أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، أمس، أن الدولة جعلت من مجانية التعليم وإجباريته مبدأ راسخا، لوعيها بدور المدرسة في الأخذ بأسباب التقدّم والتطوّر، ناهيك عن كونه حقا من حقوق المواطن في الدولة الحديثة، معتبرا أن تربية النشء تربية صحيحة ركيزة أساسية في كل الاستراتيجيات التي تضعها الدولة لضمان مستقبل واعد وآمن للبلاد. خلال إشرافه على افتتاح يوم برلماني بعنوان "تجربة مدارس أشبال الأمة باعتبارها نموذجا وطنيا رائدا لإلهام وتطوير المدارس الوطنية" بمقر الولاية ، أوضح بوغالي أن مدرسة أشبال الأمة جديرة بأن تتخذ نموذجا في روح الانضباط التي تستمدها من المؤسّسات العسكرية الرائدة، المعروفة بقدرتها العالية على التكوين وإعداد الرجال، بما تمتلكه من خبرة وتجربة، وما طوّرته من قدرات مكنتها من خوض غمار هذا العصر القائم على القوة الذكية الواعية لترسيخ الحضور والدفاع عن الوطن ومصالحه العليا. بوغالي الذي أشار إلى ارتباط المنظومة التربوية بالمقومات التاريخية للأمة الجزائرية، أكد أن هذا الربط الذكي بين التاريخ والحاضر والمستقبل، يتجلى في الفلسفة التي قامت عليها مدرسة أشبال الأمة التي أثبتت ريادتها بما تحققه من نتائج ملموسة وبما تغرسه في الأجيال من روح وطنية وتمسك بالهوية، كونها حسبه "تستمد وجودها من مدرسة أشبال الثورة، التي حملت في مضامينها المد الثوري النابع من أدبيات ثورة التحرير المجيدة، فكانت امتدادا لتلك الروح المتعلقة بالحرية ورفض الاستعباد." كما لفت إلى أن مدارس أشبال الأمة جاءت لتكون امتدادا لتلك القيم، ولكن برؤية معاصرة تستحضر روح العصر وما يتطلبه من انخراط في التكنولوجيا ومواكبة التطوّر العالمي المتسارع، وبذلك تقدم المثال في الانضباط والجدية، وتنهل من العلوم والمعارف ما يجعل المتمدرسين يدركون بوعي حجم المهام الجسيمة والنبيلة الملقاة على عاتقهم، فينالون شرف الحفاظ على الموروث التاريخي، وشرف الاستعداد للتضحية في سبيل الوطن. وأكد بوغالي أن مدرسة أشبال الأمة تضمن تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب دون شرط سوى التفوّق في مسابقة الالتحاق بها، وتلتزم في برنامجها بما يتقرّر في إطار المنظومة التربوية لوزارة التربية الوطنية. بدوره ثمّن وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي مجهودات وزارة الدفاع الوطني في الارتقاء بمدارس أشبال الأمة وتطوير الأداء فيها والحفاظ عليها لتبقى نموذجا شامخا راسخا يمكن الاقتداء به. وفي السياق أشار إلى أن مصالحه مسؤولة على تجويد التعليم من خلال السهر على توفير الظروف المناسبة بالمؤسسات التربوية وتحسين الظروف المهنية للأساتذة، وذلك لضمان التحصيل الجيد للتلميذ . وأوضح إلى أنه تم تشكيل خلايا تتكون من إطارات الوزارة وأساتذة وجمعيات أولياء التلاميذ بالولايات التي لم تتحصل على النتائج الدراسية المرجوة الموسم الماضي، وذلك لمعالجة الوضع بها، وفق آليات مختلفة، على غرار توأمة هذه المؤسسات التربوية بهذه الولايات بنظيراتها تحصلت على نسب نجاح مهمة، لاسيما مدارس أشبال الأمة، واعتمادها كنماذج يمكن الاستلهام من ظروف التمدرس بها. كما كشف عن التحضير لتحسينات مهمة لتطوير البرامج والمناهج والشُعب بالطور الثانوي للوصول الى مستوى محترم من جودة التعليم ينسجم مع توجه الدولة . ضمن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم.. المقدم برش : المدرسة الجزائرية تعرف مشاريع إصلاحية كبرى أكد رئيس خلية الإعلام والاتصال بمديرية أشبال الأمة، بوزارة الدفاع الوطني المقدم برش عبيدة، أمس، أن المدرسة الجزائرية تعيش اليوم تحوّلات متسارعة في ظل المشاريع الإصلاحية الكبرى، ضمن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم، وكذا الأطر القانونية الخاصة بالتربية والتعليم . أوضح المقدم برش في كلمة له خلال اليوم البرلماني الموسوم بعنوان "مدارس أشبال الأمة: تجربة وطنية نموذجية لإلهام وتطوير المدارس الوطنية"، أن مسار الإصلاح مازال يواجه تحديات عديدة متجددة مسايرة لسيرورة المجتمع والحركية العالمية في مجالات العلم والتكنولوجيا ووسائط التواصل العامة. وبعد أن قدّم عرضا حول نظام التدريس بمدارس أشبال الأمة، أكد المقدم برش أن التغيير لا يتحقق بالقوانين وحدها بل بالإرادة الوطنية والتعبئة الجماعية والتملك المجتمعي للإصلاح، مشيرا إلى أن المدرسة ليست مسؤولية الدولة فقط، بل هي شأن مجتمعي جامع يتقاطع فيه دور الأسرة والجماعة المحلية والمجتمع المدني والإعلام .