شهدت الأعمال الدرامية التلفزيونية لهذه السنة دخول المسلسلات الدرامية الأمازيغية (القبائلية والشاوية والمزابية)، اكتشف جمهورها المتابع مواهب جديدة وحكايات من عمق المجتمع. من بين هذه الأعمال، مسلسل "إيلان نثمدورت" (منعرجات الحياة) بالمتغير اللغوي الشاوي، ومسلسل "أبا ونظل" بالمتغير المزابي المزابية، "يلهى الخير" وهي سلسلة بالمتغير اللغوي القبائلي لنور الدين عمروش، وكذلك "راس الخيط" وهي كوميدية اجتماعية واقعية للمخرج محمد الهادي ضيف الله . خلال بث هذه ، خلال رمضان الفارط، أكّد المخرج والسيناريست والمنتج الطيب توهامي أنّ عرض هذه المسلسلات على القناة الأمازيغية العمومية التابعة للتلفزيون الجزائري، هي بادرة أقل ما يقال عنها إنّها موفقة من طرف إدارة التلفزيون الجزائري، التي تعكس خياراتها الإنتاجية الثراء المتنوع لدولة قارة مثل الجزائر. وأضاف أنه جميل أن يضع التلفزيون الجزائري الألسن الأمازيغية ضمن أولوياته الإنتاجية، ويروّج للموروث الثقافي الأمازيغي في الموسم الرمضاني، فمن حق الشاوية والتوارق والقبائل والميزابيين أن يلتفوا على مائدة الإفطار، وهم يشاهدون دراما وكوميديا تحكي قصصهم بألسنتهم الأمازيغية الغائرة في عمق التاريخ، معلّقا "جميل أن نعيش هذا التنوّع في الديكورات شرقا وغربا وجنوبا، من أجل تسويق الصورة المثلى لجزائر عميقة في تاريخها، الذي يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد، جزائر يطبعها زخم تراثي عريق ومتنوع"... وقال الكاتب إنّ الدراما الأمازيغية هذا العام تألّقت هي الأخرى على غرار الدراما المحلية، تسلط الضوء على مواضيع اجتماعية، وصراع الخير والشر في رقعة جغرافية محددة. هذا العام بث التلفزيون الجزائرية على القناة الرابعة الأمازيغية مسلسل شاوي بعنوان "إيلان نتمدورث" أي منعرجات الحياة، كذلك "يلهى الخير" وغيرها من الأعمال. بالنسبة للمسلسل الشاوي فهو الأوّل من نوعه بهذه اللهجة الشاوية وتدور قصته في قالب درامي اجتماعي، وتجري أحداثه في قرية نائية تتشابك فيها المصائر ويختلط الماضي بالحاضر على الأقل بالنسبة للبطل سليمان الذي يتربى في أسرة محافظة ومحترمة تعلمه القيم والأخلاق منذ أن تبنته طفلا، لكنّه يكبر ويتخرج من الجامعة ليقرر الرحيل بحثا عن جذوره ووالديه البيولوجيين، ليخوض رحلة طويلة فيها من الصراعات ما يكفي ليكتشف المجتمع ويطلع على أسرار مدفونة تهدد استقراره النفسي، كما يجد حالات أشخاص آخرين لا تقل غموضا عن حياته، كما أن المسلسل وظف الموروث الشعبي من ديكور وعادات وتقاليد وغيرها. أشار الكاتب توهامي إلى أنّ ما يحسب للتلفزيون الجزائري، ولجنة قراءة الأعمال الدرامية، أنها توجه كتاب السيناريو الشباب بمختلف اللهجات الجزائرية، من أجل الحصول على منتج فني يمتاز بالجودة والعمق، وهو مكسب يدعم الثقافة الأمازيغية، في الحقل السمعي البصري، معتبرا ذلك خطوة على تحذو القنوات الخاصة حذوها، لإنتاج مزيد من الأعمال الدرامية والكوميدية بالألسن الأمازيغية، خدمة للأصالة والتراث والعادات والتقاليد . ضمن الدراما الرمضانية كانت الممثلة لويزة نهار قد صرحت في أحد البلاتوهات أنها فخورة بهذه الدراما التي تمثل 80 بالمائة من أعمالها وكذا اعتزازها بالظهر في دور رئيسي فيها، مرافقا لدورها البارز في المسلسل بالدارجة "الأرض" الذي أبدعت فيه تجسيد دور أمال، كما أضافت أن الدراما بالقبائلية تعرف تطورا ملحوظا ففي ما سبق كان الممثلون لا يتحدثون هذه اللهجة كما ينبغي وليس بالطلاقة المطلوبة عكس اليوم مثلا .