرعان ما سافر الى ليبيا ليلتحق بصفوف المقاومة فيها عندما احتلت من قبل إيطاليا.
اشتهر شكيب بمقاومته فترأس اللجنة السورية - الفلسطينية، كما سعى من خلال عدة مهام لمحاربة وكشف المخططات الاستعمارية في المشرق والمغرب العربيين، مما لفت إليه اهتمام بعض القوى العظمى آنذاك، كبريطانيا وفرنسا وحتى تركيا.
الراحل أرسلان كان رجل فكر وثقافة وقد أسس خلال إقامته بسويسرا مجلة »الأمة العربية« باللغة الفرنسية، وقد لاقت نجاحا باهرا في أوساط المناضلين القوميين الوطنيين والمسلمين، كما كان رحالا، فقد زار اوربا، روسيا، الولايات المتحدة، والبلدان العربية، فانعكست تجارب هذه الرحلات في كتبه المهمة وفي مقالاته الصحفية المنشورة، منها مثلا كتاباته عن الاسفار، عن الذكريات، دواوين شعرية، تاريخ الأندلس ودراسة عن التواجد العربي في الجنوب الفرنسي، في سويسرا وإيطاليا، كما ترجم أعمال بعض المستشرقين الغربيين (أمريكيين مثلا).
تميز شكيب أرسلان في هذا الكتاب بشجاعة وجرأة في مواجهة الذات ومواجهة الامة بأسباب انحطاطها وتخلفها، وهو ما يعرف بالنقد الذاتي الموضوعي.
علاقة شكيب أرسلان بالجزائر عميقة، إذ كان مثالا للعديد من المثقفين والسياسيين الجزائريين لما كان يطرحه من أفكار قادرة على تغيير الواقع المر، ومن الذين عرفوا شكيب ارسلان عن قرب واحتكوا به، نجد مثلا مصالي الحاج الذي نصحه أرسلان بضرورة التزامه بمبادئ الوطنية عوض »الماركسية« لأجل النضال فقط لتحرير الجزائر. كما عرفه أبو اليقظان، وسعيد زاهيري، وراسله الطيب العقبي، وتوفيق المدني.
أصيب أرسلان بالمرض لينعزل في مدينة بيروت ليتوفاه الأجل في 9 ديسمبر 1946 ولتشيعه جماهير غفيرة عرفانا له بخدماته لأمته التي وهبها شبابه وعافيته وماله.
هذه الطبعة للكتاب هي الثانية التي يصدرها المجلس الإسلامي الأعلى بمساهمة وتقديم الأستاذين تيجاني هاشمي وزهير إحدادن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.