يتلألأ شاطئ سانكلو كواحدة من أجمل اللآلئ التي تزيّن الساحل العنابي، وتأسر زواره بجماله الطبيعي، وتاريخه العريق. ويمتد الشاطئ المعروف أيضا باسم شاطئ فلاح رشيد، على مساحة هادئة بين التلال الخضراء والمياه الزرقاء الصافية؛ حيث يلتقي سحر الطبيعة بأصالة التاريخ، في مشهد لا يُنسى. لم يكن اسم سانكلو إلا تسمية حديثة نسبيا. أما في الذاكرة الجماعية القديمة لسكان عنابة، فقد كان يُعرف بشطّ المراسي؛ نسبةً إلى بقايا المراسي الحجرية المنتشرة على طوله، والتي ماتزال شاهدة على زمن كانت فيه عنابة ميناءً استراتيجيا، تتصارع عليه القوى الكبرى. إرث بريطاني وسط سِحر جزائري يروي المؤرخون أن البريطانيين هم من شيّدوا هذه المراسي عقب اتفاقيات المرجان، التي سمحت بوجودهم المؤقت في المدينة. وقد أقاموا منشآت بحرية على الشاطئ لخدمة مصالحهم التجارية والعسكرية. وبمرور الزمن أُزيلت هذه البُنى، لكن آثارها بقيت محفورة في الذاكرة الحجرية للشاطئ، لتُذكّر كل زائر بأن هذا المكان ليس مجرد شاطئ للاستجمام، بل صفحة من صفحات التاريخ الاستعماري، والمقاومة الجزائرية. وجهة مثالية لعشاق البحر والهدوء يتميّز شاطئ سانكلو بهدوئه مقارنةً بالشواطئ الكبرى المزدحمة، ما يجعله وجهة مفضلة لعشاق الراحة والسكينة. المياه فيه صافية ونقية. والرمال ذهبية ناعمة. أما الخلفية الجبلية فهي تضيف للشاطئ طابعا بريّا خلابا، يُغري المصورين ومحبي الطبيعة على حدّ سواء. ويستقطب الشاطئ الزوار من داخل المدينة وخارجها، خاصةً في موسم الصيف، حيث تنشط الرحلات العائلية، وتنصَّب الخيام الصغيرة على جنباته، وتتعالى ضحكات الأطفال الذين يلعبون قرب الصخور التي كانت يوما مراسيَ للسفن. موقع استراتيجي بقلب المدينة يقع شاطئ سانكلو في موقع قريب من وسط مدينة عنابة، ما يجعله سهل الوصول إليه سواء سيراً على الأقدام، أو بالسيارات. هذا القرب جعله جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعنّابيين الذين يقصدونه للسباحة، أو للمشي على رماله في لحظات الغروب، أو حتى للهدوء، والتأمل. دعوة لاكتشاف التاريخ والراحة إن زيارة شاطئ سانكلو ليست مجرد رحلة بحرية، بل هي دعوة لاكتشاف قطعة من تاريخ الجزائر المنسيّ، وسط أجواء من الجمال الطبيعي، والسكينة الروحية. هو مكان يُشعرك أن الزمن توقف فيه، ليمنحك لحظة صفاء نادرة في عالم مزدحم، ومُتسارع.