تحول الملتقى الأدبي الافتراضي إلى أهم تجربة ناجحة على المستوى الوطني في ظرف وجيز، بعد تحقيقه تطورا كبيرا بعد تسجيل مشاركات مغاربية خلال الدورات الأربع التي أنجزت إلى غاية اليوم وخلال أزمة كورونا، التي فرضت التطور والتماشي معها ورفع الجمود عن الفعل الثقافي بالجزائر. تجربة رائدة حققتها قناة "زمردة" للإنتاج المحلي ببلدية زمورة بولاية غليزان بالتنسيق مع جمعية "بصائر المثقفين" لولاية مستغانم، حيث حققت أهم إنجاز في أشهر قليلة بالتزامن وفرض الحجر الصحي نتيجة انتشار وباء كورونا كوفيد19، الذي فتح المجال للمبدعين للخروج من الجمود الثقافي. وأكد الأستاذ والكاتب محمد مشلوف منسق الملتقى الأدبي الافتراضي، ل "المساء"، أن "فكرة إقامة ملتقيات أدبية وأمسيات شعرية افتراضية جاءت نتيجة الحجر الصحي الذي فرضته علينا جائحة كورونا؛ فلم نجد، نحن معشر الشعراء، متنفسا غير مواقع التواصل الاجتماعي للبوح والتعبير. وبعد تنسيق بين كل من الصديق الدكتور عبد القادر ميشاوي صاحب قناة زمردة للإنتاج المحلي ببلدية زمورة بولاية غليزان وجمعية بصائر المثقفين بولاية مستغانم، تم الاتفاق على تجسيد الفكرة، ولم شمل الشعراء على منصة واحدة للبوح، وكان نتاج هذه المبادرة أربعة ملتقيات هامة، بلغت الانتشار الإقليمي مغاربيا، ولازالت". وكشف المتحدث عن أن الملتقى الأول عُقد يوم 3 أفريل المنصرم، وخُصص للتحسيس بجائحة وباء كورونا شعريا، وجاء تحت شعار "اِبق في بيتك تحمِ نفسك وأهلك ووطنك" تحت إشراف جمعية "بصائر المثقفين" بمستغانم، وبالتنسيق مع قناة "زمردة"، ومشاركة 17 شاعرا من الجزائر وخارجها، وكان موضوعه عبارة عن قصائد تحاكي هول الجائحة التي ضربت الجزائر، والبليدة خاصة التي انتشر فيها الوباء، وسجلت وفيات، وكانت كل الكتابات موجهة لسكان البليدة؛ تضامنا معهم. الملتقى الثاني عُقد بتاريخ 20 جويلية المنقضي بمناسبة عيد الاستقلال والشباب، تحت إشراف جمعية بصائر المثقفين لولاية مستغانم بالتنسيق مع الأستاذ العيد مشيد، حيث عرف الملتقى مشاركة ثمانية شعراء من ربوع الوطن، مع تسجيل حضور شرفي للإعلامي العراقي سامي الجابر والشاعرة التونسية باسمة الصحراوي. وجاء الملتقى لتمجيد وتخليد الثورة التحريرية بقصائد هامة، حررها كتّاب وشعراء جزائريون، وعرفت تفاعلا كبيرا. وأشار المتحدث إلى أن "الملتقى الثالث عقد يوم 29 جويلية تحت إشراف الهيئة المغاربية للفنون بالتنسيق مع قناة زمردة، وبالتنسيق معي والكاتبة فاطمة الزهراء بوكتاب من الجزائر، والأستاذ حسن نايت بوهو، وحسان الشاطير من المملكة المغربية، والكاتب كرامتي مجدي ونجاة شملالي من تونس، وخديجة أمبارك بلال من موريتانيا، وصالح بالسنون من ليبيا، وجاء تحت عنوان "وجيب الشعراء على دوحة المغرب الكبير". وعرف تجسيدا لفكرة التوسع والترويج لخارج الوطن بدءا بالمغرب العربي الكبير. كما عرف مشاركة عدة شعراء من كافة دول المغرب العربي. وقد مثل الجزائر الشاعران عبد القادر مكاريا ومصطفى شيخاوي إضافة إلى الشاعرة فاطمة الزهرة بوكتاب. آخر ملتقى عقد بتاريخ الفاتح أوت الجاري تحت عنوان "بوح على قمم الونشريس" وجاء وطنيا، وعرف مشاركة تسعة شعراء؛ نادية بوخلاط من وهران، وقواديرية سالم من ولاية تبسة، ورانا فتيحة نشادي من العاصمة، ووهيبة بن سيلين من سطيف، وبوشامة عبد القادر من ولاية تيسمسيلت، ويانس الجوهر من المدية، ومسعودة مصباح من قسنطينة، وفضيلة زميت من بسكرة. وعرف الملتقى إلقاء قصائد تبعث الأمل والحب في نفوس البشر. وأكد الأستاذ والكاتب محمد مشلوف على مواصلة الملتقيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكسر الجمود، وتحريك الثقافة، وإعادة الأمل للكتاب والشعراء، الذين وجدوا أنفسهم محصورين بسبب وباء كورونا.
