أبرز الوزير الأول بالنيابة سيفي غريب، أمس، الحاجة الملحّة لمضاعفة الجهود من أجل تعبئة طاقات الجاليات الإفريقية والاستفادة من كفاءاتها وخبراتها وتعزيز وحدة القارة وتضامنها وتماسكها، بما يسهم في تحقيق تنمية مندمجة ومتكاملة للقارة بدعم من جالياتها في ديار المهجر وذوي الأصول الإفريقية، في الوقت الذي تستعد فيه القارة لعقد "المؤتمر التاسع لعموم إفريقيا" في شهر ديسمبر المقبل. أبرز سيفي غريب خلال افتتاحه أشغال لقاء حول الشتات الإفريقي، الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية، للقاء، بوصفه محطة بارزة في مسار تعزيز روابط الجاليات الإفريقية وذوي الأصول الإفريقية بالقارة الأم. مؤكدا المكانة الخاصة التي تحظى بها الجالية الوطنية في الخارج، في الجزائر التي كرّست ذلك دستوريا باعتبارها "جزءا لا يتجزأ من الأمة". كما ذكر بأن هذه الفئة ما فتئ رئيس الجمهورية، يضعها في صلب اهتماماته ويوليها العناية البالغة، لافتا إلى أن هذا الرابط المتين تعزّز عبر محطات تاريخية مفصلية، سمحت بترسيخ هذه الوحدة المقدسة بين الجالية ووطنها الأم. وتحمل هذه الرابطة الوثيقة اليوم، حسب الوزير الأول بالنيابة، مغزى عميقا "ونحن على بعد أسابيع قليلة من إحياء الذكرى 64 لليوم الوطني للهجرة، الذي يخلّد محطة بارزة من تاريخ الثورة التحريرية.. ويستذكر الدور الهام الذي اضطلع به المهاجرون الجزائريون في هذه الملحمة المظفرة والملهمة لمسار تصفية الاستعمار في إفريقيا"، مسجّلا أن هذه المحطة التاريخية التي تجسد تضحيات المهاجرين من أجل الاستقلال، تتيح الفرصة لاستحضار الدور التاريخي للجاليات الإفريقية في مقاومة الاستعمار، والنضال ضد التمييز والفصل العنصريين، والكفاح للتحرّر من جميع أشكال الاضطهاد العرقي والاستعباد والنفي القسري. وخصّ سيفي غريب بالتحية أحفاد المنفيين الجزائريين في الأراضي البعيدة، الذين تواصل بعض الشخصيات البارزة منهم، المدعوة للمشاركة في هذه الفعالية، إحياء روح أجدادها المنفيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس، بعيدا عن وطنهم الأم، معتبرا قرار رئيس الجمهورية في 2021 بتشييد جدارية في الجزائر تخليدا لذكراهم واعترافا بتضحياتهم، تعبير عن التزام السلطات العليا في البلاد بالحفاظ على هذه الذاكرة والوقوف إلى جانب أبناء الجزائر أينما وجِدوا. وأشار الوزير الأول بالنيابة إلى أن التزام الجاليات الإفريقية بالمساهمة في مسيرة النضال من أجل تحرير القارة، يتواصل اليوم في أشكال جديدة، تستند إلى خبراتها وكفاءاتها ومواردها المتعددة، تجسيدا لروح التضامن والوحدة الإفريقية، مشدّدا على أن إشراك الجاليات الإفريقية في مختلف السياسات التنموية الإفريقية، أولوية استراتيجية، وهو ما تجسّد، حسبه، في "أجندة 2063"، التي تطمح إلى بناء إفريقيا مزدهرة، معتمدة على إمكانات شعوبها. كما أشار إلى أن هذا التوجّه توّج بتنظيم قمة عالمية للجاليات الإفريقية في 2012، وبتكريس الجاليات الإفريقية بمثابة "المنطقة السادسة" للاتحاد الإفريقي. وعبر سيفي غريب عن افتخار الجزائر بانتمائها إلى مجموعة الدول الأعضاء في اللجنة العليا المكلّفة بتنفيذ "عقد الجذور والجاليات الإفريقية" الذي أقره الاتحاد الإفريقي للفترة 2021-2031، ودعمها لدور الاتحاد بصفته نقطة ارتكاز ومركز تنسيق لجميع مبادرات الجالية على مستوى القارة، مبرزا أنها على أتمّ الاستعداد للمساهمة الفاعلة من أجل تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة المتعلقة بالجالية. وشدّد الوزير الأول بالنيابة على إن اختيار المحاور والجلسات التي تشكل برنامج اللقاء، يعكس القناعة التامة والمشتركة بأن الجالية الإفريقية تشكل قوة اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية مهمة، وفاعلا قادرا على الإسهام المتزايد في رفاه وتنمية القارة، معربا عن يقينه بأن النقاشات المثمرة والملهمة ستساهم في إثراء التفكير وصياغة مقترحات عملية مبتكرة حول أفضل السبل لتعزيز دور ومساهمة الجالية الإفريقية في تنمية القارة وازدهارها.