أصدر الكاتب الصحراوي السيد حمدي يحظيه، كتابا جديدا يروي معاناة شعب بلاده تحت نير الاحتلال المغربي، ويوثق ما يقترفه نظام المخزن من انتهاكات وخروقات ترقى إلى درجة " إرهاب الدولة" ، في حق هذا الشعب الأعزل في المناطق المحتلة، تحت عنوان "المملكة المغربية كنموذج للدولة الإرهابية.. تاريخ طويل من الإرهاب الشامل في الصحراء الغربية، وفي العالم". يُعد الإصدار الذي يضمّ 123 صفحة من الحجم المتوسط والمقسَّم إلى سبعة فصول كل فصل يحمل عدة عناوين، أولَ كتاب يتناول موضوع رعاية دولةٍ للإرهاب، واعتمادها إياه كعقيدة لبقاء نظامها. ويستعين المؤلف في كتابه بترسانة من القوانين والتوصيات الدولية. ويُسقطها على ممارسات المغرب في الصحراء الغربية، ليصل إلى نتيجة واضحة موثقة، وهي أن المغرب دولة تمارس الإرهاب. وتشير المقدمة إلى أنه منذ سنة 1975 والمملكة المغربية تمارس إرهاب دولة مكتمل الأركان، ضد الشعب الصحراوي. وداست في ممارستها ذلك النوعَ الخطير والمخيف من الإرهاب، على كل الشرائع، والقوانين الدولية؛ من أبسطها، إلى أكثرها أهمية. ولا توجد جريمة إرهاب يمكن تصوُّرها يتكلم عنها قانون دولي ما أو قانون إنساني إلا وارتكبها الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، بما يجعل هذه الجرائم لا يمكن مقارنتها إلا بجرائم النازية، وجرائم الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة. ويعرض الكاتب الكثير من الأدلة الموثقة عن الجرائم التي ارتكبها المغرب في الصحراء الغربية، والتي لا يمكن تصنيفها خارج إطار جرائم إرهاب تقوم بها دولة، وتشرف عليها مؤسساتها. وبعد أن يتحدث عن الإرهاب الذي تمارسه المملكة المغربية في الصحراء الغربية، يتحدث الكاتب عن نوع آخر من الإرهاب يقوم به المغرب، لا يقتصر على الشعب الصحراوي فقط، لكن يمتد إلى الخارج، مستدلا بأن أكبر العمليات الإرهابية الاستعراضية التي وقعت في أوروبا وخاصة في إسبانيا وفرنسا، كان منفّذوها مغاربة؛ لفرض أجندات سياسية. وبالإضافة إلى القيام بالعمليات الإرهابية في أوروبا خاصة، قام المغرب بتأسيس جماعات إرهابية تابعة له في الشام، وفي منطقة الساحل، واستعملها كقوة مسلحة لحماية تجارة المخدرات، ونشر الفوضى، وتنفيذ أجندات سياسية. وبعد أن يتحدث الكاتب بإسهاب عن الإرهاب الذي قام به المغرب في أوروبا وإفريقيا وآسيا، يتحدث عن نوع آخر من الإرهاب الذي يمارسه المغرب، بحيث لم يلجأ إلى الإرهاب التقليدي لضرب الدول فقط، ولكن لجأ إلى أنواع أخرى من الإرهاب؛ مثل الإرهاب السيبراني أو التكنولوجي، الذي بواسطته تجسّس على كثير من الدول والأشخاص في أوروبا، وإفريقيا. واستعان فيه بدول مارقة وخارجة عن القانون؛ مثل إسرائيل. كما ذهب، بشكل فاضح، إلى كل أشكال إرهاب المخدرات، والهجرة وغيرهما. وبعد هذا العرض من خلال فصول الكتاب عن المغرب كدولة إرهاب والدلائل والقوانين التي تورط المغرب فيها كدولة إرهابية، يتعجب الكاتب كيف يحاول المغرب طلب من الأممالمتحدة والولايات المتحدة، أن تصنف البوليساريو كحركة إرهابية. وخصص الكاتب لهذا الموضوع فصلا مهمّا، يقول في بعض فقراته: "لقد سعى الاحتلال المغربي الإرهابي على مدى عقود، إلى تصنيف جبهة البوليساريو كحركة إرهابية. لكن المفاجأة أن الذين تبنّوا فكرته بحماس وكانوا يسعون إلى تصنيف الحركة في خانة الإرهاب، اكتشفوا بعد كثير من التحري والبحث الجاد، عدم وجود أيِّ روابط لها بالإرهاب". وما يتضح أن "جبهة البوليساريو هي أنظف حركة في العالم؛ فلا يوجد صحراوي واحد في سجون الإرهاب، ولا في غوانتنامو، ولم يتم القبض عليه في ساحات قتال، أو في أي مكان ذي صلة" ، ليتوصل المؤلف في نهاية كتابه، إلى خلاصة واستنتاج أن المغرب هو الدولة الوحيدة في العالم بالإضافة إلى إسرائيل، التي يجب تصنيفها وإدراجها في خانة الدول الإرهابية. وذكّر بارتكاب الدولة المغربية كل أنواع الإرهاب في حق الشعب الصحراوي منذ سنة 1975. ثم بدأت تصدّر الإرهاب إلى بقية دول العالم، مشيرا الى أن لجوءه إلى كل أنواع الإرهاب، يتطلب تصنيفه كبلد إرهابي. للإشارة، فإن الكاتب الصحراوي السيد حمدي يحظيه، له عدة كتب، أهمها " الصحراء الغربية وآخر مستعمرة في إفريقيا "، و " الأممالمتحدة وإدارة الفشل في الصحراء الغربية "، و " فلسطين والصحراء الغربية وجهان لمأساة واحدة "، إضافة إلى عدة كتب أخرى، وسلسلة روايات عن الجزائر، وعشرات المقالات في الصحف والمجلات.