انطلقت، نهاية الأسبوع، بقسنطينة، التجارب التقنية للمصعد الهوائي بعد توقف دام حوالي 6 سنوات، بداعي الترميم والصيانة التي طال أمدها، ودخول المشروع في نفق مظلم نتيجة بعض الإجراءات الإدارية، وقضية تحويل العملة الصعبة إلى المؤسسة الأجنبية المسؤولة عن الصيانة. انطلقت تجارب سير عربات المصعد الهوائي من المحطة النهائية بحي الأمير عبد القادر (الفوبور)، بإطلاق عيّنة من العربات الجديدة؛ قصد تجريب المحركات الدافعة عبر الكوابل التي تم تجديدها بالكامل، بعد انقضاء مدة صلاحية الأسلاك السابقة، بحضور نائب المدير العام للمؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية، والمدير الولائي للنقل. وأوضح، بالمناسبة، الوالي عبد الخالق صيودة، أن إطلاق هذه التجارب هو بداية ظهور مؤشرات عودة عمل المصعد الهوائي إلى العمل بعد سنوات من الانقطاع، حُرم فيها سكان الجهة الشمالية للمدينة على غرار جبل الوحش والزيادية وسركينة وساقية سيدي يوسف (لابوم) والأمير عبد القادر، من التنقل بطريقة سلسة نحو وسط المدينة. وذكر المسؤول التنفيذي أن المصعد الهوائي من وسائل النقل العصرية، التي تساهم في فك بعض الضغط عن حركة المرور بعاصمة الشرق، مضيفا أن عودة الحياة إلى هذه الوسيلة جاءت بتضافر الجهود بعد تدخل السلطات العليا للبلاد، التي خصصت غلافا ماليا لذلك، وذلّلت كل العراقيل التي كانت تواجه هذه العملية؛ من أجل أن يعود تيلفيريك قسنطينة إلى العمل من جديد. وأكد أن نجاح التجارب التقنية سيسمح بالانتقال إلى الخطوة المقبلة لدخول المصعد الهوائي مرحلة الاستغلال التجاري في أقرب وقت ممكن، بدون أن يحدَّد تاريخا لذلك، فيما تؤشر المعطيات إلى أن التجارب التقنية ستتواصل خلال الأيام المقبلة؛ قصد الوقوف على كل كبيرة وصغيرة، قبل منح الضوء الأخضر وبداية استغلال المصعد الهوائي في شهر مارس المقبل. ورأى المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بعاصمة الشرق، أن أهمية هذه الوسيلة للنقل التي تقدم خدمة عمومية بامتياز، تكمن في عدد الركاب الذين يتم نقلهم من حي الأمير عبد القادر والأحياء المجاورة له عبر محطة المستشفى الجامعي الحكيم "ابن باديس" نحو محطة طاطاش بلقاسم بحي الشارع بالقرب من سوق العاصر، الذي يصل إلى 20 ألف راكب في اليوم. كما اعتبر والي قسنطينة أن التنقل عبر المصعد الهوائي، من شأنه أن يقلل الزحمة المرورية عبر محور الأمير عبد القادر وباب القنطرة إلى طاطاش بلقاسم ووسط المدينة، ويخفف أيضا الضغط عن جسر سيدي مسيد نحو المستشفى الجامعي ابن باديس، وبذلك يساهم في تخفيض الغازات المنبعثة من المركبات. كما يساهم، بشكل من الأشكال، في الحفاظ على البيئة؛ حيث سيعمل ب 48 عربة على الخطين، مع مرور عربة كل 20 ثانية. والعربة الواحدة تحمل حتى 10 ركاب. للإشارة، فقد انطلقت أشغال المصعد الهوائي بقسنطينة سنة 2006، من قبل الشركة السويسرية "غرافنتا" بالتنسيق مع مؤسسة "سابتا" الجزائرية، بغلاف مالي فاق مليار دينار، ليتم تدشينه من رئيس الجمهورية الىسابق، يوم 16 أفريل من سنة 2008، بمناسبة اليوم الوطني للعلم؛ حيث انطلق في العمل بين محطة " طاطاش بلقاسم " بجوار سوق العاصر، إلى محطة المستشفى الجامعي ابن باديس، فمحطة الأمير عبد القادر على مسافة 1.5 كلم، وساهم في نقل أكثر من 12 مليون راكب بين 2008 و2012.