تستقبل مصالح الاستعجالات بمؤسّسات الصحة الجوارية بولاية البليدة، هذه الأيام، أعدادا كبيرة من المرضى المصابين بأمراض الصيف، ويأتي على رأسها التهاب اللوزتين، الإسهال، القيء والحمى الشديدة، وهي من أعراض فيروس كورونا، وحتى الحساسية الجلدية جراء تناول بعض الأطعمة المعرّضة للشمس. وحسب المختصين في الصحة، فإنّ أغلب الوافدين على مصالح الاستعجالات هم الأطفال وكبار السن. سمحت الزيارة التي قادت "المساء" إلى مصلحة الاستعجالات بالمؤسّسة العمومية الاستشفائية "مهدي مجاجي" بالعفرون، بالوقوف على عدد المرضى الوافدين إلى المصلحة بغية الاستشفاء بعد الإصابة بحالة إسهال حادة أو القيء المتكرّر أو الارتفاع الكبير للحمى، ولدى دردشتنا مع بعضهم، أشاروا إلى أن أسباب الإصابة مرجعها السباحة وشرب كميات من ماء البحر الملوّث وكذا التعرّض لأشعة الشمس لفترات طويلة، بينما أرجعها آخرون إلى الاشتباه في الإصابة بفيروس كورونا بالنظر إلى الأعراض التي تباينت بين الحمى والقيء والإسهال. وحسب الطبيب العام الرئيسي بمصلحة الاستعجالات بمستشفى العفرون، محمد أمالو، فإنّ موسم الصيف كغيره من فصول السنة، يعرف انتشار بعض الأمراض التي تميّزه بالنظر إلى بعض العوامل المرتبطة به، ويمكن تقسيمه إلى مرحلتين حسب نوعية الأمراض التي استقبلتها المصلحة منذ بداية الصائفة، ويقول "المرحلة الأولى بدأت مطلع جوان الماضي، حيث سجّلنا خلالها حالات إصابة بالتهاب اللوزتين بسبب الإقبال بشكل واسع على شرب الماء البارد وتناول المثلجات، الأمر الذي تسبّب في تفشي التهاب اللوزتين مصحوبا بالحمى، إلى جانب الإصابة ببعض التسمّمات الغذائية الناجمة عن الأكل في محلات الأكل السريع، حيث تصبح الأغذية حسّاسة بفعل درجات الحرارة". وأشار المتحدّث إلى حالات القيء والإسهال وكذا الإصابة بفيروس كورونا، بعد دخول الموجة الخامسة، حيث يعاني المرضى من أعراض الحمى الباردة، القيء والإسهال وكذا ضربات الشمس، لاسيما للعمال الذين ينشطون تحت أشعة الشمس كعمّال البناء والعاملون في الحقول وأيضا المصطافون من فئة الأطفال". «أما المرحلة الثانية، يضيف المتحدّث، فهي الممتدة من منتصف جويلية إلى غاية يومنا هذا، وأغلب الحالات الوافدة مصابة بفيروس كورونا، وهو ما تؤكّده الأعراض المتمثلة في الحمى الباردة والساخنة، التهاب الحلق، القيء والإسهال وأيضا الإرهاق"، مشيرا إلى أنّ أكثر من 80 بالمائة من المصابين بفيروس كورونا هم أطفال، حيث يسجّل من بين 300 مريض يزورون المصلحة في اليوم، 200 طفل مصاب، وهو راجع للمتحوّر المنتشر في الهواء، وأكّد في السياق أنّ "الحالات التي أصابت الأطفال ليست خطيرة، ولكن الخوف ينصب على احتمال جفاف الطفل بسبب الإسهال المزمن والقيء، ما يجعلنا نبقيهم تحت المراقبة الطبية لحمايتهم من الجفاف، إلى جانب تسجيل بعض الحالات المرتبطة بالحوادث الناجمة عن السقوط". من جهة أخرى، أوضح الطبيب أمالو أنّه فيما يتعلّق بالبالغين، فإنّ أغلب الحالات المسجّلة مرتبطة بضربات الشمس بعد العودة من البحر، بينما سجّل إصابة عدد من كبار بالأمراض الهضمية الناجمة عن التسمّمات الغذائية، إلى جانب تسجيل بعض حالات الحساسية الناجمة عن تناول بعض المواد الغذائية المصنعة مثل الكاشير والشيبس وكذا بعض الأغذية المعرضة للشمس". ودعا الأخصائي بالمناسبة إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالنظافة وتجنّب الأكل خارج المنزل، وفي حال الاشتباه في الإصابة ببعض الأعراض، التوجّه مباشرة للمصالح الطبية خاصة بالنسبة للأطفال. من جهته، أوضح الطبيب الأخصائي في الأمراض الصدرية والتنفسية بومدين، أنّ المصالح الطبية تستقبل حالات مختلفة مصابة بأمراض الصيف، خاصة أصحاب الأمراض الصدرية الذين تتدهور حالتهم الصحية بسبب التغيّرات المناخية، وخصّ بالذكر المصابين بالربو والالتهاب المزمن للقصبات الهوائية، الذين يتأثرون بارتفاع درجات الحرارة والاستعمال العشوائي للمكيفات الهوائية، الأمر الذي يؤثّر على صحتهم. وأكّد محدّث "المساء" أنّ على المرضى التقيّد ببعض التدابير الصحية، خاصة ما تعلّق منها بشرب كميات كافية من الماء وعدم الخروج وقت الذروة وأيضا تجنّب الجلوس أمام المكيّفات الهوائية". في السياق، أوضح المختصّ أنّه لا ينصح ذهاب المصابين بالربو إلى البحر، لحمايتهم من التعرض لرطوبة البحر، ومن الأفضل في حال قرّروا الذهاب البقاء لفترة قصيرة، كاشفا عن تسجيل عدد من الحالات المتأزمة لأطفال وكبار السن، بسبب الاستعمال غير العقلاني للمكيّفات الهوائية، مرجعا ذلك لضعف الثقافة الصحية .