استحدث الصندوق الوطني للعطل مدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية لقطاعات البناء، الأشغال العمومية والري، "كاكوبات" بتلمسان، مؤخرا، وكالة افتراضية، مُصممة بأحدث تكنولوجيات الصوت والصورة وباستعمال تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث تُعتبر منصة رقمية مُتكاملة، مُصممة بأحدث تقنيات 3.0، مما يُعد خطوة نحو المستقبل. ويرى صندوق "كاكوبات"، أن قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، يعد من بين أوائل القطاعات العمومية التي تستعمل هذه التكنولوجيا، لتوفير خدمات راقية وذات جودة لصالح المواطنين، حيث تُتيح الوكالة الافتراضية التي يُوفرها الصندوق لعمال ومستخدمي قطاعات البناء والأشغال العمومية والري، التفاعل مع المعلومات والخدمات بطريقة سلسة وفعّالة. كما تهدف من خلالها، إلى توفير بيئة افتراضية غامرة، تُسهّل الوصول إلى الخدمات، وتُتيح لهم الحصول على الاستشارات والتفاصيل المُتعلقة بالصندوق، دون الحاجة إلى التنقل إلى الوكالات الجهوية أو الولائية الموجودة عبر مختلف أنحاء الوطن، وذلك عن طريق استخدام تجارب افتراضية تعتمد على تقنية الواقع الافتراضي VR، أو الواقع المُعزز AR، باستعمال نماذج ثلاثية الأبعاد، تُمكّن المستخدمين من التفاعل معها والاستمتاع بها عبر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو النظارات الافتراضية. ويتميز هذا النوع من الوكالات، باستخدام تقنية 360 درجة، لتوفير رؤية شاملة ومتكاملة للبيئة المحيطة، التي تُشعر المتجول بها وكأنه يوجد بصورة فعلية لدى إحدى وكالات "كاكوبات"، حيث تم الاعتماد في التصميم على احترام الهوية البصرية للصندوق. وتُمثل الوكالة الافتراضية للصندوق الوطني للعطل مدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية لقطاعات البناء والأشغال العمومية والري، خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر تطورًا وشفافية، حيث تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والخدمة العمومية، لتحقيق التنمية المستدامة، كما تمنح مُتعامليها، فرصة عيش تجربة فريدة من نوعها، من خلال التجول في فضاءات وكالتها الافتراضية بطريقة سلسة وأكثر فعالية، والتي يُمكن الولوج إليها عبر الموقع الإلكتروني للصندوق. وتوجد بالوكالة 6 فضاءات، منها فضاء الاستقبال، والإنجازات، والفيديوهات التوضيحية، والعامل، والمستخدم، وفضاء الاتصال، حيث تم التعاون في هذا المشروع، مع إحدى الشركات الجزائرية الناشئة، والمتحصلة على علامتي مشروع مبتكر وعلامة شركة ناشئة، من قبل وزارة الصناعة ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة. وتُمكّن الوكالة الافتراضية المستخدم، من خلال النّقر على النقاط التوجيهية الموجودة على الأرضية أو على الموضوع المُؤشر عليه، التجول والتنقل من قسم لآخر عبر فضاءات الوكالة الست، من أجل الاطلاع على خدمات ومستجدات الصندوق بصورة أقرب إلى الواقع، مع تفاصيل وشروحات أكثر حسب الطلب، وبالصوت والصورة، كما تهدف كذلك، إلى تسهيل الوصول إلى مختلف الخدمات، من خلال تمكين عمال ومستخدمي قطاعات البناء والأشغال العمومية والري، أو أي شخص يرغب في التعرف على الصندوق وعلى الخدمات التي يتيحها لمتعامليه، بإجراء كافة تعاملاته بسهولة، وعبر فضاء واحد ووحيد، دون الحاجة إلى التنقل إلى المكاتب الفعلية من جهة، ودون الحاجة أيضا الى التنقل من البوابة إلى الموقع أو التطبيق، من جهة أخرى. فكل الخدمات متاحة في فضاءات الوكالة الافتراضية. للإشارة، جاء استحداث صندوق "كاكوبات" للوكالة الافتراضية، لمواكبة التقدم والتطور التكنولوجي السريع، الذي بات يُحتم إيجاد سبل اتصال وتواصل جديدة، من شأنها التقرب من المتعامل، عن طريق تحسين الخدمة العمومية، وتبسيط وتسهيل كافة الإجراءات والتعاملات معه، بطريقة مُبتكرة وأكثر تفاعلية، وذلك بما يتوافق تماما مع الاستراتيجية المُتبناة من قبل السلطات العليا للبلاد، وكذا توجيهات الوزارة الوصية، لاسيما ما تعلّق منها بالتحول الرقمي وتطوير الأداء الإداري. في يوم دراسي نظم بالمركز الجامعي بمغنية مناقشة الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة التهديدات الرقمية دعا المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي الموسوم ب"الأمن السيبراني والتحول الرقمي نحو بيئة رقمية مستدامة"، الذي احتضنه المركز الجامعي بمغنية، وتنظيم معهد الحقوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي مغنية، بالتعاون والتنسيق مع التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني، إلى ضرورة مناقشة الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة المخاطر والتهديدات الرقمية. وشدّد المشاركون، خلال هذا اليوم الدراسي، على تبني مقاربة شمولية ومتكاملة للأمن السيبراني، تشمل الجوانب القانونية والتقنية والتنظيمية والتوعوية، وكذا أهمية الاستثمار في بناء القدرات الوطنية في مجال الأمن السيبراني، وتأهيل الكفاءات المتخصصة، إلى جانب دور البحث العلمي والابتكار في تطوير حلول وتقنيات تساهم في تعزيز الأمن والاستدامة الرقمية، ومسؤولية المؤسسات والأفراد في تبني ممارسات رقمية مسؤولة وآمنة تساهم في تحقيق الاستدامة، وأهمية التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة في مجال الأمن السيبراني والاستدامة، ومن شأن هذه المخرجات والتوصيات المساهمة في توجيه السياسات والاستراتيجيات المستقبلية نحو تحقيق تحول رقمي آمن ومستدام يخدم التنمية الشاملة في البلاد. وعكس التفاعل الإيجابي، والمشاركة الفعالة من قبل الحضور والمحاضرين، خاصة الطلبة ذوي الاختصاص، وكذا مختلف الجهات الأمنية المختصة، واستقطاب نخبة من الأكاديميين والخبراء والمهتمين من داخل وخارج المركز الجامعي لمناقشة أبعاد هذا الموضوع الحيوي، مدى الاهتمام المتزايد بهذا الموضوع، وأهمية مواصلة الجهود البحثية والتوعوية في هذا المجال. كما كانت جلسات النقاش التفاعلية، فرصة لطرح مجمل الأسئلة والاستفسارات وتبادل الآراء مع المحاضرين، مما أثرى النقاش وعزز الفهم المشترك للقضايا الحيوية المطروحة التي تمس مستقبلنا الرقمي. وقدم المتدخلون أيضا رؤى قيمة حول كيفية بناء بيئة رقمية آمنة ومستدامة في الجزائر، من خلال مجموعة من المداخلات والمحاضرات حضوريا وعن بعد، قدّمها نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في مجالات الأمن السيبراني، والتحول الرقمي والاستدامة الرقمية، وتناولت جوانب مختلفة من الموضوع، ارتكزت على عدة محاور. ومن جهته، أكد البروفيسور الياس بوزيدي، الرئيس الشرفي للملتقى ومعهد الحقوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي مغنية، ل"المساء"، أن الغاية التي سعى من أجلها القائمون على تنظيم هذا اليوم الدراسي الهام، تكمن في عدّة أهداف رئيسية، أبرزها تأكيد الأهمية المحورية للأمن السيبراني، كركيزة أساسية لنجاح مسارات التحول الرقمي المختلفة، واستكشاف العلاقة التكاملية بين بناء فضاء رقمي آمن وتحقيق الاستدامة في البيئة الرقمية، فضلا عن تحديد وتحليل التحديات التي تواجه المؤسسات والأفراد في سعيهم نحو تبني ممارسات رقمية آمنة ومستدامة، وإبراز الفرص التي يمكن استغلالها لتعزيز الأمن السيبراني ودفع عجلة التحول الرقمي نحو مستقبل أكثر استدامة، إلى جانب تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين المشاركين من مختلف الخلفيات الأكاديمية والمهنية، وتوعية الحضور بأفضل الممارسات والاستراتيجيات اللازمة لضمان أمن وسلامة البيئة الرقمية واستدامتها، وتوعية الطلبة بأهمية الأمن السيبراني في التحولات الرقمية الحديثة، وتعريف المشاركين بالتحديات السيبرانية وأساليب الحماية الفعالة، تسليط الضوء على القوانين والتشريعات المنظمة للأمن الرقمي، ناهيك عن استعراض أحدث التقنيات المستخدمة في مواجهة التهديدات السيبرانية.