اختُتمت، أمس، فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية البيّض بولاية عنابة، حيث شهدت الساحة العمومية لبلدية شطايبي، تنظيم سهرة فنية جمعت بين بهجة الطفولة وعبق التراث الشعبي، في أجواء احتفالية رسّخت، مرة أخرى، قيمة التلاقح الثقافي بين ولايات الوطن. واستُهلّت السهرة بعرض تنشيطي شيّق لعَرائس الدمى قدّمه الفنان لحسن سنوسي، الذي أمتع الأطفال والحضور بقصص تربوية مفعمة بالمرح والخيال. وتلاه تقديم وصلات غنائية تراثية أدّتها كل من فرقة "الأنامل الذهبية" وفرقة "شباب البارود"، حيث تعالت أنغام الغناء البدوي على وقع تصفيق الجمهور المتفاعل. أما الفقرة الشعرية فكانت موعدا مع الكلمة الشعبية الصادقة؛ إذ ألقى الشاعر صعدلي بن عامر نصوصا حملت وجع الصحراء وحنين الهضاب، ليعقبه الراوي ناصر بالفرح بقراءات شفوية، استحضرت الموروث الشفهي البيضاوي بروح سردية أصيلة. وجاءت اللحظة الطربية بلمسة أمازيغية راقية قدّمها الفنان بلحاج بشير، الذي أمتع الحاضرين بأغنيات عابقة برائحة الجبال والحنين. هذه السهرة ليست سوى جزء من فسيفساء ثقافية زاخرة شهدتها ولاية عنابة ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية البيّض، والذي احتضنته فضاءات متعددة، أبرزها ساحة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي. كما أبانت العروض الافتتاحية للتظاهرة والتي تصدّرتها فرقة "كسال" للغناء البدوي الأمازيغي، عن مدى الأصالة التي تحملها الثقافة البيضاوية، ومدى تجاوب الجمهور العنابي معها، ما يعكس وحدة الشعب الجزائري رغم تعدد مناطقه، وتنوع تعابيره الثقافية. وبالمقابل، يأتي تنظيم هذا الأسبوع الثقافي في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والفنون، الرامية إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الولايات، وتكريس مبدأ اللامركزية في الفعل الثقافي. كما أتاحت هذه التظاهرة لسكان الشرق الجزائري اكتشاف ملامح الجنوب الغربي، من خلال عروض فنية، وموسيقية، ومسرحية، إلى جانب معارض للحرف والصناعات التقليدية، وندوات فكرية، وجلسات شعرية.