استشهد 15 فلسطينيا وأصيب العشرات ليلة الجمعة إلى السبت، في قصف صهيوني استهدف منتظري المساعدات في قطاع غزّة، في حين أصيب أكثر من 150 آخرين جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على منتظري المساعدات في منطقة "السودانية" شمال غربي غزّة. فبالإضافة إلى القصف الصهيوني المكثف على مختلف مناطق القطاع، مازال أكثر من 100 ألف طفل أعمارهم أقل من عامين بينهم 40 ألف رضيع، يواجهون خطر الموت الجماعي "الوشيك" في غزّة، نتيجة انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية، مع استمرار قوات الاحتلال الصهيوني في إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية إلى القطاع. في هذا الصدد، استشهد رضيع نتيجة سوء التغذية ونقص الحليب أمس، ما يرفع عدد الوفيات نتيجة سياسة التجويع المنتهجة من قبل الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة إلى 5 خلال ال24 ساعة الماضية. من جهته أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أمس، أن المستشفيات والمراكز الصحية سجلت خلال الأيام الأخيرة "ارتفاعا يوميا" بمئات حالات سوء التغذية الحاد والمهدد للحياة، دون أي قدرة على الاستجابة أو العلاج بسبب شبه الانهيار للقطاع الصحي وانعدام الموارد الطبية والغذائية. وكانت حصيلة شهداء التجويع في قطاع غزّة قد ارتفعت إلى 124 شهيد بينهم 84 طفلا، نتيجة التجويع وسوء التغذية ونقص الحليب، في وقت تستقبل فيه المستشفيات في غزّة العديد من حالات سوء التغذية والمجاعة بشكل متواصل على مدار اليوم، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزّة الجوع 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية. في هذا الصدد دعت رئيسة اللّجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، المجتمع الدولي إلى التحرك الجماعي والعاجل لوضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزّة. وقالت سبولياريتش، في بيان صحفي أمس، إنه "لا توجد أي مبررات لما يجري في غزّة، فقد تجاوز حجم المعاناة الإنسانية ومستوى المساس بالكرامة البشرية كل الحدود المقبولة قانونيا وأخلاقيا"، مؤكدة أن استمرار غياب وقف إطلاق النار يعني المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، مشيرة إلى أن المدنيين يرزحون تحت معاناة شديدة جراء حرب تشن بلا تمييز وما تسببه من حرمان من أبسط مقومات الحياة. كما دعت إلى استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء قطاع غزّة بشكل عاجل ودون عوائق أو تمييز، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين والسماح للّجنة الدولية باستئناف زياراتها إلى المعتقلين الفلسطينيين في أماكن الاحتجاز التابعة للاحتلال. وأكدت أن إنقاذ الأرواح في غزّة "أمر ممكن إذا توفرت الشجاعة السياسية لاحترام قواعد الحرب وضمان الحماية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين". من جهة أخرى، شهدت العاصمة الألمانية أول أمس، تظاهرة جماهيرية احتجاجا على سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. وتجمع المئات في شارع "سيغيسموند" القريب من مقر وزارة الدفاع الألمانية ببرلين، وجلب المتظاهرون معهم بعض الأواني من صحون وطناجر وملاعق، وقاموا بالقرع عليها خلال التظاهرة للتنديد بمنع الكيان الصهيوني من إدخال المساعدات الغذائية إلى غزّة، وسياسة التجويع التي تتبعها ضد الأهالي في القطاع. كما حملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبوا عليها عبارات مثل: "أوقفوا الإبادة الجماعية" و«الصمت يعد شراكة في الجريمة"، "افتحوا معبر رفح وأنقذوا المدنيين" و«نعم للخبز، لا للقنابل"، فضلا عن إطلاق هتافات مناهضة للكيان الصهيوني، داعين ألمانيا والمجتمع الدولي إلى التحرك إزاء المجاعة في غزّة التي وصلت حدا لا يمكن تحمّله. من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه يعمل مع حلفاء مقرّبين على وضع مسار لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشدّدا على أن الاعتراف بدولة فلسطين خطوة مهمة نحو تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. وفي كلمة مصوّرة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، قال ستارمر: "نعمل مع حلفائنا المقرّبين على مسار لإحلال السلام في المنطقة يركّز على حلول عملية تغير حياة من يعانون من هذه الحرب، هذا المسار سيضع خطوات ملموسة لجعل وقف إطلاق النار الذي نحتاجه بشدة مقدمة لسلام دائم".