❊ بوحرب: "المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة تجسيد للدبلوماسية الاقتصادية" ❊ ميهوبي: "الجزائر تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق الأمن المائي ثمّن خبراء في الاقتصاد والأمن المائي، القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال مجلس الوزراء الأخير، بخصوص ضرورة إنجاح المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، ومتابعة وتيرة توطين وإنجاز محطات تحلية مياه البحر في مختلف ولايات الوطن، مؤكدين أن هذه التوجيهات تعكس رؤية شاملة لبناء اقتصاد متنوّع ومستدام قائم على الابتكار وتشجيع الشباب من جهة، وتكريس الأمن المائي باعتباره من ركائز السيادة الوطنية من جهة أخرى. في هذا الشأن، يرى أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة البليدة 2، البروفيسور حكيم بوحرب، أن الجزائر بحكم موقعها في العمق الإفريقي، تعمل على بناء جسور التعاون التنموي مع الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن من بين أهم المسارات التي انتهجتها في هذا المجال، تشجيع المؤسسات الناشئة، باعتبارها أحد الروافد الجديدة للاقتصاد القائم على المعرفة. وأوضح بوحرب في اتصال مع "المساء"، أن مخرجات مجلس الوزراء أول أمس، تضمنت تشديد رئيس الجمهورية السيد عبد تبون على ضرورة إنجاح المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة في طبعته القادمة، نظرا لحرصه على أن يكون للجزائر نصيب وازن في مشهد دعم الابتكار على المستوى القاري، ولعب دور ريادي في ترسيخ اقتصاد المعرفة في إفريقيا. وأوضح أن هذا التوجّه تعزز من خلال مخرجات معرض التجارة البينية الإفريقية الذي احتضنته الجزائر مؤخرا، والذي أسفر عن إنشاء صندوق إفريقي للمؤسسات الناشئة، حيث يمثل احتضانها للطبعة الرابعة من مؤتمر المؤسسات الناشئة الإفريقية في ديسمبر المقبل، امتدادا لهذا النهج، إذ شرعت الجزائر في التحضير لهذا الحدث، من خلال تنظيم طبعات سابقة ناقشت آليات إنشاء المؤسسات الناشئة في إفريقيا. وأضاف أن المؤتمر الإفريقي، يأتي في سياق يتسم بتصاعد المساعي لتعزيز الخطاب السيادي الاقتصادي في إفريقيا، وهو الخطاب الذي تعمل الجزائر على تعميمه ليتيح للدول الإفريقية اتخاذ قراراتها الاقتصادية بشكل مستقل، بعيدا عن التبعية. وأشار محدثنا إلى أن الجزائر تسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية عبر إنشاء مؤسسات ناشئة مشتركة، ومخاطبة المجتمعات الإفريقية من خلال أهم مكوّناتها، والمتمثلة في فئة الشباب، التي تمثل 60 من المائة من سكان القارة، مؤكدا أن تمكين الشباب من تجسيد أفكارهم في شكل مؤسسات ناشئة يمثل استثمارا استراتيجيا في المستقبل الإفريقي المشترك. من جهته، رحب البروفيسور مصطفى كمال ميهوبي، الوزير الأسبق للموارد المائية، بالقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية، عندما كشف عن توطين 3 محطات لتحلية مياه البحر في ولايات الشلف ومستغانم وتلمسان بطاقة إنتاجية يومية لكل منها تبلغ ألف 300 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، وذلك تماشيا مع البرنامج الذي أطلقه مجلس الوزراء في جوان 2021، الذي يتضمن بناء 10 محطات لتحلية المياه ليرتفع عددها إلى 24 وحدة، تنتج 2 مليار متر مكعب في السنة. وقال ميهوبي، في اتصال مع "المساء"، أن رئيس الجمهورية يسعى للمحافظة على نفس وتيرة إنجاز محطات تحلية المياه في الآجال المحددة بنهاية 2030، لتعويض النقص المسجل في مياه الشرب وتوفير أمن أكبر وضمان الوصول إلى الموارد السطحية، وتخصيص السدود للفلاحة والصناعة بهدف تنويع مداخيل الدولة وضمان الأمن المائي. وفي السياق ذاته، ذكر ميهوبي بأن رئيس الجمهورية يصر على الحفاظ على الموارد الجوفية من خلال استحداث مناهج تهدف إلى حماية الموارد وتعزيز تنميتها المستدامة، بالإضافة إلى آليات الإدارة والمراقبة والرصد، خاصة بالنسبة لمجاري المياه الساحلية حيث أصبح خطر التسرّب البحري يشكل تهديدا حقيقيا مع استمرار الجفاف والاستغلال المفرط للمياه الجوفية.