اختتمت، أمس، فعاليات الدورة 29 لمعرض الإنتاج الوطني، الذي أكد عودته القوية ضمن التظاهرات الاقتصادية، بعد غياب سنتين، بسبب تداعيات الجائحة الصحية، حيث عرف إقبالا لافتا للمواطنين، الذين أكدوا وفاءهم للمنتج الوطني وثقتهم فيه. وسمح تزامن تنظيم المعرض والعطلة الشتوية، بتنقل العائلات من مختلف ولايات الوطن إلى قصر المعارض، ضمن سفريات زاوجوا خلالها بين الفرجة والتبضع واكتشاف المنتجات الوطنية الجديدة. واستقطب جناح الصناعات العسكرية، كما في التظاهرات السابقة، شغف واهتمام الزوار وشكل نقطة توقف ضرورية للعائلات للاطلاع على إنتاج المؤسسة العسكرية والاحتكاك المباشر بممثليها في المعرض، دون تفويت الفرصة لأخذ صور مع التجهيزات وعربات المرسيدس العسكرية المركبة ببلادنا. وكان جناح البيع، أكثر الأجنحة استقطابا للزوار، الذين استغلوا الفرصة لاقتناء حاجياتهم من المواد الغذائية ومواد التطهير والتجميل والاثاث والديكور وكذا المنتجات الإلكترو منزلية، وخاصة في ظل من العروض الترويجية الاستثنائية التي تم اعتمادها وأدت إلى نفاد بعض المنتجات المعروضة وفي المخازن. وشكل المعرض مؤشرا هاما لدراسة السوق الوطنية من حيث العرض والطلب، وكذا القدرات التي يتيحها في الداخل والخارج. وأكد، محمد سعيود، المستشار الاقتصادي في مجال الصناعة، في تصريح ل«المساء"، نجاح طبعة معرض الإنتاج الوطني المنتهية، بالنظر إلى الإقبال الكبير الذي عرفته ورغم عامين من الغياب. وأضاف سعيود الذي حضر إلى المعرض في جناح شركته الاستشارية، أن إقبال المواطنين كان "هائلا" قدموا من كل ولايات الوطن وهو عكس اهتمامهم بهذه التظاهرة وشغفهم لمعرفة كل منتوج وطني جديد. وأعرب الخبير عن رضاه على مجريات المعرض، بالاعتماد على طبيعة الزيارات التي تمت على مستوى جناح شركته وتأكيد عدد كبير من المستوردين، الذين زاروا المعرض، عن رغبتهم في التحول من الاستيراد إلى الإنتاج. ولكنه شدّد القول بأن الأمر مرتبط ب"تسهيل إجراءات الاستثمار"، وخاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية، أن 2022 ستكون سنة اقتصادية بامتياز، ما يعني أن الحكومة ستعكف على حلّ المشاكل العالقة وكذا تبسيط الاجراءات ومكافحة البيروقراطية. وقال الخبير سعيود في تقييم أولي للمنتجات المعروضة، بأنه لاحظ تعددا في المنتجات، دون أن يمنعه ذلك من الإشارة إلى نقص التنوع في أصناف السلع المعروضة. وقال إنه مقارنة مع معارض شبيهة في بلدان أخرى، نلاحظ أن المؤسسات تستغل مثل هذه التظاهرات لعرض منتجات كثيرة ومتنوعة، وهو ما لم يتم في المعرض، ما جعل الخيارات محدودة وهو ما عكس وجود نقص في مجال التنافسية بما يستدعي تحسين نوعية المنتجات. وأضاف أنه للوصول إلى ذلك يجب "تسهيل الفعل الاستثماري لتمكين الراغبين في الإنتاج، القيام بذلك دون عراقيل، سواء تعلق الأمر بالإنتاج للسوق المحلية أو للتصدير، مادامت الفرص متاحة بل و«هامة"، ضاربا المثل بمجال الصناعات التحويلية الغذائية وخاصة "منتجات حلال" التي يكثر عليها الطلب في الخارج، والتي تقدر سوقها ب30 مليار اورو سنويا في أوروبا وحدها مع خيار الاعتماد على الجالية الجزائرية في الخارج، التي تعد "سفيرة لبلادنا يمكنها المساهمة في الترويج للمنتجات الجزائرية"، مثلما أضاف، مشدّدا على ضرورة "الإسراع في وتيرة الاستثمارات" ومرافقة المستثمرين بحلّ مشاكل التمويل والعقار وتقليص آجال منح الرخص واحترام الوقت، وتقليص مدة إنجاز مشروع إلى شهرين كأقصى حد للسماح بنمو الاقتصاد الوطني سريعا. وقال الخبير سعيود، إن جناح الجيش "مبهر" بما أظهره من قدرات هامة للصناعة العسكرية، معربا عن اقتناعه بضرورة دخول هذه الصناعة الى "العولمة" لتحسين قدراتها الانتاجية وكذا التصديرية. حيث لاحظ أنه رغم قيام هذه المؤسسات بإنتاج تجهيزات يحتاجها المواطن والمؤسسات، فإن ذلك غير معروف لديهم. ولذا دعا المؤسسات الصناعية العسكرية إلى وضع استراتيجية اتصالية وترويجية لمنتجاتها على المستويين الداخلي والخارجي، معتبرا أن السوق الإفريقية تعد فرصة هامة لتسويق منتجات هذه المؤسسات. وافتتحت الطبعة 29 لمعرض الانتاج الوطني في 14 ديسمبر الجاري من طرف الوزير الاول ، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، الذي أكد بالمناسبة على ضرورة التكامل بين الصناعتين العسكرية والمدنية لتقليص فاتورة الاستيراد، مع ضرورة استغلال المواد الخام المحلية والعمل على استكشافها واستخراجها، مع مزيد من الادماج الصناعي.