احتضن المركز الثقافي "عيسى مسعودي" بحسين داي يوم الثلاثاء31 ديسمبر2007 أمسية شعرية نظمتها الجمعية الثقافية محمد الأمين العمودي واستضافت لها فارسين في الشعر العمودي وهما بكاي الأخضري والأستاذ الطيب رخيلة· في إحدى قاعات المركز الثقافي "عيسى مسعودي" بحسين داي عم دفء الشِّعر ودفء اللّقاء وطارت بنا القصائد العمودية إلى أزمنة الفحولة الشعرية وذكرتنا بالزمن الذي كانت فيه القصيدة تثمر ذهبًا· رّبما هي الذكرى، أوربما هو العراق الذي يتصاعد دخانا عربيا لينذر بالحريق وبالتتار الذين قدموا بالصواعق والأبابيل، صدام حسين بثبات الحسين وربما بعطشه تسلق الشهادتين صاعدا على صهوة الكبرياء ناحتا مثالا للصّمود صافعا كلّ الخدود واطئا كل الأنوف التي جذعها الذل والعيون التي أربكتها الخيانة، فأعاد باستشهاده سيرة الشهداء وأضاء مرة أخرى دروب الجهاد فتجلت القادسية وذات السلاسل وبدر وأحد وترنّمت كربلاء والكوفة لتتذكر الحسن والحسين· هكذا أعاد الشاعر الطيب رخيلة لنا الوجع وطرق أبواب الجرح وهو مغمض العينين حتى لا يصطدم ببشاعة الصورة، وحتى لا تموت في مخيّلته إشراقة الصّورة فقال في صدام· " أحيَيت في الأحياء والأموات مجد النّبي ونشوة الغزوات" ليُحيل القصيدة بعد ذلك إلى الشاعر بكاي أخضري الذي هو الآخر القى به مارد الشعر إلى حقول الواقع فقال في قصيدة عنوانها "ضد إضراب الهدهد" مستهلا: "ولَّى ربيعك كالولهان محتارا وحلَّ صيفك كالأطفال ثرثارا" وبعد هاتين القصيدتين تهدأ الأنفاس ويعود كل شاعر إلى سيرته، الأستاذ رخيلة يعود لابنته "سمية"، والأخضري إلى عزلته وحدّته، ثم يعرج على القدس معتذرًا· "ياقدس غذرا ومثلي ليس يعتذر قد بات أشجع من الطير والمطر" أمّا رخيلة ففضّل أن يوقّع "آخر كلمة" وبعد هذا التداول الشعري الجميل بين الشاعرين تصل إلى حلبة القافية الشاعرة ليلى تواتي فترفع برقية تقدير إلى أختها التي رافقتها في ذكرى وفاة والدها مقتطعة صلهة من صهيل أمسياتها راسمة لوحة من لوحات الحزن المكتوب بماء العين: "من سِواك أبي يواسي كلوم الفؤاد الممزّق" الأمسية كانت جميلة وحزينة ومجنّحة أيضا بأجنحة الأمل لعام جديد ينتظر ميلاد الشّعراء والشهداء والكبرياء·