تفتتح الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي نشاطها للسنة الجديدة 2021 ب "لقاء الأحبة"، الذي يتضمن محاضرة يلقيها الأستاذ مهدي براشد بعنوان "قصيدة الملحون الذاكرة والوثيقة"، وقراءات شعرية متنوعة من جميل الكلم وطيبه لأسماء ثقيلة في ساحة الملحون، منها توفيق ومان وكمال شرشار ومسعود طيبي وعبد القادر صادلي، يوم السبت القادم 23 جانفي ابتداء من العاشرة صباحا بالمكتبة الوطنية. بالنسبة لمهدي براشد، فقد قدم أعمالا مهمة في الدراسات المتعلقة بالثقافة الشعبية واللسانيات، وله أطروحة ماجستير عن التشكيل في قصائد "الحجام" (الوشام ) في الملحون المغاربي، كما سبق له إصدار معجم عن العامية العاصمية وكتاب عن الأغنية الشعبية، واشتغل في مجال التحليل اللساني، وفي حلقات بحث مع نخبة من خبراء الدراسات الألسنية، وعلى رأسهم الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي. صار براشد مرجعا في كل ما له صلة بما ذكر، فقد أعاد الاعتبار لما يتصل بالعامية في التعاطي المؤسس علميا، حيث يرى أن طبيعة شعر الملحون بصفته شعرا شفهيا، انتقل منذ وقت طويل بالرواية قبل أن يدون بما اعترى متنه من أخطاء أثناء الانتقال مشافهة، ناهيك عن غرابة بعض قاموسه الذي يحتاج إلى اجتهاد لا تريح نتائجه دائما، لا الباحث ولا القارئ. يبقى الملحون تراثا حيا يستدعي ضرورة جمعه وتوثيق نصوصه، باعتبارها سجلا حيا للذاكرة الجماعية، يتناقلها الأفراد من جيل إلى جيل، كونه رصد لأحداث وفترات تاريخية مختلفة، وتوثيق النصوص وطباعتها يساهم في دراستها، خاصة لدى طلبة الجامعات المتخصصين في الأدب الشعبي. مهدي براشد (ماستر في الأدب الشعبي) من مواليد سنة 1965 بالقصبة في الجزائر العاصمة، اشتغل محررا صحافيا بعدة صحف ومراسلا لوكالة الأنباء الإيرانية، صدر له "معجم العامية الجزائرية بلسان عربي مبين"، كتب سيرة الفنان عمر الزاهي، وله "عرس الشعبي والطقس"، وشارك في العديد من الملتقيات والأفلام الوثائقية وإقامات مسرحية.