حظي عدد من شخصيات من الحركة الرياضية الوطنية ورجال الصحافة الرياضية، بتشريف نوعي من اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، خلال حفل نظم أول أمس (الخميس) بمقر "الكوا"، الكائن ببن عكنون، بمناسبة الذكرى ال58 لتأسيس الهيئة الأولمبية الجزائرية واليوم الوطني للصحافة. عرف اللقاء مشاركة رئيس اللجنة الأولمبية، عبد الرحمان حماد، ومحافظ الألعاب المتوسطية لوهران 2022، محمد عزيز درواز، وأول رياضي مثل الجزائر في الأولمبياد سنة 1964 بطوكيو محمد يماني، اللاعب السابق لمنتخب جبهة التحرير الوطني، محمد معوش، رؤساء الاتحاديات، أبطال أولمبيين وعالميين في صورة الملاكم محمد علالو، إلى جانب أسرة الإعلام، حيث ركزوا في مدخلاتهم على الدور المحوري، الذي يلعبه الإعلام الرياضي في المحافظة على الذاكرة الرياضية الوطنية. كما تم عرض كل الإنجازات المكتسبة، التي تزخر بها الهيئة الأولمبية طيلة 58 سنة من تأسيسها، الذي كان في 18 أكتوبر 1963 بحصيلة تتكون من 17 ميدالية، منها 5 ذهبيات، 3 فضيات و9 برونزيات، تداول عليها 16 رياضيا بداية من سنة 1984 بلوس أنجلس، عن طريق الملاكم مصطفى موسى، لينطلق بعدها العداد، حيث برز العديد من الرياضيين الذين كتبوا أسماءهم في السجل الأولمبي للمتوجين، على غرار زاوي، سلطاني، بحاري وبولمرقة، التي أهدت أول ذهبية للجزائر سنة 1992 ببرشلونة، مرسلي، بنيدة مراح، قرني، علالو، الرئيس الحالي للجنة عبد الرحمان حماد، صورية حداد، سياف، بن يخلف، مخلوفي. عبد الرحمان حماد: "من واجبي تكريم رجال الصحافة" ألقى عبد الرحمان حماد، رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، كلمة الافتتاح، تطرق خلالها إلى التركيز على أهمية الإعلام للحفاظ على الذاكرة الرياضية الجزائرية، من خلال إثراء تاريخ الحركة الرياضية، وعلق في هذا الشأن قائلا: "من خلال المساهمات الطويلة في خدمة وتطوير الرياضة الوطنية، اغتنمنا ذكرى تأسيس "الكوا" التي نظمت تحت شعار "الحفاظ على الذاكرة الرياضية الوطنية، حتى لا ينسى أحد"، لتكريم عدد من الشخصيات الرياضية التي نقشت اسمها على الساحة الرياضية الوطنية، على غرار المرحوم محمد زرقيني، الرئيس السابق للجنة الأولمبية الجزائرية (1968 - 1984)، ونائب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ونائب رئيس اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، كما كان أيضا عضوا للجنة الثقافة والتربية الأولمبية اللجنة الدولية الأولمبية منذ سنة 1982، ورجال الصحافة الرياضية". وواصل: "كرئيس 'الكوا' من واجبي تكريم رجال الصحافة، الذين دافعوا دوما عن الرياضيين الجزائريين والرياضة الوطنية بصفة عامة، وعليه استغلينا هذه الفرصة المتزامنة مع ذكرى تأسيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، لنقدم لهم تشكراتنا على كل التضحيات التي قدموها خلال مشوارهم". ياسين زرقيني: "لا أجد الكلمات لأعبر عن امتناني لهذه المبادرة التي تشرف عائلتي ووالدي" من جهته، صرح الدكتور ياسين زرقيني، ابن المرحوم العميد محمد زرقيني، قائلا: "صراحة، لا أجد الكلمات لأعبر عن امتناني بهذه المبادرة التي تشرف عائلتي، وأيضا والدي الذي ضحى بحياته من أجل الجزائر، والحب الذي كان يكنه للرياضة الجزائرية والدولية، ولدت سنة 1954، ورأيت والدي لأول مرة سنة 1962، لذا أعتبر نفسي محظوظا، كوني نجحت في التعرف على أبي، خلافا لمئات الآلاف من الجزائريين". بهذه المناسبة، سلم الدكتور زرقيني للمتحف الأولمبي الجزائري، وثائق وأوسمة وصورا لوالده المرحوم. محمد لزهاري: "وهبني الله أحسن الجوائز بحبكم لي" كما قامت الهيئة الأولمبية بتكريم الجمبازي السابق، محمد لزهاري يماني، الذي كان أول رياضي جزائري يشارك في الألعاب الأولمبية لنسخة 1964 بطوكيو، كما يعد محمد لزهاري الذي كان بطلا لفرنسا في الجمباز في الستينات، وصمد أمام كل الطلبات وضغوط مسؤوليه السابقين، مفضلا دون تردد الدفاع عن الألوان الوطنية الجزائرية. محمد لزهاري يماني، البالغ من العمر 83 سنة، وتولى رئاسة الاتحادية الجزائرية للجمباز لعدة عهدات، شغل أيضا منصب مدير المتحف الأولمبي الجزائري. علق بتأثر كبير عن المناسبة، قائلا: "أكون في غاية التأثر في كل مرة أحظى باعتراف اللجنة الأولمبية الجزائرية، ليس بإمكاني سرد كامل مشواري الرياضي، وناشط بالحركة الرياضية الوطنية، أقول بأن سبحانه وتعالى وهبني أحسن الجوائز المتمثلة في الحب الذي تكنونه لي". وبمناسبة هذا الموعد، تطرق عدة باحثين للذاكرة الرياضية الوطنية، من بينهم مدير المدرسة العليا لعلوم تكنولوجيا الرياضية، فاتح غول، الذي أعلن عن إبرام بروتوكول شراكة في مجال الذاكرة الرياضية مع اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية. من جهة أخرى، تم تكريم الدراج الجزائري السابق أحمد جليل، صاحب أول ميدالية ذهبية جزائرية، في الألعاب الإفريقية ببرازافيل التي جرت عام 1965، وهو الذي عين رئيسا شرفيا للاتحادية الجزائرية للدراجات. من جهة أخرى، خصصت اللجنة الأولمبية تحية خاصة للمرحوم رابح سعد الله، بحضور عائلة "عمي رابح"، كما يحلو تسميته، والذي كان شاهدا لعصره، حيث وبفضل مساهماته في الصحافة، تعرف الجزائريون على كل الرياضيين، الذين تألقوا خلال الحقبة الاستعمارية. من إنجازات الفقيد سعد الله ،كتاب حول مولودية الجزائر، ومخرج عدة أفلام وثائقية للتلفزيون الجزائري، منها "الفريق المجيد لجبهة التحرير الوطني" و"أمجاد الماضي".