انطلاق أشغال الدورة العادية ال34 للقمة العربية ببغداد    التوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة التربية الوطنية والسلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته    عرقاب: الجزائر مستعدة لدعم كل مبادرات تعزيز الأمن الطاقوي    مشروع قانون المناجم الجديد يقدم رؤية واقعية تضمن الاستفادة القصوى للبلاد من ثرواتها الطبيعية    ميناء تنس يستقبل دفعة جديدة من الأضاحي المستوردة لتعزيز وفرتها عشية عيد الأضحى    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 53272 شهيدا و120673 مصابا    زلزال بقوة 3.4 درجة على سلم ريشتر بولاية سكيكدة    كلمة رئيس الجمهورية خلال الدورة العادية ال34 للقمة العربية ببغداد    السفير بلادهان يشارك في حفل السفراء المعتمدين لدى الفاتيكان استعداداً لقداس تنصيب البابا ليون الرابع عشر    دراجات على المضمار/البطولة الإفريقية: ثلاث ميداليات فضية جديدة للجزائر    بتعليمات من رئيس الجمهورية، وفد وزاري يتنقل إلى المناطق المتضررة جراء التقلبات الجوية الأخيرة    التأكيد على دعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة الأمازيغية في الإعلام الوطني    مهرجان الجزائر الدولي للسينما يعود في دورته ال12 بين 4 و10 ديسمبر    قصرا صفيصيفة ومغرار التحتاني… معلمان تاريخيان يعززان الحركية السياحية والثقافية بولاية النعامة    مغادرة أول فوج من الحجاج من مطار أدرار نحو البقاع المقدسة    نفق لتهريب المخدرات من المغرب إلى الجزائر!    ضبطت كمية كبيرة من السموم .. أسلحة وتجهيزات حساسة    سعداوي يأمر باحترام التواريخ المحدّدة    القضاء على إرهابي بخنشلة    غريب يدشّن مصنعاً لتكرير السكّر ببومرداس    اختتام المهرجان الثقافي الدولي للخطّ العربي بالمدية    تقلبات جوية.. وخسائر مادية وبشرية    التحضير القتالي مفتاح أساسي لترويض الأسلحة    تعزيز دور المؤسسات المبتكرة في الاقتصاد المحلي    صون الذّاكرة الوطنية أولوية وجب تحصينها    العيش في سلام.. التزام الأحرار ومسؤولية الجميع    لا مبرر لجرائم الاحتلال الصهيوني في غزّة    منظومة الضمان الاجتماعي بالجزائر متكاملة    إرشاد إلكتروني للحجّاج التائهين وفريق لاسترجاع المفقودات    الشروع في إنجاز قرية سياحية برشقون    إحصاء 113 ألف طلب عمل خلال 2024    والي تندوف يشهر سيف العقاب ضد مقاولات الإنجاز    ودية عالمية أمام "لاروخا" واتفاق للاستفادة من الخبرة الإسبانية    مازة: أتطلع للتقدم مع ليفركوزن والمنافسة ستكون أقوى    حاج موسى: أحلم بالتتويج ب"الكان" والمشاركة في المونديال    900 مستثمرة فلاحية معنية بالإحصاء البعدي ببومرداس    "حروب الجيل الجديد" تستهدف العقول والقيم لتفكيك الأوطان    الطاووس يتجول بكبرياء بين ضفتي الألوان والأكوان    عكاظية شعرية من أجل غزّة    بحث فرص الشراكة مع الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي    سيدي عمار يفند الادعاءات المغربية الكاذبة والمضللة    ترقية علاقات التعاون البرلماني مع كوت ديفوار    توجه 250 حاج نحو البقاع المقدسة    الخضر قد يواجهون إسبانيا    برشلونة بطلاً.. والريال يُهنّئ    قوجيل: العيش في سلام مسؤولية جماعية والتزام الأحرار    ابتسام حملاوي تستقبل أحمد نوح المتوج بجائزة "ENERGY GLOBE" العالمية    التقلبات الجوية تخلف 7 وفيات و282 شخصاً تم إنقاذهم خلال 48 ساعة    السيد عرقاب يبرز بإيطاليا