في إطار تظاهرة "نظرات على الجزائر"، يعرض متحف معهد العالم العربي بالعاصمة باريس، أعمال الفنانة الراحلة باية محي الدين، إلى غاية 26 مارس 2023، تحت عنوان "باية.. النساء في حديقتهن"، ويشكل فرصة أمام الجمهور الأوروبي لاكتشاف مجموعة ثرية من اللوحات الفنية والأعمال الخزفية، التي ميزت مسيرة الفنانة باية محي الدين، الغنية التي كانت علامة في المشهد الثقافي الجزائري، وسمحت بتطور الفن المعاصر، خاصة في العالم العربي. من بين الأعمال المعروضة، التي طبعت مشوار الراحلة ذا الصيت العالمي، هناك "المرأة.. الطائر والأزهار"، "المرأة ذات الأزهار"، "امرأتان"، "المرأة ذات السمكة"، "الحمار الأزرق"، والعمل الخزفي "القناع الأبيض للفنان" وغيرها. واستعيرت الأعمال الفنية المعروضة من العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، على غرار الأرشيف والمتاحف الفرنسية، ومؤسسة "كمال لازار" (تونس) والمجموعات التاريخية الخاصة. تُقدم على هامش المعرض، مداخلات تتطرق إلى تحليل السياق التاريخي والاجتماعي والاقتصادي والجمالي لأعمال باية محي الدين، في كل مرحلة من حياتها، كما ستدرس هذه الأعمال من جوانب فرادتها وعالميتها. للتذكير، تعتبر الفنانة باية محي الدين (فاطمة حداد)، أشهر من نار على علم، من مواليد عام 1931 في برج الكيفان بالعاصمة، ظهرت موهبتها خلال صنعها نماذج شخصيات وحيوانات جميلة من الطين، قبل دخولها عالم رسم اللوحات، لتفتتح معرضها الأول في باريس سنة 1947. وشاركت في عام 1963، في معرض "الرسامين الجزائريين"، الذي نظم للاحتفال بالذكرى التاسعة لاندلاع حرب التحرير، وأعمالها الآن معروضة في تيزي وزو، عنابة، باريس، مرسيليا، بروكسل وفي العالم العربي. كما تعتبر باية من مؤسسي "فن التصوير الجزائري الحديث"، وكانت ضمن مجموعة فناني "جيل 1930"، المتكونة من أمثال؛ محمد أكسوح، عبد الله بن عنتر، عبد القادر قرماز، محمد إسياخم، سهيلة بلبحار ومحمد خدة وشكري مسلي، وتتسم أعمالها ذات الإلهام الساذج بوفرة من النباتات والأزهار وبهجة من الألوان الزاهية، لخلق عالم سحري تسكنه الطيور والآلات الموسيقية والشخصيات النسائية بفساتين فخمة. أشاد بباية أشهر الشعراء والفنانين العالميين، من طراز الشاعر السريالي أندري بيرون والأديب كاتب ياسين، وتعاونت في إنجاز لوحات مع الفنان العالمي بابلو بيكاسو، الذي كان أكثر من يقدر موهبتها، تم حفظ العديد من الأعمال الفنية لباية محي الدين، التي توفيت عام 1998 في مدينة البليدة، في متاحف في قطر، سويسرا، فرنسا، مالي والعديد من المتاحف الجزائرية والمجموعات الخاصة. للإشارة، نظم معهد العالم العربي مؤخرا، بباريس، معرضا يسلط الضوء على مجموعة متميزة من الفن المعاصر لكبار الفنانين التشكيليين الجزائريين، على غرار امحمد اسياخم، رشيد قريشي، محمد خدة وشكري مسلي.