شهدت ولاية وهران على مدار 3 أيام متواصلة، تظاهرة دينية وروحية مميزة، تمثلت في "وعدة سيدي الحسني" ، التي تستقطب سنويا المئات من منتسبي الزوايا ورواد الطرق من مختلف ولايات الوطن، لذكر الله تحت خيمة واحدة. الفعالية التي اختُتمت يوم الجمعة جمعت تحت خيمتها جميع مكونات المجتمع الجزائري، في أجواء إيمانية خالصة يغمرها الذكر، وتلاوة القرآن الكريم. وحسب شيخ الطريقة الطيبية التهامية شريف الوزاني مولاي حسن، فإن "الوعدة" التي تستقطب مريدين وشيوخ زوايا من الطرق القادرية والتهامية والهبرية والبوعبدلية، تنطلق مباشرة بعد صلاة العصر من أول يوم بقراءة "السلكة" إلى غاية صباح اليوم الثاني دون انقطاع. وهي قراءة متواصلة للقرآن الكريم، الذي يتم تجويده من طرف المقرئين والموردين وشيوخ الزوايا القادمين من مختلف ربوع الوطن. كما أكد مولاي شريف الوزاني شيخ الطريقة الهبرية، أن "الوعدة" التي تعود لسنوات عديدة والمتوارَثة أبا عن جد، ليست، فقط، مناسبة دينية، بل هي فضاء للتلاقي والتآلف بين أبناء الوطن الواحد تحت خيمة واحدة لذكر الله. كما هي لقاء لتجاوز الاختلافات، وتوحد القلوب على المحبة والإيمان في أجواء روحانية مؤثرة، حيث تعلو أصوات الذكر الجماعي، ويتوافد الزوار من ولايات بعيدة حاملين معهم تقاليدهم ولباسهم التقليدي المميز؛ ما يضفي على المناسبة طابعا وطنيا فريدا بما يؤكد أن الزوايا لاتزال تلعب دورا محوريا في توجيه المجتمع نحو الاعتدال والوحدة، يضيف شيخ الزاوية. كما تقام ضمن فعاليات "الوعدة" جلسات مديح وإنشاد ديني، ومجالس علمية وإرشادية داخل الزاوية، تعكس عراقة التصوف الجزائري، وعمقه الحضاري. وأكد الشيخ شريف الوزاني أن "الوعدة" تُعد، أيضا، فرصة للشباب للتقرب من الزاوية، والتعرف على أهدافها التربوية والدينية في زمن تكثر فيه التحديات والبدائل المغلوطة، إذ تساهم الزاوية في نشر قيم التسامح، ونبذ التطرف، وربط الجيل الجديد بجذوره الروحية والثقافية.