عقب انتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن    تيارت : 35 مشاركا في الصالون الوطني للمنتوج المحلي    تتويج الجزائر بلقب عاصمة للثقافة الرياضية العربية    مقابلات واعدة بالإثارة في دورة اللقب بوهران    الفنّان منتج للجمال..والفنّ ليس سلعة بالمعنى الاقتصادي    تعاون بين مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية لوهران ومؤسسة "أديناور" الألمانية    حج 2023 : ضمان تغطية صحية شاملة لكل الحجاج بمكة المكرمة    النادي يسعى لجلب هافيرتز أو كين لتعزيز الخط الأمامي    الرئيس الفلسطيني يهنئ الرئيس تبون على انتخاب الجزائر عضوا في مجلس الأمن الدولي    شهادة التعليم المتوسط: انتهاء الامتحانات في ظروف حسنة    انتخاب الجزائر في مجلس الأمن الدولي: صدق الدولة ومصداقية الرئيس    سكيكدة: توقيف شخص بحوزته 1170 كبسولة ليريكا    عنابة: 7 سنوات سجنا نافذا لشاب متورّط في نقل وترويج "الهيروين"    مديرية النقل بجيجل تخصص حافلات لنقل الحجاج الى مطار قسنطينة    تقديم العرض الشرفي لمسرحية "العاصفة" أو عندما ينقل الكفاح من أجل استقلال الجزائر إلى أرض العدو    الإعلان عن إنشاء مجموعة برلمانية برازيلية للصداقة والتضامن مع الشعب الصحراوي    سفير جمهورية التشيك يؤكد على أن الجزائر "شريك مهم و واعد"    ضرورة تبسيط الإجراءات الجمركية وحسن استقبال المسافرين بالمعابر الحدودية    دار النشر "القصبة" تصدر خمسة إعمال جديدة    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد يواصل "عزفه المنفرد" وأمل الأربعاء يقترب من الخطر    الجيش الصحراوي يستهدف تخندقات جنود الاحتلال المغربي بقطاعي حوزة والفرسية    إنتاج صيدلاني: ضرورة ترقية شراكات إفريقية مربحة    خبراء: الجزائر تعمل على تجسيد إلتزامها بإطار سنداي    اختتام مؤتمر طبي دولي حول السمنة بسطيف    وزير العمل يعرض مشروع قانون التقاعد    تنصيب مقرمان أمينا عاما جديدا لوزارة الخارجية    أفراد من عائلة طحكوت مُهدّدون بعقوبات متفاوتة    الهلال السعودي يمنح ميسي مهلة    عدد المُصدّرين يتجاوز 1600    التحول الرقمي في الصحة بلغ أشواطا كبيرة    وزارة الفلاحة تُطمئن المتضرّرين من الفيضانات    بولاية سوق أهراس: اكتشاف مجموعة نقدية أثرية متكونة من 1140 قطعة    فشل المجتمع الدولي يثير الشك في مصداقية مواقفه    الاحتلال المغربي يواصل قمعه الممنهج للأسرى الصحراويين    بدء الترشح لدورة الترقية إلى رتبة أستاذ التعليم العالي    الجزائر رائد إقليمي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة    مغادرة أول فوج من حجاج الأغواط والجلفة    الرقمنة ضرورية لعصرنة قطاع الصحة والتكفل بالمواطن    الشروع في العمل بنظام "جبايتك" في تبسة    نحو إنتاج 11 ألف قنطار من بذور البطاطا    اتّفاق لجنة 6+6 يعمّق الشّرخ اللّيبي    رقمنة قطاع الصحّة مسألة تنمية شاملة    الألعاب الالكترونية تسلب وقت ومدخرات الأطفال والمراهقين    بلفوضيل يهاجم الفرنسيّين ويحظى بدعم نجوم "الخضر"    النضال من أجل الحرية ردّاً على الوعود الكاذبة    الثورة التحريرية.. قيم ثقافية وفنية ومبادئ إنسانية    سوسطارة تواجه اتحاد بسكرة بمعنويات الإنجاز الإفريقي    "ذا سيمز" و"بلوك وارد" و"برلوك كرافت " و"غريند كرافت".. دوامة لا مخرج منها    صعقة كهربائية تودي بحياةأربعينيٍّ    قتيل في اصطدام بين دراجة نارية وسيارة    فارس شايبي يُلمّح إلى رحيله عن تولوز الفرنسي    هزة أرضية بقوة 2ر3 درجات على سلم ريشتر بوهران    الثورة التحريرية شكلت بقيمها الثقافية والإنسانية محطة حاسمة في تاريخ مكافحة الاستعمار    هذه قصة شيطان قريش الذي ذهب لقتل النبي فأسلم    الحقيقة لا يغطيها الغربال..    الفاتح من ذي الحجة يوافق 19 جوان هذا العام    هذه شروط المُضحّي والأضحية..    من أسباب حياة القلوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاميلة هي أنا وخالتي وكثيرات
فلة أندلسية خلال تقديمها كتابها ب "كريشاندو":
نشر في المساء يوم 17 - 01 - 2022

كاميلة هي ليست خالة الكاتبة فلة أندلسية فحسب، بل هي نفسها، وصديقاتها، وآخرون. احتكت بهم في حياتها، فكرّمتهم في روايتها التي تعد بادرة مسيرتها الأدبية تحت عنوان "كاميلة، بركان المشاعر"، التي صدرت عن دار "القبية".
أخيرا تحقق حلم فلة أندلسية بكتابة رواية بعد أن كبحت بدون قصد، رغبتها الجامحة في الكتابة حينما اصطدمت برحيل والدها، صديقها المقرب، وسندها القوي في حياتها، وهكذا قدّمت فلة روايتها، أول أمس، بمدرسة الفنون كريشاندو بالبليدة، أمام حضور، جاء ليكتشف هذا العمل وصاحبته.
