أطلقت دار الثقافة "محمد بوضياف" بعنابة، مساء أول أمس، مبادرة ثقافية مبتكرة، تمثلت في تدشين الحلة الجديدة لكافيتيريا المؤسسة، بطابع فريد يروج لتاريخ الدراجة الهوائية وفوائدها الصحية والبيئية، في خطوة نوعية تهدف إلى دعم ثقافة النقل المستدام، وتعزيز وعي السكان بأهمية استخدام الدراجة كوسيلة تنقل حضرية واقتصادية. جاءت هذه المبادرة، تحت رعاية السيدة صليحة برقوق، مديرة الثقافة بعنابة، وإشراف مباشر من السيد أحمد هامل، مدير دار الثقافة، وبتعاون فعال من جمعية "عنابة مدينة الدراجة"، وعدد من المتطوعين الذين عملوا على هذا المشروع لعدة أشهر، بروح تطوعية وجهد مشترك، عكس انخراط المجتمع المدني في القضايا البيئية والثقافية المعاصرة. تمت إعادة تهيئة الكافيتيريا، لتعكس تصورا جديدا لمفهوم الفضاء الثقافي، حيث تحولت إلى نقطة التقاء بين الثقافة، البيئة، والسياحة المحلية، من خلال تقديم محتوى غني ومتنوع، يتمحور حول الدراجة الهوائية. ضم الفضاء الجديد، مكتبة مصغرة، تحتوي على كتب ومجلات متخصصة موجهة للأطفال والكبار، توفر معلومات شيقة وعلمية حول عالم الدراجات، إلى جانب معرض صور يوثق الفعاليات والأنشطة التي نظمتها الجمعيات والنوادي المحلية المهتمة بهذه الوسيلة النظيفة، كما احتوى المكان على ركن للهدايا التذكارية التي تعكس رمزية الدراجة، كأداة تغيير اجتماعي وبيئي، إضافة إلى فضاء ترفيهي للأطفال، يتضمن ورشات رسم وألعابا جماعية تهدف إلى ترسيخ فكرة الدراجة كخيار ممتع وآمن. لم تغفل المبادرة عن الجانب التوثيقي، حيث خصص ركن صغير لعرض تاريخ الدراجة في عنابة، مستعرضا أبرز المحطات التي شهدت بروز هذه الوسيلة في الحياة اليومية للسكان، من خلال صور وشهادات محلية تعبر عن ذاكرة جماعية غنية، كما تم إنشاء بوابة رقمية باللغة الإنجليزية، تتيح للزوار من خارج الوطن، التعرف على هذا التراث الحضري بطريقة عصرية وشاملة، بما يعزز من جاذبية المدينة ثقافيًا وسياحيًا. تعتبر هذه المبادرة، لبنة أساسية في مشروع أوسع، تقوده السلطات المحلية، يهدف إلى دمج الدراجة الهوائية في النسيج الحضري كوسيلة نقل يومية، تساهم في تقليل الانبعاثات، وتخفيف الازدحام، وتحسين جودة الحياة. لقد تحولت كافيتيريا دار الثقافة، من فضاء تقليدي، إلى مركز إشعاع مجتمعي، يعكس تزاوجا متناسقا بين الثقافة والبيئة، ويقدم نموذجا يحتذى به في كيفية استثمار الفضاءات العمومية، لخدمة قضايا معاصرة تمس المواطن في حياته اليومية ومستقبله.