بعد تطمينات الوزارة لتلاميذ الأقسام النهائية

عودة لمقاعد الدراسة واجتماع في الأفق لتحديد المصير

عاد الهدوء النسبي صباح أمس الى مختلف ثانويات العاصمة بعد الإضراب الذي شنه طلبة الأقسام النهائية منذ الأسبوع الفارط حيث قبل التلاميذ العودة مجددا إلى مقاعد الدراسة في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع ممثلي التلاميذ المزمع عقده نهاية الأسبوع على مستوى ثانوية عمارة رشيد ببلدية بن عكنون، في حين تمسك التلاميذ أمس بمطالبهم على أن يصرح وزير التربية السيد ابوبكر بن بوزيد "رسميا أمام الصحافة بمحتوى المناهج التي ستدخل ضمن أسئلة البكالوريا لسنة 2008" ·
كانت الأجواء عادية صباح أمس عند مداخل الثانويات ما عدا حضور بعض أعوان الأمن الذين حرصوا على ضمان السير الحسن لحركة تنقل العربات والراجلين في الوقت الذي عاد اغلب الطلبة المضربين الى مقاعد الدراسة بشكل عادي، وحسب تصريحات بعض ممثلي الطلبة الذين التقيناهم قرب مؤسساتهم في منتصف النهار فإن قرار توقيف الإضراب اتخذ بغرض التأكيد لوزارة التربية أن مطالب التلاميذ مشروعة وليس هناك أي جهة خارجية أو داخلية تحركهم" ·
ويقول ممثل طلبة ثانوية بوعتورة ببلدية الأبيار أن أغلب الطلبة الذين قرروا تنظيم حركتهم الاحتجاجية يصنفون من ضمن الطلبة النجباء بشهادة الأساتذة والمؤسسات التربوية التي ينتمون إليها، أما عن سر التنظيم الذي ظهر فجأة وسط تلاميذ الأقسام النهائية التي مسها برنامج إصلاح المنظومة التربوية يقول الطالب:"أن الفترة الزمنية التي قام خلالها الأساتذة بإضرابهم جعل التلاميذ يجتمعون في ساحة الثانوية للحديث عن انشغالاتهم وهنا اكتشفوا أنهم لم يحصلوا على نصف البرنامج الدراسي المسطر وهم على مقربة من نهاية السنة، حيث لم يبلغوا حاليا الى 5 مناهج من أصل 14 للشعب العملية والرياضيات و3 مناهج من أصل 9 للشعب الأدبية"، ومن هنا يقول الطالب تبلورت فكرة مطالبة الوزارة الوصية بإدخال تعديلات على أسئلة شهادة البكالوريا مع تحديد المناهج للطلبة لتسهيل عملية المراجعة، وعن الساعات الإضافية التي خصصتها مختلف الثانويات بأمر من الوزارة يقول الطلبة أنها لا تكفي في الوقت الذي اشتكوا فيه من التضخم الساعي للدراسة حيث حددت طوال أيام الأسبوع من الساعة الثامنة صباحا الى منتصف النهار في الفترة الصباحية ومن الواحدة مساءا الى الخامسة في الفترة المسائية وهو ما لا يساعدهم على التحصيل الجيد للدروس ·
وبثانوية كل من مقراني 1 و 2 ببلدية بن عكنون كانت الأجواء عادية بعد عودة كل الطلبة الى مقاعد الدراسة ما عدا طلبة الشعب الأدبية بثانوية أحمد منتوري الذين وجدناهم عند مدخل المؤسسة ويقول بعض الطلبة انه وقع سوء اتفاق مع طلبة الأقسام العملية الذين عادوا هم كذلك الى مقاعد الدراسة على أن يزاولوا هم كذلك دراستهم بشكل عادي في الفترة المسائية والأوضاع كانت نفسها عبر كامل المؤسسات بالعاصمة
ومن جهة أخرى أشار عدد من ممثلي الطلبة أن توقيف الإضراب أو العودة إليه سيقرر خلال الاجتماع اللاحق لممثلي الطلبة المزمع تنظيمه نهاية الأسبوع الجاري على مستوى ثانوية عمارة رشيد ببلدية بن عكنون، مع العلم أن الممثلين كانت لهم لقاءات مسبقة مع وزارة التربية الوطنية ومفتشية أكاديمية الجزائر لطرح انشغالاتهم واقتراح الحلول، أما عن المطلب الرسمي للطلبة فهو تصريح رسمي من وزير القطاع في لقاء صحفي يحدد فيه المناهج التي سيتم اختيار الأسئلة منها معربين من جهة أخرى أن الإجراءات الأخيرة المتخذة من طرف الوزارة غير مرضية·
وأعرب الطلبة من جهة أخرى عن ارتياحهم للإجراءات الأمنية المتخذة من طرف مصالح الأمن مباشرة بعد الشروع في الإضراب مفندين الادعاءات التي راجت حول الاعتداءات التي لحقت ببعض التلاميذ · وبالنسبة لطلبة ولاية تيزي وزو فقد واصلوا أمس إضرابهم لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي عقدت فيه مديرية التربية على مستوى الولاية ندوة صحفية أمس طالب خلالها الأمين العام السيد بودالي بضرورة التحلي باليقظة والهدوء من طرف التلاميذ، مؤكدا أن مصلحة التلاميذ تتصدر اهتمامات المديرية، ومن جهته طمأن رئيس فدرالية أولياء التلاميذ للولاية الحضور بأنه سيسعى الى رفع انشغالات طلبة الولاية الى الوزارة الوصية داعيا التلاميذ الى الالتحاق بمقاعد الدراسة في أقرب وقت، والوضع نفسه بالنسبة لثانويات ولاية تيبازة التي نظم تلاميذها أمس مسيرة عبر الطريق الوطني رقم 11 على مستوى بلدية بوسماعيل، مطالبين بالاستجابة لمطالبهم، وببلدية شرشال خرج طلبة الأقسام النهائية هم كذلك في مسيرة احتجاجية نحو مديرية التربية، في حين صرح مدير التربية أنه من حق الطلبة الاحتجاج إذا ما شعروا بالضرر شأنهم شأن الأساتذة الذين سبقوهم في الاحتجاج ·