إيران ترفض دعوات للتراجع عن قصف الكيان الصهيوني

بينما طلبت واشنطن من تركيا التدخل لخفض التوتر

رفضت إيران، أمس، دعوات الغرب بالتراجع عن تهديداتها بالرد على عملية اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، على يد الكيان الصهيوني نهاية شهر جويلية الماضي بالعاصمة طهران، والتي زادت في حدة التوتر والتصعيد التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في السابع أكتوبر من العام الماضي.
وردت إيران على دعوات الولايات المتحدة ودول أوروبية لها إلى "التراجع" عن تهديدها ضد إسرائيل، بالتأكيد أنها لا تطلب "الإذن" من أحد للرد على اغتيال هنية في طهران.
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن بلاده تعتبر الرد لمعاقبة المعتدي حقا شرعيا لكل الدول وحلا لوقف الجرائم والاعتداءات، مؤكدا أن الصمت الدولي إزاء جرائم الكيان الصهيوني بغزة وممارساته الإرهابية يتعارض مع المعايير الدولية، وأن الدعم الغربي للكيان الصهيوني والصمت الدولي إزاء جرائمه يشجعه على مواصلة جرائمه.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن "الجمهورية الإسلامية مصمّمة على الدفاع عن سيادتها... ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة".
وأكد في بيان أمس، أن الدعوات التي وجهتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا أو المجموعة المعروفة بالترويكا الأوروبية، لطهران بضبط النفس فيما يتعلق بالرد على إسرائيل "تفتقر للمنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي".
وقال كنعاني إنه "بدون أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني، تطلب الدول الثلاث بكل وقاحة في البيان من إيران عدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها"، مؤكدا عزم بلاده على ردع إسرائيل.
وطلبت واشنطن من تركيا ودول أخرى إقناع إيران بخفض التوتر بمبرر أن أي هجوم إيراني على إسرائيل سيكون له تداعيات سلبية على عملية التفاوض لوقف إطلاق النار في غزة.
وجاء طلب واشنطن غداة دعوة قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيران وحلفائها إلى الامتناع عن شنّ هجمات على إسرائيل بحجة أن الهجمات الإيرانية ستؤدي إلى تصاعد التوترات وتوسع رقعة الحرب في المنطقة وستعرض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين للخطر.
ومنذ اغتيال هنية نهاية جويلية الماضي في طهران، لا يزال الترقب سيد الموقف في ظل إصرار إيران على الرد على عملية الاغتيال التي أسالت الكثير من الحبر وزادت من حدة الاحتقان في المنطقة المشتعلة والقابلة للانفجار في أي لحظة في ظل مواصلة الكيان الصهيوني لحر ب الإبادة في حق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة المنكوب.