تبقى الأنظار مشدودة نحو منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تصعيدا خطيرا في ظل توالي الضربات الصاروخية المتبادلة بين إيران والكيان الصهيوني، أمس، لليوم الثاني على التوالي، وسط توقعات باستمرار المواجهة العسكرية العلنية بين الطرفين خلال الأيام القادمة، وإمكانية توسع نطاقها لتشمل القواعد الأمريكية في المنطقة. استيقظ العالم أمس، على مشاهد دمار وخراب غير مسبوقة وصفت بالهائلة طالت مختلف المناطق التي قصفتها إيران على مدار 24 ساعة الأخيرة، بأكثر من 200 صاروخ باليستي في قلب اسرائيل، والتي يبدو أنها أربكت حكومة الاحتلال التي توعدت باستهداف المناطق المدنية في الجمهورية الإيرانية، وأكثر من ذلك بحرق إيران. وأطلقت إيران اسم "الوعد الصادق" على عمليتها العسكرية ردا على العدوان الصهيوني العنيف الذي استهدف فجر الجمعة الماضي، عدة منشآت نووية ومواقع عسكرية داخل إيران وخلّفت مقتل قيادات في أعلى هرم الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين. ولحظات بعد إعلان اسرائيل عن اغتيالها للمزيد من قادة وضباط الحرس الثوري بما اعتبرته ضربة موجعة لإيران، توعدت هذه الأخيرة برد سحيق. ومع اشتداد المعركة الجوية بين الطرفين اشتدت المعركة الإعلامية والدعائية والحرب النّفسية، حيث راح جيش الكيان الصهيوني يتحدث عن اعتراض عدة مسيرات إيرانية في منطقة البحر الميت وجبل الخليل، مؤكدا سيطرته على أجواء غرب إيران بالكامل، وصولا إلى طهران ومدّعيا أنه شن غارات جوية بمشاركة 70 طائرة مقاتلة خلال الليل، وأعلنت هيئة البث الصهيونية عن سقوط 3 قتلى و21 مصابا جراء سقوط صاروخ إيراني في منطقة "ريشون ليتسون" بالأراضي الفلسطينية المحتلّة.بالمقابل قالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن المجال الجوي الإيراني لا يزال مغلقا حتى إشعار آخر، مشيرة إلى مسيّرات من طراز "آرش" تمكنت من اختراق المجال الجوي للكيان وضرب الأهداف المحددة بدقّة. كما وذكر نفس المصدر بأن الضربات الجوية الإيرانية أصابت أكثر من 150 هدفا في الأراضي المحتلّة من بينها قواعد صهيونية تضم مقاتلات من طراز "اف 35" و"اف 16" و"اف 15"، مشيرا إلى أن هجمات الكيان الصهيوني استهدفت فجر أمس، حظيرة المقاتلات الإيرانية بمطار مهر آباد.وبينما أعلن التلفزيون الإيراني، أن قوات بلاده أسقطت طائرة مسيّرة لجيش الاحتلال في مدينة سلماس في محافظة أذربيجان الغربية، قال الجيش الإيراني، إنه سيطلق حوالي 2000 صاروخ باتجاه الكيان وأن هجماته ستكون 20 ضعفا من الهجمات السابقة، في وقت ذكر فيه مسؤولون عسكريون إيرانيون بأن الصراع سيمتد في الأيام المقبلة، إلى القواعد الأمريكية في المنطقة،. وهو ما ينذر بعواقب وخيمة للمقامرة التي أقدمت عليها اسرائيل بضوء أخضر من الولاياتالمتحدة التي حاولت في البداية النّأي بنفسها عن هذا الصراع المتفجر، لكن جاءت تصريحات رئيسها، دونالد ترامب، المنحازة والداعمة كالعادة للاحتلال الصهيوني لتؤكد علم واشنطن المسبق بهذا العدوان، الذي قالت اسرائيل إن الهدف منه القضاء على البرنامج النّووي الإيراني، ثم صعّدت سقف أهدافه إلى الإطاحة بالنّظام ويهدد مسؤولوها بحرق إيران. على إثر ذلك دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في اتصال مع الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس، إلي الاتخاذ إجراءات فورية بحق الكيان الصهيوني. وأكد أن الهجمات التي يشنّها الكيان ضد إيران تمثل انتهاكا صارخا لسيادة إيران وسلامة أراضيها، وعدوانا واضحا على بلاده، مشدّدا على عزم طهران الدفاع عن نفسها وفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة.