أدانت جبهة البوليساريو كل المحاولات الدنيئة والمغالطات المكشوفة التي تهدف إلى إلصاق تهمة الإرهاب بنضال الشعب الصحراوي المشروع، من أجل ممارسة حقّه في تقرير المصير والاستقلال والمعترف به من قبل المجتمع الدولي من منظمات ومحاكم إقليمية ودولية. جاء ذلك في بيان أصدرته البوليساريو في وقت متأخر من مساء أول أمس، أكدت فيه اطلاعها على مقال نشرته جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية بتاريخ 12 أفريل الجاري، حاولت من خلاله صحفية ألمانية من أصول مغربية فبركة ادعاءات بائسة، دون أدنى دليل، وبطرق غامضة وحجج واهية لإلصاق تهمة الإرهاب بجبهة البوليساريو. وأوضح البيان أن الطرف الصحراوي أخذ علما بتفاصيل حملة المغالطات والتشويه التي يكثف المغرب وتيرتها، خاصة في الفترة الأخيرة، لتحقيق مآربه العدوانية ضد الشعب الصحراوي المسالم بهدف تمرير دعايته الكاذبة عبر لوبيات تعمل لصالحه، بالإضافة إلى تحرّك بعض الأوساط المقربة منه. وأكدت البوليساريو أنها تتحدى المملكة المغربية ولوبياتها المختلفة أن يقبلوا بإجراء تحقيق مشترك تشرف عليه الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي عبر خبراء مستقلين بخصوص الجهات في المنطقة التي لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع الإرهاب بما في ذلك شبكات التهريب والجريمة العابرة للحدود التي ثبت تورط أطراف مغربية فيها. وأعلنت عن قرارها متابعة كل جهة أو شخص يروّج، عن قصد أو عن غير قصد، لأكاذيب أو اتهامات أو معلومات تهدف إلى تدنيس النضال النظيف للشعب الصحراوي من خلال إلصاق تهمة الإرهاب به مباشرة أو بشكل غير مباشر وستلجأ إلى كافة الآليات القانونية الدولية لردع ذلك. كما شجّبت السلطات الصحراوية هذه الحملة الموجّهة من طرف المحتل المغربي وكل من يقف وراءه علنا أو خفية بهدف خلق المغالطات وتوفير الظروف المواتية لمواصلة الاحتلال اللاشرعي لأجزاء هامة من التراب الوطني الصحراوي ومحاولة عرقلة ممارسة شعبنا لسيادته وحقوقه الثابتة في تقرير المصير والاستقلال. وأوضح البيان أن "خمسة عقود من النزاع الصحراوي-المغربي تثبت، بما لا يدع مجالا للشكّ أن كل الحلول التي تحاول القفز على حقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتصرّف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال، لن يُكتب لها النجاح مهما كثرت المؤامرات والمغالطات التي ترافقها"، مشدّدا أنه "وحده الحلّ العادل والدائم، القائم على احترام إرادة الشعب الصحراوي، هو السبيل إلى السلام والاستقرار في المنطقة". وتضمن البيان تذكير بالالتزام التام لجبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية بمعاهدة منظمة الوحدة الإفريقية لمنع ومكافحة الإرهاب، المعتمدة في الجزائر العاصمة خلال الدورة الخامسة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية، المنعقدة في جويلية 1999، والتي صادقت عليها الدولة الصحراوية بتاريخ 16 جويلية 2005، وأودعت صكّ التصديق لدى المفوضية الإفريقية. كما ذكرت أيضا بتوقيعها بتاريخ 23 جوان 2015 على اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي الأول، باعتبارها حركة تحرّر وطني وكطرف ملتزم باحترام القانون الدولي والقانون الإنساني، محذّرة من أن "كل ذلك يدل على أن المغرب مهما فعل أو ادعى سيبقى قوة احتلال لا شرعي لا يحوز على أي سيادة على الصحراء الغربية طبقا لقرارات الشرعية الدولية".