باتت المفرغة العمومية ببلدية عين السمارة بولاية قسنطينة، نقطة سوداء بعاصمة الشرق، ومصدر إزعاج العديد من التجمعات السكانية المحاذية، حيث وصل مدى تأثيرها السلبي وأضرارها؛ من روائح كريهة ودخان ناتج عن حرق النفايات المنزلية، إلى التجمعات السكنية بالمدينة الجديدة علي منجلي، على غرار التوسعة الغربية. يشتكي قاطنو عدد من الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي، من المشكل البيئي الذي تتسبب فيه المفرغة العمومية الواقعة بمدخل بلدية عين السمارة، إذ أكدوا أن سحبا من الدخان باتت تخيّم على أحيائهم، وأن سكان أحياء أخرى يستنشقون هواء عليلا مع فجر كل يوم، في حين يستنشقون هم الدخان الذي تحمله الرياح، والناتج عن حرق النفايات المنزلية من مفرغة عين السمارة. وطالب سكان التجمعات المتضررون، الجهات المختصة بالتدخل في أقرب وقت، وإيجاد حل لمشكل تأثير المفرغة العمومية على حياة آلاف السكان سواء ببلدية عين السمارة، أو بالجهة الغربية للمدينة الجديدة علي منجلي، معتبرين أن الروائح الكريهة والدخان المتصاعد من هذه المفرغة، باتت تشكل خطرا على صحتهم، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن والمرضى، الذين يعانون من مشاكل تنفسية. ومن جهتها، تسعى السلطات المحلية بقسنطينة لإيجاد حل لمشكل المفرغة العمومية ببلدية عين السمارة؛ شأنها شأن بعض المفرغات العمومية التي باتت مصدر إزعاج للسكان؛ على غرار مفرغة بلدية ديدوش مراد، التي أثرت على نوعية الهواء بالقطب الحضري 6 آلاف مسكن "عدل 2" بالرتبة، وعدد من أحياء البلدية في شكل وادي الحجر، وكاف صالح، وعمارات كناب، وحتى بوسط المدينة. وانطلقت مديرية البيئة بعد التعليمات التي قدمها والي قسنطينة على هامش الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي المنعقد خلال الأيام الفارطة، في البحث عن مناطق جديدة، من شأنها تعويض المفرغات القديمة التي باتت مصدر إزعاج للمواطنين، حيث تعمل المديرية بالتنسيق مع العديد من القطاعات؛ على غرار الفلاحة، والغابات، والطاقة؛ من أجل اختيار قطع أرض جديدة، لاستقبال، يوميا، عشرات وحتى مئات الأطنان من النفايات المنزلية. وحسب مديرية البيئة، فإن هناك 30 موقعا تم اقتراحها من قبل الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، من أجل دراسة إمكانية تحويل ما يصلح منه إلى مفرغات عمومية، حيث أشار مدير البيئة بقسنطينة إلى أن هذه المواقع هي عبارة عن محاجر قديمة لم تعد قيد الاستغلال، لكنها كانت تعاني كلها من بعض التحفظات التي تعيق استغلالها؛ على غرار قربها من تجمعات سكنية أو من أراض فلاحية. وباشرت مديرية البيئة بالتنسيق مع مديرية الطاقة والأمين العام للولاية ومصالح دائرة عين السمارة، البحث، مجددا، عن منطقة من شأنها استقبال المفرغة العمومية القديمة، خاصة بعد التعليمات التي قدمها الوالي؛ من أجل الإسراع في حل هذا المشكل الذي بات يشكل صداعا للسلطات المحلية بعاصمة الشرق.