كشفت مصادر من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن الجزائر لا تتوفر حاليا على مذابح تستجيب للمعايير الدولية من منطلق أن أغلبها يزيد تاريخ إنشائه على 50 سنة، الأمر الذي يتطلب التعجيل بمشاريع فتح ثلاث مركبات كبيرة للذبح تكون مزودة بسلسلة تبريد تتماشي والمقاييس العالمية المعمول بها، وهي المشاريع التي ستدعم نظام ''سيربلاك'' الذي تعمم على فرع اللحوم الحمراء منذ فترة بغرض تخزين الفائض من إنتاج اللحوم الحمراء لضبط السوق. نبهت مصادر من المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة المسؤولين المحليين إلى الوضعية الكارثية التي آلت إليها مختلف المذابح المنتشرة عبر التراب الوطني، التي لا تتماشي من حيث مقاييس النظافة والتبريد مع المقاييس العالمية المعمول بها، وهو التنبيه الذي يأتي عشية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث يكثر الطلب على هذه المذابح من طرف المواطنين، وحسب تصريح أحد البياطرة فإن مهمتهم تنتهي عند مراقبة نوعية اللحوم بعد الذبح لكن فيما يخص عملية التبريد والنقل من وإلى القصابات أو إلى المنازل يبقي بعيدا عن المراقبة مما يعرض المنتوج للتلف ويهدد صحة المستهلك. كما دعت مصادرنا المواطنين إلى ضرورة احترام مقاييس النظافة والتجميد بالنسبة لمن يفضلون نحر الأضاحي بمساكنهم، بشرط ترك اللحم يجف لأكثر من 24 ساعة قبل تقطيعه وتجميده وفي حالة اكتشاف تغير لون اللحم أو رائحته يدعو البياطرة المواطنين إلى التقرب من أقرب مصلحة بيطرية للاستعلام. ومن جهة أخرى، دعت مصادرنا إلى تسريع وتيرة إنشاء ثلاثة مركبات كبيرة للذبح مزودة بسلاسل تبريد بوسط وشرق وغرب البلد، وهي المشاريع التي أطلقتها وزارة الفلاحة منذ أكثر من سنة من أجل تحسين التنظيم خاصة في مجال اللحوم، وخاصة وأن هذه المذابح التي اختيرت لها مواقع متجانسة لتكون قريبة من الموالين ومختلف وسائل النقل، تقرر انجازها وفق المعايير الدولية السارية على أن تفوق طاقة إنتاجها ال40 ألف طن في السنة، علما أن الاختيار وقع على مدينة عين مليلة بالنسبة لمذبح الشرق وحاسي بحبح بالنسبة للوسط وبوقطب للغرب. وبالنظر إلى مختلف إجراءات ضبط إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء التي شرع فيها مع منتصف السنة الجارية وفق الاستراتيجية المطبقة عبر نظام ''سيربلاك'' الذي يقضي بتخزين الفائض للتسويق في أوقات محددة لضبط الأسعار، أكدت مصادرنا أن القطاع اليوم أمام رهان تطوير سلسلة التبريد من خلال إدماج التكنولوجيات الحديثة وتأطير الخواص للتحكم في مختلف التقنيات والمقاييس العالمية المطبقة في مثل هذه الحالات، وذلك بما يسمح بتخزين المنتوج بطريقة سليمة وتطوير شعبة اللحوم الحمراء. وبلغة الأرقام تسجل الجزائر اليوم عجزا بمقدار مليون متر مكعب من ناحية غرف التبريد التي تبقي قليلة مقارنة بالطلب عليها، خاصة بعد تطبيق نظام تحزين العديد من المنتجات الفلاحية على غرار البطاطا، البصل والفواكه، الأمر الذي تطلب استعادة العديد من المستودعات المغلقة التابعة للمؤسسات العمومية المفلسة سنوات التسعينيات، بالإضافة إلى إدماج مستودعات الخواص في حملة الصيانة وإعادة التأهيل التي يتوقع أن تمس أكثر من 100 مستودع تحول لغرف تبريد.