أهم محاور الاستراتيجية الطاقوية الوطنية    دراجات على المضمار/ البطولة الافريقية-2025 : أربع ميداليات جديدة للجزائر منها واحدة ذهبية في اليوم الرابع من المنافسة    حج 1446ه: كل الظروف مهيأة لاستقبال الحجاج الجزائريين بمكة المكرمة    الدورة ال75 لكونغرس الفيفا : وليد صادي يجري لقاءات مع نظرائه    انتخاب أعضاء لجنة الخدمات الاجتماعية في ال 24 وال 25 ماي الجاري    الحجاج الجزائريون في مزارات المدينة المنورة    هذه رسالة الرئيس للحجّاج    هل على المسلم أن يضحي كل عام أم تكفيه مرة واحدة؟    يوم تصرخ الحجارة كالنساء    أخي المسلم…من صلاة الفجر نبدأ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التجربة الشعرية عند "احسن دواس" في أطروحة دكتوراه
جامعة سكيكدة
نشر في المساء يوم 03 - 12 - 2023

ناقشت الطالبة صونية ماوني من جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، الأسبوع الأخير، أطروحة دكتوراه بعنوان "التجربة الشعرية عند احسن دواس" تحت إشراف الدكتور عثمان رواڨ، وأمام لجنة مناقشة ترأّسها الأستاذ الدكتور وليد بوعديلة، والأستاذ الدكتور علي خفيف مناقشا، والأستاذ الدكتور رشيد قريبع مناقشا، والأستاذة الدكتورة نسيمة علوي مناقشا، والدكتور عبد الرزاق بوڨطوش مناقشا.
تقول الطالبة الباحثة في ملخص أطروحتها: "يقول الجاحظ: "والمعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي، والعربي، والقروي، والمدني، وإنّما الشأن في إقامة الوزن، وتخيّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحة الطبع، وجودة السبك، وإنّما صناعة الشعر صناعة وضرب من التصوير، وجنس من التصوير".
وقد وُجدت تلك الخصائص الأساسية لنظم الشعر في الخطاب الشعري عند الأستاذ الدكتور القدير احسن دواس؛ إذ كانت أعماله المنجزة المطبوعة، مدوّنة ثرية، تستحق إنجاز رسالة حولها.
وأشارت الطالبة الباحثة إلى أن الشاعر احسن دواس قدّم قصائد شعرية منذ 1998. واستمر في الكتابة إلى يومنا هذا. ولم تخنه دفقته الشعورية، بل تطورت عبر السنين، واستجابت للتحولات الشكلية والفكرية التي مرّ بها الشعر العربي؛ حيث نظم الشاعر احسن دواس شعره على أوزان شيخه الخليل في أكثر من سبع وثلاثين قصيدة، إلى جانب مشاركته في المهرجان الشعري الأول في مدينة قسنطينة سنة 2000م. وكان من بين ألمع الشعراء الجزائريين الذين شرّفوا ولاية سكيكدة. ثم انتقل الشاعر إلى نظم الشعر الحر، وواكب التحولات الفنية لبنية القصيدة المعاصرة. كما نظم قصائد موجهة للطفل مثل قصيدة "حاسوبي"، التي أُدرجت في الكتاب المدرسي للطور الابتدائي. ولايزال صوته الشعري صادحا في سماء الإبداع إلى يومنا هذا.
وقالت ماوني إن دراستها تهدف إلى إثراء مكتبة الأدب الجزائري، بالكشف عن أحد أعلامه في الشعر المعاصر، والذي يستحق دراسة أكاديمية جادة، نرصد فيها أسرار وخبايا تلك التجربة، وتتبّع أهم التحولات التي تطرأ على الخطاب الشعري عند احسن دواس.
ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة، أشارت إلى أنها طرحت مجموعة من الإشكاليات، لعل أهمها "ما أهمية التغيّرات الفنية في التجربة الشعرية عند احسن دواس؟"، و"ما أهمية التقنيات الجمالية التي وظّفها الشاعر في دواوينه؟"، و"كيف نقيّم التجربة الشعرية عند احسن دواس؟"، و"كيف زاوج الشاعر بين الخطاب ودلالات السياق؟"، و"ما الذي أضافه الشاعر للإبداع؟"، و"هل تمكن من تأكيد وجوده وحضوره داخل النسق الثقافي العام؟".
