يتحدث محمد زواوي، المدرب في التنمية البشرية، والباحث في عمل العقل واكتساب المعلومات وتخزينها في العقل وكيفية استرجاعها، عن مشروع جديد سماه "الزمكان" كأحدث برنامج توصل إليه، بعد بحوث واطلاع على التجارب السابقة في ميدان التعليم والتطوير الذاتي، يمكّن التلميذ والطالب من التعامل والتفاعل مع المادة العلمية بكل سلاسة وراحة، ويختصر الجهد والوقت والتكلفة في التحصيل العلمي، بشكل خيالي، مؤكدا أنه طبق البرنامج وكانت نتائجه باهرة، مما دفعه إلى مراسلة وزير التربية الوطنية، قصد عرض مشروعه الذي يعد طفرة تعليمية غير مسبوقة. ولتفصيل الحديث عن هذا المشروع، تقربت "المساء" من الباحث، فكان هذا الحوار: ❊ عرِّفنا على شخصك السيد محمد زواوي وكيف جاءتك هذه الفكرة؟ ❊❊ أنا محمد زواوي، مستشار في التشغيل بالملحقة المحلية للتشغيل في بني سليمان، في ولاية المدية، مدرب وباحث في التنمية البشرية ومصمم دورات تدريبية، وقد جاءتني فكرة مساعدة المتعلمين في التحصيل العلمي، منذ أن كنت في الجامعة، حيث أنني توصلت من خلال هذا البرنامج، إلى وضع مبادئ للعقل، جمعتها في كتاب سميته "النظرة الخطية والعمودية للمعلومات"، حيث كان هذا الكتاب منطلقا لي في وضع برنامج حفظ القرآن الكريم بطريقه مميزة، مع أرقام آياته وصفحاته وأسطره.. إلى آخره، بعدها صممتُ مجموعة من الدورات المتفرقة، التي كانت في ميادين مختلفة، منها برنامج "الزمكان "الذي اشتغلت وركزت عليه منذ 2016، وسجلته في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، خشية السرقة العلمية. ❊ لماذا أطلقتهم تسمية "الزمكان" على هذا البرنامج؟ ❊❊ مشروع "الزمكان" أولا من حيث التسمية كما نلاحظ، هي نفسها التي استخدمها العالم الألماني اينشتاين في الفيزياء الحديثة، حول بناء الزمان والمكان في الفضاء، وقد قمنا باستخدام تلك التسمية، من أجل بناء الزمان والمكان في العقل، لأن البحث أيضا يحاول تفجير قدرات العقل وزيادة سرعته في التعلم ليختصر الزمن.. وقد قطعنا أشواطا في ذلك، حيث نجحنا في وضع مبادئ للعقل وقواعد النظرة الخطية للمعلومات والعمودية للمعلومات، كما ذكرنا سابقا، وبرنامج الزمان ينقسم إلى شقين؛ جغرافي وتاريخي، يتناول الأول، بناء المكان في العقل ويتمثل في حفظ الجغرافيا السياسية والطبيعية، والثاني يخص البناء الزماني، الذي يتناول التاريخ بمعلومات مباشره أو مصنفه في مشروع التاريخ، الذي يمكّن الطلبة من حفظ التاريخ سنة بسنة، شهرا بشهر ويوما بيوم. ❊ هل استفدتم من تجارب سابقة؟ ❊❊ نعم، لقد استفدت من تجارب سابقة، حيث اطلعت على العديد من المهارات والخبرات، التي تركها بعض العلماء والمختصين في التنمية البشرية والتطوير الذاتي مثل توني بوزان وابراهيم الفقي في مجال التنمية البشرية الحديثة، الذين قد وضعوا مجموعة من القواعد في علم البرمجة اللغوية العصبية، حيث اشتغلت عليها رفقة بعض الزملاء المدربين الناشطين في مجال التنمية البشرية، إذ قمنا بإضافة مجموعة أخرى من المبادئ والمفاهيم، وخلصنا بعد ذلك، إلى نتائج مختلفة وطريقه مميزة في التعليم وبرامج متنوعة أخرى. ❊ كيف يمكن للدماغ البشري، أو بالأحرى العقل البشري، أن يستوعب برنامج "الزمكان" في مختلف الأعمار؟ ❊❊ برنامج "الزمكان" مصمم بطريقة فريدة من نوعها، تختصر الجهد والوقت والتكلفة، وهو معد بشكل يناسب الثقافة الجزائرية وجميع الأعمار، لأنه يحاكي العقل في كيفيه اكتسابه للمعلومات وتجزئتها والاحتفاظ بها، كما أن المعلومات المستخدمة ورغم كثافتها، إلا أنه باستخدام طريقتنا في التعليم تمكن الصغار والكبار من التعلم، مع هذا البرنامج بكل سهولة، وتعطي نتائج باهرة في وقت قصير، وكل من يتناول هذا البرنامج، سيحس بانسجامه مع البرنامج ومدى التطور الحاصل في معلوماته وثقافته. ❊ كيف يتعامل الدماغ البشري مع هذه البرنامج؟ ❊❊ لقد استخدمنا في هذا المشروع، التكنولوجيا الحديثة، التي تنسجم مع طريقة التعلم والمادة العلمية، مما يجعل التلاميذ والطلبة يندفعون ويتفاعلون أكثر مع البرنامج، ويتمكن كل الطلبة في القسم من الحفظ والسير في العملية بنفس المستوى، وتكاد تنعدم الفروقات الفردية، حيث تصبح عقول التلاميذ والطلبة قادرة على استيعاب كل ما يقوله المدرب أثناء الحصة وحفظه في آن واحد. ❊ عندما طبقتم هذه التقنية الجديدة، كيف كانت النتائج؟ ❊❊ طبقنا البرنامج في "مودرن ألجيرين سكوول" في بني سليمان، وهي ملك لصديقي حمزة بلحسين، ولم أكن أتوقع منذ البداية، النتائج الباهرة للمشروع، لأنني كنت قد أنجزت من قبل، مشاريع مماثلة في القرآن الكريم والأدب، وكانت النتائج مع التلاميذ في الابتدائي باهرة ومرضية جدا، أما مع تلاميذ المتوسط، فقد انتقلنا إلى مستويات خيالية في زياده الثراء اللغوي للطفل والحفظ المثالي، وكمية المعلومات المسترجعة ودقتها، إضافة إلى بعض العوامل النفسية في حب الطفل لهذا المشروع، وتغير نظرتهم لمادتي الجغرافيا والتاريخ مثلا، لأن التعليم بهذه الطريقة يختلف عن الطرق التقليدية المستخدمة في المدارس اليوم، فكل ما يتناوله التلميذ بهذه الطريقة، يحفظه حفظا تاما مباشرة أثناء الدرس. ❊ هل عرضتم مشروع "الزمكان" على وزارة التربية، لاعتماده كآلية جديدة ومجدية في عملية التعليم؟ ❊❊ لقد راسلنا وزاره التربية الوطنية، من خلال موقعها الإلكتروني، وعن طريق البريد أيضا، وطلبنا لقاء مع الوزير، لشرح هذا المشروع الذي يذلل "الصعوبات التعلُّمية"، ويزيد من التركيز والحفظ وقوة الاسترجاع، كما راسلنا الوزارة من خلال وسيط الجمهورية، لكن إلى حد الساعة، لم نتلق أي رد، ونأمل في أن يمنحنا الوزير فرصة لعرض المشروع وشرحه عن قرب. ❊ هل يمكن استغلال البرنامج في قطاعات تعليمية أخرى؟ ❊❊ نعم، يمكن استخدام المبادئ التي بني عليها المشروع في ميادين أخرى، كالآداب والتشغيل والقرآن الكريم والحديث وتعليم اللغات، إلى آخره.. ❊ هل يمكن أن نعتبر برنامج "الزمكان" طفرة في ميدان التنمية البشرية؟ ❊❊ هذا المشروع هو طفرة في مجال التعليم ككل، لأنه يختصر الجهد والوقت والتكلفة، ويعطينا نتائج باهرة لم تكن معروفة من قبل لدى التلاميذ، كزيادة الرصيد اللغوي إلى مستويات خيالية، وقوة الحفظ لدى الطالب أثناء الدرس وزيادة ثقافته وتفاعله مع المادة العلمية، كما يمكن القول بأن ما يتناوله الطالب من دروس في الجغرافيا في سنوات، يمكن أن يتناوله في أشهر قليلة، بواسطة مشروع "الزمكان" هذا، الذي يمكن استخدامه في تحصيل المعلومات الجغرافية محليا وعالميا. ❊ هل عرضتم الفكرة على مؤسسات وهيئات من خارج الوطن؟ ❊❊ لا.. ليس بعد. ❊ إذا عرضت عليكم هيئات ومؤسسات أجنبية شراء البرنامج، هل توافقون؟ ❊❊ نعم، يمكننا منحها حق استغلال المشروع، ويمكننا دعمه بالمستويات الأخرى، أردنا أن تكون بلادنا الجزائر أول مستفيد، ومؤكد أن أي بلد يطبق هذا المشروع، سيصبح الأول في العالم من حيث مستوى تعليم الجغرافيا لتلاميذه.