بدأت التحضيرات على قدم وساق لتدشين الخط السككي الرابط بين ولايتي بشار وتندوف مرورا بعدة نقاط ومحاور نحو غار أجبيلات، فيما بدأت أنظار سكان ولاية تندوف تتجه نحو ساعة تدشين هذا المشروع العملاق الذي طال انتظاره سنوات طوالا. ترقُّب كبير من أهالي تندوف وشيوخها وشبابها ومثقفيها للّحظة الحاسمة التاريخية التي ستجعل ولاية تندوف ضمن الولايات الحائزة على ثروة هائلة من الحديد، ستلقي بظلالها على التنمية المحلية والوطنية على حد سواء. مظاهر التحضيرات بولاية تندوف بدأت بحملات واسعة لتنظيف المدينة، وإنجاز محاور الدوران العصرية، والقيام بالتشجير. كما شملت التحضيرات الجارية تسريع وتيرة الأشغال النهائية، ووضع اللمسات الأخيرة، ليكون الخط السككي جاهزا بنسبة 100 بالمائة، مع استهداف الاستغلال الفعلي في جانفي 2026. وظهرت السلطات المحلية لولاية تندوف في كل المحطات؛ من متابعة دقيقة لأشغال إنجاز السكة الحديدية، وتعبئة كل الإمكانيات لتجاوز العقبات. ولوحظ خلال الأيام الأخيرة تزيين مختلف محاور الطرق بالأعلام الوطنية، مع تنظيف واسع بضواحي محطة السكة الحديدية طريق العيون، من طرف مصالح الأشغال العمومية، وعمال النظافة بالبلدية. وقال مسؤولون عن مشروع السكة الحديدية إن تدشينه المرتقب في جانفي 2026، سيشكل حلقة أساسية لنجاعة المشروع المنجمي، فضلا عن استحداث مئات مناصب العمل لفائدة شباب المنطقة. كما سيساهم المشروع في تخفيض تكلفة نقل الخام بشكل كبير، مع تأمين تدفقات منتظمة نحو مصانع المعالجة، ومركّب "توسيالي" ؛ ما يضمن رفع الإنتاج تدريجيا دون عراقيل. كما تشمل التحضيرات استكمال 66 كلم المتبقية قبل نهاية الشهر الجاري، لتشغيله في جانفي 2026. وتم تسريع وتيرة الأشغال بتوفير الوسائل البشرية والتقنية؛ منها قطار وضع السكة، والتركيز على إنهاء محطتي حاسي خبي، وأم العسل. وحسب تصريحات السلطات المحلية، فإن العمل سيكتمل قبل نهاية ديسمبر الجاري، مع تجهيز الخط للدخول في الاستغلال مطلع جانفي 2026. وخلال زيارته للولاية مؤخرا أكد وزير الأشغال العمومية أن نسبة الإنجاز وصلت الى مراحلها الأخيرة، وأنه لم يتبق سوى 60 كلم من أصل 950 كلم، لإكمال وضع السكة الحديدية. كما إن محطة قطار تندوف الجديدة من أبرز ملامح المشروع الاستراتيجي الذي سيغير ملامح الجنوب الغربي للبلاد. والمحطة ذات المواصفات العصرية جزء هام من مشروع السكة. وستكون نقطة محورية في نقل المسافرين، والبضائع، وكذا خام الحديد، وشحن ملايين الأطنان من هذا المعدن نحو باقي ولايات الوطن، وتعزيز البنية التحتية الوطنية، وتطوير النشاط الاقتصادي، وتوفير آلاف مناصب الشغل لفائدة سكان تندوف، والولايات المجاورة.