وفي هذا السياق، قالت فلة إنها اختارت اسم كاميلة بطلة لروايتها؛ تكريما لخالتها كاميلة، التي رحلت في الفترة الأخيرة بمضاعفات الكوفيد. كما عاشت في حزن شديد بسبب فقدانها ابنتها صاحبة العشرين ربيعا، التي ماتت في حادثة انفجار قنبلة في العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر.
وأضافت فلة أنها كانت رفقة ابنة خالتها في القطار يوم الحادثة المشؤومة، ولكنها لم تكمل معها الطريق، لتموت هي، وتعيش فلة، فهل شعرت فهذه الأخيرة بالذنب لأنها لم تعرف نفس مصير ابنة خالتها؟ تجيب فلة بنعم، وتؤكد شعورها بالأسف؛ لأنها لم تزر خالتها منذ مدة طويلة، لتتفاجأ برحيلها، وتقرر بعدها أن تكون بطلة روايتها باسم كاميلة. واختارت أن تكون طفلة تبلغ من العمر 12 سنة، وتكبر إلى أن تصل إلى سن 19، ثم تكبر أكثر في الجزءين الثاني والثالث لهذه الثلاثية، التي قالت إن كل جزء منها متصل بالآخر، ومستقل عنه في نفس الوقت.
وبالمقابل، تحدثت فلة عن علاقتها الوطيدة بوالدها الذي كان دائما في صفها حتى حينما عارض قرارها الجميع، والمتعلق بارتدائها الحجاب في أواخر الثمانينات. كما علّمها أن تكون حرة، وفي نفس الوقت مسؤولة، فكان رحيله بمثابة فاجعة في حياتها، لم تشف منها إلا بعد مرور سنين طوال.
كل هذه الأحداث كان يمكن أن تدفعها لأن تصبح كاتبة، لكن الأمر لم يكن أبدا بهذه السهولة تقول فلة بل كبحت رغبتها الشديدة في الكتابة، ثم استطاعت رويدا رويدا أن تكتب نصوصا ويوميات وشعرا في مجموعات فايسبوك الخاصة بالكتب. وتلقت تشجيعا كبيرا من كُتاب على هذه المنصات، وحتى من كُتاب معروفين مثل ياسمينة خضرة، إلا أن النكسة التي تعرضت لها فلة وأجبرتها على كتابة رواية، كانت التكوين الذي تلقته رفقة أخريات؛ من آمال نباتي المدربة في التطوير الشخصي والمهني، والذي نفض الغبار عن ذكرياتها، وسلط الضوء على بعضها، فشعرت باضطراب شديد، دفعها، أولا، إلى كتابة 150 صفحة في فترة قصيرة، وفقدان من وزنها، ثم لجوئها إلى طبيبة مختصة في الأمراض العقلية.
وفي هذا قالت: "لم أعرف ماذا حدث لي! أخبرت زوجي أنني لست بخير، وسأذهب عند طبيبة الأمراض العقلية، التي، بدورها، أرسلتني الى صديقتها الطبيبة النفسانية، التي فهمت علّتي، ودوائي الذي كان الكتابة. لم أصدقها؛ إذ لم تكن لدي الثقة اللازمة كي أكتب كتابا، ولكنني فعلت، وأنا سعيدة جدا بهذا الإنجاز، إلى درجة أنني أستيقظ ليلا لأتفقد كتابي، وأسأل نفسي في كل مرة... هل فعلا أنا التي كتبت هذه الرواية؟!".
كما كتبت فلة في بداياتها، يوميات "فلة وأمين.. بين العقل والعاطفة" على فايسبوك، ثم بدأت في تحويلها إلى رواية، واعتبرت ذلك أمرا غير يسير؛ لأن شروط كتابة الرواية مختلفة عن كتابة نصوص ومقالات ويوميات وأعمدة. أما عن غلاف الكتاب فطلبت من صديقتها فوزية، أن تضع لها رسمة، فرفضت؛ لأنها كانت موجوعة بفقدان زوجها بفعل تداعيات الكوفيد، إلا أنها ألحت عليها، فرسمت خالة فلة.. كاميلة، ليكون لغلاف الكتاب روح أيضا.
وكاميلة هي جمع من 12 شخصية، كما أنها تحمل كل تناقضات البشر، وهي، أيضا، مرآة لتعاملنا القاسي مع الأطفال، وتناسينا حسهم الرهيف، وأننا كنا في يوم من الأيام، أطفالا أيضا. كما تعبّر، أيضا، عن مآسي كثيرة لصديقات لم يكملن دراستهن، ومنهن من فقدن الحياة. وتساءلت فلة: "ما مصير طفل عاش العشرية السوداء؟ ما هي الآثار المدمرة التي أُلصقت به عنوة؟ كيف سيتصرف حينما يكبر؟ هل سيعالج جروحه، أم ستتغلب عليه وتدفعه إلى الجنون أو الطلاق أو الموت؟ هل سيتمكن من بناء نفسه حينما يكبر؟".
وفي إطار آخر، تحدثت والدة فلة أندلسية عن رغبتها في إكمال كتابة رواية، بدأت في سرد أحداثها منذ زمن طويل، إلا أنها بسبب فقدان زوجها وثقل المسؤوليات العائلية، لم تستطع إكمالها. وقد تناولت في روايتها أحداثا جرت في سنوات الخمسينات والستينات، حول بعض التقاليد التي تُفرض على البنات، مثل تزويجهن برجال أكبر منهن، لأنهم يملكون قطعة أرضية كبيرة، أو مجاورة لأرض أهل البنت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.