احتضن بهو مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية برج بوعريريج، يوما دراسيا حول آليات الدعم، والامتيازات التي تمنحها الدولة للحرفي، بحضور الهيئات والشركاء المعنيين؛ بهدف تعزيز دورهم في التنمية المستدامة، والاقتصاد المحلي. وأكد مدير السياحة بالولاية عبد الحليم بن مزوز، أن هذا اليوم جاء لشرح الآليات، وتعزيز مكانة الحرفيين، ودعمهم؛ إذ يسعى لتعريف الحرفيين والمهنيين بكيفية الاستفادة من مشروع الدعم المصغر الذي تدعمه وكالة الدعم المصغر؛ باعتباره الجهة الأولى التي تقدم هذا النوع من التمويل، مستعرضا دور الهيئات في تطوير قدرات الحرفيين، الذين يلعبون دورا حيويا في الحفاظ على التراث الثقافي، والصناعة التقليدية. وشمل الحدث عروضا قدمتها مؤسسات مثل "لونساج"، و "لونجام"، و "ناسدا"، إضافة إلى عروض خاصة بالتكوين المهني. وتم، بالمناسبة، مناقشة القانون الجديد الخاص بالأسرة المنتجة الموجه للحرفيين، والذي يتضمن تأمينات للعمال غير الأجراء، وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 61 الصادر في الجريدة الرسمية لعام 2025. كما عرض المتدخلون خلال هذا اليوم الدراسي، مساعي الدولة للحفاظ على التراث الوطني، وتنمية الاقتصاد المحلي؛ حيث تواصل الدولة دعمها الواسع لفئة الحرفيين، عبر جملة من الآليات والامتيازات التي تهدف إلى تشجيع الإبداع، واستحداث مناصب شغل، وترقية الصناعات التقليدية والحرف، مشيرين الى أن الوكالة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف والغرف الولائية للحرف، أصبحت من أبرز الأطر التي تواكب الحرفيين، إذ تقدم خدمات التسجيل، والمرافقة، والتكوين، والمساعدة التقنية والإدارية، إضافة إلى تنظيم المعارض والصالونات الوطنية، التي تتيح للحرفيين عرض منتجاتهم، والترويج لها. كما تولي الدولة أهمية كبيرة للتكوين والتأهيل، من خلال فتح دورات تكوينية مجانية في مؤسسات التكوين المهني؛ قصد تمكين الحرفيين من اكتساب مهارات جديدة في التصميم، والتسويق، وإدارة الورشات، ولتحسين ظروف النشاط. وتم في هذا الإطار بالذات، تخصيص مناطق حرفية عبر مختلف ولايات الوطن، توفر للحرفيين ورشات ومحلات بأسعار رمزية، بما يساهم في استقرارهم المهني، وتنظيم نشاطهم في فضاءات لائقة. وتعمل السلطات على دعم تسويق المنتوج الحرفي، وتنظيم معارض وطنية ودولية، مع اعتماد علامة "الحرفي الجزائري"، التي تضمن جودة المنتوج، وتساهم في ترويجه خارج الوطن، وبذلك يتجسد التزام الدولة بدعم الحرفي من خلال سياسة متكاملة تجمع بين التمويل، والتكوين، والمرافقة، والتسويق؛ بهدف جعل الحرف والصناعات التقليدية رافدا اقتصاديا حقيقيا، وحارسا للهوية من جانبها. وأكدت رئيسة جمعية "الأيادي الذهبية" للحرف والمهن، سمية بن حمادة، أن الدعم المادي يُعد الركيزة الأساسية لتحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس، مشيرة إلى أن الدولة وفرت للحرفيين فرصا للحصول على محلات تجارية لعرض منتجاتهم التقليدية؛ ما يسهل تسويقها بشكل فعال. كما دعت إلى إنشاء معارض دائمة لترويج المنتجات الحرفية بشكل مستمر؛ لتعزيز حضور الحرفيين، وتوسيع أسواقهم، إضافة إلى كونها وسيلة فعالة لتعريف الجمهور بمنتجات الولاية، ودعم تسويق الصناعات التقليدية.