وجه الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، تعليمات صارمة للمتعاملين والأعوان الاقتصاديين، قصد اغتنام فرصة الفترة الصيفية للبيع بالتخفيض، الذي انطلق منذ 26 جويلية الماضي ويستمر إلى غاية 31 سبتمبر المقبل، لممارسة نشاط "الصولد" خلال هذه الفترة، داعيا إياهم إلى تفعيل التخفيضات والمساهمة الفعالة في إنجاحها، من خلال تطبيق أسعار تنافسية، تتيح للمستهلكين الاستفادة من السلع والخدمات بأسعار ترويجية. أوضح اتحاد التجار، في هذا الصدد، أنه يتعين على التجار الراغبين في الحصول على رخصة البيع بالتخفيض، التقدم إلى مصالح مديريات التجارة الولائية المختصة إقليميا، لإيداع ملف يضم نسخة من مستخرج السجل التجاري، أو من مستخرج سجل الصناعة التقليدية والحرف، بالإضافة إلى قائمة السلع المراد بيعها بالتخفيض، مع تحديد كمياتها وأسعارها ونسبة التخفيض الذي ستخضع له، وفقا لما ورد في بيان هذه الهيئة. وذكر المصدر، أن البيع بالتخفيض مرخص به طبقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 06-215، المؤرخ في 18 جويلية 2006، المحدد والمتمم لشروط وكيفيات البيع بالتخفيض والبيع الترويجي، والبيع في حالة تصفية المخزونات، والبيع عند مخازن المعامل، والبيع خارج المحلات التجارية بواسطة فتح الطرود المعدل والمتمم. يعد "الصولد" نوعا من المنافسة التي يحددها القانون ساري المفعول، فكل عملية تخفيض تكون مقننة، وعن طريق رخصة صادرة من وزارة التجارة، فالمتعامل الاقتصادي أو التاجر أو أي شخص يمكنه إرسال القائمة الخاصة بالسلع، التي يريد أن يقوم بتخفيض ثمنها، مع إدراج نسبة التخفيض لمديرية التجارة التابعة لولايته، والتي بدورها تمنحه الرخصة والموافقة، فما دون ذلك كله، مخالف للقانون. وبالنسبة للأسعار في السوق، قال المصدر، إن العرض والطلب يحددها، فكلما انخفضت الأسعار زاد الاستهلاك وارتفعت هوامش الربح وفائدة التجار، والعكس صحيح، بالتالي هناك العديد من التجار ممن يقومون بتخفيضات وعملية تفريغ المحل، وغيرها من الأمور التي من خلالها يرفعون نسبة مبيعاتهم ونسبة الأرباح، وهنا يقللون الأرباح، لكن يعتمدون على الكمية في البيع. واجهات المحلات بلافتات "الصولد" الجذابة الزائر لقلب العاصمة، يلاحظ أن واجهات المحلات تتميز بلافتات جذابة لكلمة "الصولد"، تزامنا مع افتتاح فترة البيع بالتخفيضات صيفا، حيث استقبلت روادها منذ الساعات الأولى من النهار، وتصطف النساء، خاصة قبل افتتاح المحلات في شكل طوابير، للظفر بأحسن القطع التي تم تخفيض أسعارها. ولاحظت "المساء"، خلال خرجتها إلى شارع "حسيبة بن بوعلي" بالعاصمة، أن العديد من التجار يعتمد هذه السياسة لفسح المجال أمام عرض سلع جديدة تتماشى مع الموسم، بعضها تخفيضات مغرية تصل أحيانا إلى 70 بالمائة، وأحيانا لا تلبي حاجيات المواطن ولا تختلف أسعارها عن الفترة العادية. وتسارعت العديد من العائلات، مع انطلاق موسم البيع بالتخفيض، إلى الالتحاق بمحلات بيع الملابس لاقتناء مستلزمات الدخول المدرسي، الذي خصص له التجار مرحلة خاصة لعرض منتجات "الصولد"، ولاحظنا خلال جولتنا، تعليق لافتات بأرقام وأسعار تجذب الأنظار، تصل إلى شراء منتوج، لتحصل على آخر مجانا، وهو ما أثار انتباه الكثير من المقبلين على هذه المحلات. إقبال كبير بمجرد فتح موسم التخفيضات صادفنا خلال جولتنا بالمحلات، الزحام الكبير داخلها، حيث اقتربنا من بعض الفتيات، أردن اقتناء بعض القطع بأسعار منخفضة، حتى وإن كان بعضها خاصا بالموسم الصيفي، فقالت إحداهن "لا يمكنني تفويت فرصة شراء الألبسة الصيفية بهذا السعر المغري"، واعتبرت صديقتها هذه العروض التي يقدمها التجار، فرصة لاقتناء العديد من المستلزمات. في المقابل، يرى البعض الآخر، أن هذه السياسة ما هي إلا خدع تجارية لإغراء الزبون، ودفعه لاقتناء منتجات هو في غنى عنها تماما، ما أدى بالبعض إلى مقاطعة هذا النوع من العروض، وهذا ما أوضحه سامي قائلا "أفضّل شراء ملابس من محلات ذات ثقة، بأسعار معقولة، بدلا من التجول عبر محلات "الصولد"، واقتنائها بأسعار منخفضة، فمنها ذات النوعية الرديئة، التي يراد التخلص منها ببيعها بأسعار بخسة". وما أثار انتباهنا بسوق باش جراح، الإقبال الكبير على المنتجات التي تم تخفيض سعرها، والخاصة بألبسة الأطفال، وبنية استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن، وهذا ما أكده عادل بائع بإحدى محلات الألبسة الخاصة بالأطفال، حيث قال، إن معظم التجار انتظروا اقتراب موسم الدخول الاجتماعي لإطلاق عروضهم المغرية، وبذلك يتخلصون من فائض السلع الصيفية، وعرض بدلها، منتجات شتوية من معاطف وملابس صوفية وأحذية وغيرها.