تعمل الكشافة الإسلامية الجزائرية، على عصرنة طرق تسيير هياكلها، في إطار النظرة الجديدة وتطلعات الدولة، إلى المضي قدما في مجال الرقمنة وولوج عالم الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت هذه المنظمة، منصتها الرقمية منذ سنة، وتعمل على معالجة النقائص وتطوير هذه المنصة من خلال إشراك طاقات شبانية من داخلها، بالتنسيق مع مؤسسات مختصة للذهاب بعيدا في العالم الرقمي. كشف ياسين بودر قائد الملتقى الوطني للرقمنة، هاكاثون الكشافة الإسلامية، الذي نظمته القيادة العامة للكشافة الإسلامية، خلال الأيام الفارطة، بعاصمة الشرق، عن مسايرة الكشافة للاستراتيجية وسياسة الدولة في مجال رقمنة مختلف القطاعات. وأوضح القائد ياسين بودر، ل"المساء"، أن الكشافة الإسلامية انخرطت في هذا السياق، من خلال العمل على رقمنة جميع مجالات الكشافة عبر التراب الوطني، مضيفا أن الملتقى الذي عُقد بقسنطينة، مؤخرا، كان فرصة لالتقاء عدد من المبرمجين والمطورين مع جميع المنسقين الولائيين، الذين عملوا على المنصة الرقمية الخاصة بهذه المؤسسة العريقة، والتي باتت تضم حوالي 300 ألف منخرط، وتسعى للوصل إلى نصف مليون منخرط، في المستقبل القريب. وأوضح القائد بودر، أن الكشافة تضم بين صفوفها عدد من المبرمجين ومطوري البرامج، يعملون بالتنسيق مع مؤسسات علمية في شكل المدرسة العليا للإعلام الآلي، والمحافظة السامية للرقمنة بالإضافة إلى مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة، من أجل تطوير منصتها الرقمية التي تم إطلاقها مند حوالي سنة، على مستوى 58 ولاية، وكذا تطوير مشاريع رقمية لفائدة المنظمة الكشفية، مشيرا إلى أن فعاليات هاكاثون الكشافة الإسلامية، بقسنطينة، سمح بإطلاق مشاريع رقمية وإنشاء بعض التطبيقات في خطوة لتحسين الأداء المالي والإداري وحتى الفني، داخل هياكل المؤسسة الكشفية، عبر مختلف ولايات الوطن، حيث أكد أن العمل سيكون متواصلا من أجل تجسيد كل هذه الأعمال ووضعها حيز الخدمة لفائدة مختلف الأفواج والمحافظات الولائية عبر الوطن. وذكر المتحدث، أن هذه المنصة الرقمية سمحت بتسهيل العديد من المهام على القادة الكشفين وتذليل العقوبات في التسيير الإداري وربح الوقت، مضيفا أن هذه المنصة تسمح من خلال جهاز إعلام آلي أو جهاز هاتف ذكي، عبر تطبيقات خاصة، من تحرير أوامر بالمهمات، وتسجيل وتأمين البراعم الكشفية، وتسهيل الاتصالات، الأرشفة وغيرها من الأمور الإدارية. وقال إن "أي فوج كشفي من ولاية تمنراست يمكنه الحصول على الخدمات الإدارية، شأنه شأن أي فوج كشفي من العاصمة وبومرداس وفي نفس الوقت". واعتبر المتحدث أن المنصة الرقمية التي أطلقتها الكشافة الإسلامية، والتي يتم تطويرها من وقت إلى آخر بغية معالجة كل الثغرات، بالنسيق مع المختصين ومطوري البرامج، ما هي إلا محطة واحدة من محطات الرقمنة التي تنتهجها المنظمة الكشفية، مضيفا أن العمل متواصل من أجل تطوير برامج وتطبيقات في كل المجالات، يتم وضعها في خدمة الأفواج الكشفية، لتحسين الأداء والتماشي مع التغيرات التي يعرفها العالم، مع الحرص على استعمال الذكاء الاصطناعي، مستقبلا، كوسيلة مساعدة في تحليل البيانات. ومن جهته، كشف أمين عزوز، قائد وحدة الكشافة بفوج الوفاء من دائرة بغلية بولاية بومرداس، وأحد مطوري البرمجيات بالكشافة الإسلامية الجزائرية، عن انشاء وحدة المبرمجين بالمنظمة الكشفية، من شأنها السهر على رقمنة كل الوثائق الإدارية، والمسارات والاتصالات، كبداية ودعم للمنصة الرقمية من أجل تنظيم التسيير، في انتظار تطوير أمور أخرى بالاستعانة بمختلف الفئات الشبانية المنتمية إلى هذه المنظمة. وأوضح عزوز أن التغيرات الراهنة في العالم، فرضت على الكشافة الإسلامية التأقلم مع العصرنة وولوج عالم الرقمنة، مضيفا، أن الرقمنة في هذه المنظمة، ستسمح بتوفير المجهود وتنسيق العمل في اتجاه واحد، مذكرا، بأن مناسبة الهاكاثون، سمحت بالتطرق إلى العديد من الإشكاليات التي تواجه الكشافة، خاصة في التسيير، ووضع الحلول لهذه الإشكاليات، من خلال برامج وتطبيقات، مع الحرص على الذهاب في التسيير إلى صفر ورقة. للإشارة، فإن الهاكاثون الذي أطلقته الكشافة الإسلامية، في طبعته الأولى من قسنطينة، بمناسبة الاحتفالات بشهر العلم، هو مسابقة تدوم يوم واحد، وهو مستمد من الكلمة اليونانية ماراثون، هو حدث يجتمع فيه مبرمجو الكومبيوتر من أجل تطوير برامج وتطبيقات رقمية، في حيز معين، مع القدرة على التحمل والتدخل بسرعة، لإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل عالقة.