تستغل مصالح شرطة ولاية عنابة، الدراجات الهوائية كوسيلة عصرية وفعالة، لتعزيز التغطية الأمنية على مستوى الشريط الساحلي، خاصة مع حلول موسم الاصطياف 2025، الذي يعرف توافدا كبيرا للمصطافين من داخل وخارج الولاية. تندرج هذه المبادرة، ضمن مخطط أمني شامل، اعتمدته المديرية العامة للأمن الوطني، بهدف ضمان أمن وسلامة المواطنين، وتوفير ظروف مناسبة للاستجمام في أجواء يسودها النظام والانضباط. وقد تم تخصيص فرق أمنية راجلة وراكبة للدراجات الهوائية، تتوزع على مختلف الشواطئ المصنفة عبر إقليم الولاية، خاصة تلك التي تعرف إقبالًا واسعًا خلال الفترة الصيفية. وتُعد هذه الوسيلة، نقلة نوعية في أساليب عمل الشرطة، إذ توفر مرونة كبيرة في التنقل، وسرعة في التدخل، خصوصا في الأماكن التي يصعب على الدوريات الراجلة أو المركبات الوصول إليها بسهولة، مثل الممرات الضيقة أو المناطق الرملية. كما تهدف هذه الخطة، إلى تدعيم مبدأ "الشرطة القريبة من المواطن"، من خلال تمكين عناصر الأمن من التفاعل المباشر مع المصطافين، والاستماع لانشغالاتهم، وتقديم الإرشادات الوقائية، إضافة إلى مراقبة الأماكن العامة، والتدخل في حال تسجيل أي تجاوزات أو حالات طارئة. وقد ساهم هذا التواجد المكثف لأعوان الأمن، في ردع العديد من السلوكيات السلبية التي قد تمس بالنظام العام، على غرار السرقة، التحرش، التشاجر وغيرها من التصرفات غير المقبولة. تجدر الإشارة، إلى أن استخدام الدراجات الهوائية لا يقتصر فقط على الجانب الأمني، بل يتعداه ليشمل أبعادًا بيئية وصحية مهمة. فبالإضافة إلى كونها وسيلة نقل صديقة للبيئة، فإنها تساهم في التقليل من التلوث الهوائي والضوضاء في الفضاءات السياحية، وتُظهر صورة حضارية لرجال الشرطة الذين يجمعون بين اللياقة البدنية والأداء المهني العالي. وتسعى المصالح الأمنية، من خلال هذه الخطوة، إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطن، وتكريس الشعور بالأمن، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها كثافة الزوار في فصل الصيف. كما تعمل هذه الفرق، بالتنسيق مع باقي المصالح الأمنية الأخرى كالحماية المدنية والدرك الوطني، من أجل ضمان تدخل فعال وسريع في حالات الطوارئ، أو عند وقوع حوادث أو إنقاذ الغرقى. وقد لقي هذا الإجراء، استحسانًا واسعًا من قبل المواطنين والمصطافين، الذين عبروا عن ارتياحهم الكبير، لتواجد الشرطة بشكل دائم في الفضاءات العمومية، واعتبروا أن هذه الطريقة الجديدة في العمل الأمني، تُظهر تطورًا واضحًا في أساليب أداء المهام الشرطية، بما ينسجم مع متطلبات العصر، ويلبي حاجات المجتمع المحلي في الأمن والراحة. وعليه، فإن استغلال الدراجات الهوائية من قبل شرطة عنابة، يُعد خطوة استراتيجية مدروسة تعكس حرص السلطات الأمنية على التجاوب الفعال مع متطلبات الموسم الصيفي، وتأكيد التزامها بتقديم خدمة عمومية أمنية ذات جودة عالية، تراعي في نفس الوقت جوانب السلامة، البيئة، والمظهر الحضري العام.