اختُتمت فعاليات المسابقة الدولية للبيتزا والباستا، مؤخرا، والتي احتضنها منتزه الصابلات بالعاصمة، وتواصلت على مدار ثمانية أيام، بمشاركة خبراء في الطبخ إيطاليين وأوروبيين وعرب، إلى جانب عدد من الطهاة الجزائريين المختصين في هذه العجائن العالمية؛ حيث تُوج الفائزون، مع تمكينهم من المشاركة في مسابقة أكبر بإيطاليا، ستنظَّم بعد دورة تكوينية. أشرف على المسابقة ثلاثة من المختصين الإيطاليين في البيتزا والباستا، وهم من "أبطال العالم" في هذه التخصصات، والتي اخترقت لذتها حدود إيطاليا، واحتضنتها غالبية دول العالم، وافتُتحت حولها عدد من المطاعم المختصة في تحضير البيتزا والباستا بمختلف أنواعهما. وأبدع المشاركون الجزائريون في المسابقة بتحضيرهم أنواعا كثيرة من البيتزا، مستغلين معارفهم السابقة، وغنى تقاليدهم المحلية لابتكار بعض الوصفات التي أبهرت حكام المسابقة. تنظيم هذه التظاهرة في منتزه الصابلات بالجزائر العاصمة، استقطب عددا كبيرا من العائلات الجزائرية، التي خُصص لها في حضن الساحة المجاورة لأجنحة منظمي المسابقة التي انقسمت بين أروقة خاصة بطبخ البيتزا وأخرى لتحضير الباستا، مطابخ ومعارض وحتى نشاطات فنية؛ حيث استحسن الجمهور ذلك الفضاء، الذي رآه متنفسا خلال أيام العطلة، وكذا فرصة لا تعوَّض لتذوق البيتزا والباستا بنكهات إيطالية، بدون حاجة إلى اقتناء تذكرة طيران إلى روما أو فنيسيا. وأبدت كثير من العائلات التي شكلت طوابير لدخول "المطعم المؤقت" المفتوح في الهواء الطلق بمحاذاة الشاطئ، استمتاعها بالوقت التي أمضته هناك؛ حيث أشارت بعض النسوة إلى استغلالهن الفرصة "لسرقة" بعض أسرار تحضير البيتزا والباستا، التي يخفيها خبراء هذا التخصص. وللإشارة، فإن البيتزا من أصول إيطالية، ظهرت في شكلها المستدير بمدينة نابولي الإيطالية، تحضَّر من القمح، وهي مسطحة، وبها خميرة. تُترك أطرافها أسمك من وسطها، وتغطى بصلصة الطماطم. هذه الأخيرة يبدع فيها كثيرون من منطقة إلى أخرى. كما تزيَّن بالجبن والريحان والخضروات وبعض اللحوم حسب كل ذوق. ويتم إضافة الزيتون لإعطائها الوجه الكلاسيكي المألوف. والبيتزا من أكثر المأكولات الشعبية طلبا حول العالم. يعشقها الطفل والكهل والمسن. وتتفنن النساء وحتى الرجال من مختلف الجنسيات، في تحضيرها، والإبداع في تغيير مكوناتها. ولا تقل الباستا حظا أمام عشاق المعجنات الإيطالية، التي نجح أكبر طباخي إيطاليا المختصين في تحضيرها، إلى انواع غير محدودة من الباستا. وتعددت أسماء تلك الأنواع بين المعكرونة، والسباغيتي، واللازانيا، والكانيلوني، والرافيولي، وغيرها من الأنواع التي لا تنتهي، ولكل نوع وصفته الخاصة. وأساس مكوناتها البصل والطماطم التي تحضَّر منها الصلصة، بالإضافة إلى الثوم والريحان، أو الكريمة السائلة، واللحم المفروم أو الدجاج. ويضفي عليها كلٌّ لمسته الخاصة، لتصبح أحد أكثر الأطباق التي يتفق العالم على عشقها؛ فهي لذيذة من جهة، وتُشبع من جهة أخرى. كل هذه الميزات جعلت الجمهور في منتزه الصابلات بالعاصمة، يستغلون الفرصة لتذوق تلك التخصصات بنكهات من روما ونابولي وفنيسيا الإيطالية، لكن بلمسات جزائرية.