واعتمدت الباحثة في إنجاز بحثها، كما أشارت، على المنهج البنيوي مع الانفتاح على بعض المناهج الأخرى كالسيميائية. وبغية الإحاطة بالموضوع جيدا، قسّمت بحثها إلى أربعة فصول؛ إذ يتمثل الفصل الأول في مضامين واتجاهات الشعر الجزائري وعناصره، والشعر الجزائري أثناء دخول المستعمر الفرنسي، والشعر الجزائري ومرحلة التحولات، والشعر الحرّ. أما الفصل الثاني فعنونته بالتجربة الدينية في شعر احسن دواس، وعناصره، ومفهوم التناص (لغة/اصطلاحا)، والتناص عند العرب والغرب، والتناص الديني من خلال القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وشعر المديح الديني، في حين عنونت الفصل الثالث بالتجربة الموضوعاتية في شعر احسن دواس، بينما جاء عنوان الفصل الرابع بالتجربة الفنية في شعر احسن دواس، وعناصر المبحث الأول "ماهية اللغة الشعرية"، و"المعجم الشعري"، و"الثنائيات الضدية"، و"المغامرة الشعرية ووعي الكتابة". أما المبحث الثاني فيضم "تشكيل البنية الإيقاعية"، و"مفهوم الإيقاع الخارجي كالقافية وأنواعها"، و"حرف الروي"، و"التدوير"، و"الإيقاع الداخلي كالتصريع، والطباق، والتكرار". المبحث الثالث يضمّ تشكيل "الصورة الشعرية" من حيث مفهوم الصورة الشعرية، وأدوات الصورة، وبنياتها كالتشبيه والاستعارة، والرمز والصورة البلاغية.
ومن أهم المراجع التي غذّت بها الباحثة رسالتها، الأدب الجزائري الحديث لصاحبه عمر بن ڨينة، وتطوّر الشعر الجزائري من سنة 1945 حتى سنة 1980، للوناس شعباني، ويتم النص الجنيالوجيا الضائعة لأحمد يوسف، والشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية لمحمد ناصر. أما بالنسبة للدراسات السابقة فنذكر رسالة ماجستير بعنوان "البنية الأسلوبية في شعر الطفل الجزائري، مقاربة أسلوبية لديوان احسن دواس" للباحث عبد الرحمان شيباني، وأطروحة بعنوان "المعادل الموضوعي في شعر احسن دواس".
وتقول الطالبة الباحثة عند إنجازها هذا البحث اعترضتها صعوبات؛ منها صعوبة التعامل مع المصطلحات النقدية التي تتخبط في إشكالية الترجمة. وأردفت أنها بعد رحلة البحث في هذا الموضوع، توصّلت إلى جملة من النتائج، أبرزها دواوين الشاعر التي تُعدّ مرآة عاكسة لحياته؛ حيث عبّر عن مشاعره وأحاسيسه، ونلمس صدقه العاطفي، وتأثيره في المتلقي أيما تأثير. وأضافت أنّ لكل شاعر مناهل يستمدّ منها معانيه المقصودة ودلالاته الإيجابية، حسب ما يلائم تجربته الشعرية؛ إذ رأت أنّ الشاعر احسن دواس يتأرجح بين قطبين متضادين، هما اليأس والأمل، إلى جانب معالجته مواضيع مختلفة؛ ما يدل على طول نفس الشاعر، وسعة اطلاعه، إلى جانب اتخاذه من المعطيات الدينية مرجعية دلالية؛ حيث تناصت قصائده مع النصّ القرآني والحديث النبوي وقصص الأنبياء.
للإشارة، هذه الأطروحة ليست الأولى حول أعمال الشاعر احسن دواس؛ فقد نوقشت أطروحة دكتوراه أخرى بالمركز الجامعي "عبد الحفيظ بوالصوف" بميلة بعنوان "المعادل الموضوعي في شعر احسن دواس، أعدتها الطالبة ابتسام جوامع. وناقشها ثلة من الأساتذة الأفاضل برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الملك ضيف، وعضوية الناقد الأستاذ الدكتور يوسف وغليسي، والأستاذ الدكتور محمد كعوان، والدكتورة وهيبة جراح، والدكتور موسى كراد، إلى جانب رسالة ماجستير بجامعة "جيلالي اليابس" بسيدي بلعباس، حول "البنية الأسلوبية في شعر الطفل الجزائري، مقاربة أسلوبية لديوان احسن دواس".
بوجمعة ذيب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.