ظهر نوع جديد من التجارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة، وهو بيع الملابس والأدوات المستعملة، أو تلك التي تم شراؤها بدون استعمالها، في صيغة ليست بالجديدة في العالم، لكنها حديثة في الجزائر، تُعرف ب "تفريغ الخزانة"، التي باتت متداولة وسط رواد المواقع، بعدما تم فتح حسابات عديدة تعرض هذا النوع من التجارة. تستقطب هذه الصفحات، اليوم في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن، العديد من المتتبعين، ليس فقط محدودي الدخل وإنما الراغبون في اقتناء ملابس أو قطع ديكور أو غيرها من الأثاث، بأسعار منخفضة. ولوحظ إقبال النساء على تلك الصفحات، التي يستغللنها لعرض أو طلب قطع حسب حاجاتهن بدون التنقل إلى المحلات التي تعرض نفس السلع، لكن بأسعار قد تكون مرتفعة. وتعددت أسماء تلك الصفحات، لكن النقطة المشتركة بينها هي العبارات المستخدمة، والتي توحي بأن السلع المعروضة بها هي "فرصة" لا يمكن تفويتها، على غرار "ملابس مستعملة"، و"إعادة تدوير"، و"تفريغ الخزانة"، و"تبادل السلع"، و"كل شيء ب 1000 دينار"، أو "كل شيء ب 2000 دينار"، وغيرها من أسماء صفحات جمعت ملايين المتتبعين بعدما لاقت الاستحسان. وتعرض تلك الصفحات منتجات بأقل الأسعار، لا يهم إن كانت مستعملة أو تم استعمالها مرة أو اثنين، أو تكون ملقاة في الخزانة ولاتزال تحمل رقعة سعرها ولم تُستعمل قط لسبب أو لآخر. وشد انتباهنا في الصفحات التنوع القوي في ما يباع ويشترى، فإلى جانب الملابس والأحذية وحقائب اليد، تُعرض مواد من نوع آخر، كالعطور المستعملة، أو مواد التجميل المستعملة أيضا، وكذا كريمات تجميل ومواد العناية بالبشرة بأسعار مغرية، سيما بالنسبة للعلامات التجارية باهظة الثمن، التي لا يمكن إلا أن تثير اهتمام بعض الراغبات في "ولو كمية" من تلك المنتجات، التي قد لا يمكن دفع ثمنها في المحل. وحسب الآراء التي حملتها "المساء" من رواد المواقع، فإن أغلبها أشار إلى أن تلك العروض يمكن دائما استغلالها نظرا للأسعار المغرية التي يتم بها عرض بعض المنتجات ليس ذلك فقط، وإنما يمكن أيضا الاستفادة من منتجات قد تكون غير متوفرة في السوق. كما يمكن التفاوض على منتجات جميلة بأسعار مثيرة للاهتمام.