أكدت شركة "ميرسك" العالمية المتخصصة في الشحن البحري، أنها تشحن في حاويات سفنها قطع مقاتلات "إف-35" إلى الكيان الصهيوني، ما يؤكد تورط نظام المخزن المغربي في الشراكة في إبادة الشعب الفلسطيني باستقبال هذه السفن المحمّلة بالعتاد العسكري. وقالت الشركة، لوسائل إعلام إن برنامج صناعة طائرات "إف-35" الحربية، باعتباره سلسلة إنتاج معقّدة تنخرط فيه مجموعة من الدول والأطراف، من بينهم الكيان الصهيوني الذي يصنع أجنحة هذه المقاتلات. وفي السياق كشفت صحيفة دنماركية، حيثيات تواطؤ المخزن في صفقة رسو سفن شركة "ميرسك" المحمّلة بالأسلحة بالموانئ المغربية، والمتوجهة إلى الكيان الصهيوني لاستخدامها في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزّة، مشيرة إلى أن الترتيبات لهذه الخطوة كانت قد جرت في ديسمبر من العام الماضي، ولقيت رفضا عماليا واسعا قبل أن يصل صداه إلى الشارع. وأفاد تحقيق استقصائي أجرته صحيفة "إكسترا بلاديت" -استنادا إلى مقابلات حصرية مع عمال في ميناء طنجة المغربي- بأن المدير التنفيذي الأعلى لشركة "إيه. بي. مولر ميرسك" الدنماركية، فينسنت كليرك، كان قد أجرى زيارة للمغرب في ديسمبر الماضي، في محاولة لتهدئة حالة الغضب بين العمال بعد أن تم توجيه سفن تابعة للشركة إلى الميناء محمّلة بمعدات عسكرية متجهة إلى قاعدة عسكرية صهيونية، وعقب رفض السلطات الإسبانية، السماح لها بالرسو في ميناء "الجزيرة الخضراء" بتاريخ 9 و14 نوفمبر 2024. ووفقا للتحقيق، فإن الزيارة "جاءت وسط احتجاجات واسعة للعمال الذين رفضوا التعامل مع الحمولة العسكرية"، معتبرين أن مشاركتهم في تحميلها تمثل "دعما مباشرا" للعدوان الذي يشنّه جيش الكيان الصهيوني على قطاع غزّة. ونقل التحقيق شهادة أحد العمال بأن الموظفين "شعروا بالخداع" بعدما تأكدوا من طبيعة الشحنة التي تضمنت مركبات مدرّعة وأجزاء لطائرات حربية وناقلات سجناء ومعدات ثقيلة، متجهة نحو ميناء "حيفا" بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، "من خلال الوثائق المتوفرة والمعاينة المباشرة". واستطرد ذات المتحدث، بالقول -حسب الصحيفة- إن "معظم العمال يعارضون تحميل هذه الشحنات (...)"، فيما أعرب عامل آخر عن "شعوره بالذّنب والمسؤولية إزاء المشاركة في تحميل شحنات الأسلحة، بالنّظر إلى ما يحدث في قطاع غزّة من إبادة جماعية، لا سيما لما تأكدت الوجهة النّهائية للشحنات، الأمر الذي أشعل احتجاجات داخل الميناء". ويأتي هذا التحقيق الاستقصائي باتساق مع تقرير حديث أعدّته صحيفة "ديكلاسيفايد" البريطانية، ومؤسسة الأخبار الاستقصائية الإيرلندية "ذا ديتش"، والذي أكد أن شركة الشحن العالمية "ميرسك" تنقل أجزاء من مقاتلات "أف35" من مصنع تابع للقوات الجوية الأمريكية في ولاية تكساس نحو ميناء "حيفا" ومن ثم إلى قاعدة صهيونية.