أعلنت منظمة الهجرة الدولية، عن نزوح 2615 شخص من ولايتي جنوب وشمال كردفان جنوب السودان خلال اليومين الماضيين، بسبب تفاقم انعدام الأمن وسط معارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع بالمنطقة. جاء ذلك في بيانات للمنظمة عن النزوح شملت يومي الأحد والإثنين الأخيرين، من مدينتي كادوقلي والدلنج وبلدة دلامي بولاية جنوب كردفان وقرية الشول بولاية شمال كردفان. علما أن مدينتي كادوقلي والدلنج تعانيان من حصار تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية المتحالفة معها منذ الشهور الأولى للصراع قبل أكثر من عامين. كما تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث، شمال وغرب وجنوب، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عدة أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة. وكانت المنظمة ذكرت سابقا أن فرقها الميدانية قدرت نزوح 1475 شخص من مدينة كادوقلي مركز ولاية جنوب كردفان خلال 21 و22 ديسمبر الجاري، بسبب تفاقم انعدام الأمن، مضيفة أن 180 شخص نزحوا من مدينة الدلنج في 22 ديسمبر الحالي، كما نزح 60 شخصا من بلدة دلامي في 21 من نفس الشهر جراء انعدام الأمن. ولفتت إلى أن النازحين توجهوا إلى مواقع متفرقة في ولايات جنوب وشمال كردفان والنيل الأبيض، مشيرة إلى أن "900 شخص نزحوا من قرية الشول في محافظة بارا شمال كردفان إلى مواقع متفرقة بمحيط المحافظة يوم 21 ديسمبر الجاري، نتيجة لتفاقم انعدام الأمن". وأكدت المنظمة أن الوضع الأمني "لايزال متوترا ومتقلبا للغاية" وأنها "ستواصل مراقبة التطورات عن قرب". يذكر أن منظمة الهجرة الدولية، أعلنت في 18 ديسمبر الجاري، عن أن عدد النازحين بولايات كردفان الثلاث قد بلغ 50 ألفا و445 ألف خلال الفترة من 26 أكتوبر إلى 17 ديسمبر الحالي. من جانبه، رحب برنامج الأغذية العالمي بمساهمة حكومة النرويج بقيمة 12.5 مليون دولار للمساعدة في توفير الاحتياجات الغذائية في جنوب السودان.وذكر برنامج الأغذية العالمي، في بيان له أن هذه المساهمة ستمكن البرنامج من تقديم مساعدات غذائية منقذة للحياة للفئات السكانية الأكثر ضعفا في جنوب السودان، إلى جانب تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود ودعم الخدمات الأساسية للعمليات الإنسانية في البلاد. وتأتي هذه المساهمة في وقت يتفاقم فيه انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بين الأطفال، حيث أشار تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر مؤخرا، إلى أنه من المتوقع أن يواجه نحو 7.56 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان البلاد مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي خلال ذروة موسم الجفاف بين أفريل و جويلية 2026، وهي الفترة الفاصلة بين الزراعة والحصاد حيث يكون توافر الغذاء في أدنى مستوياته وتشتد حدّة الجوع. ولفت التقرير إلى زيادة سوء التغذية بين الأطفال في جنوب السودان، حيث يعاني منه 2.1 مليون طفل، بالإضافة إلى أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة. وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، ماري إيلين ماكجروارتي، إن "الأمن الغذائي هو أساس السلام الدائم ومحرك الانتعاش الاقتصادي وتجسد هذه المساهمة التزام النرويج بمساعدة شعب جنوب السودان على التغلّب على تحديات الجوع وسوء التغذية". ومن المقرر أن يتم توجيه جزء من هذه المساهمة لدعم صغار المزارعين ومبادرة التغذية المدرسية المحلية، وذلك لتعزيز إنتاج الغذاء وتقوية قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في وجه الصدمات المناخية والاقتصادية ودعم النّمو الاقتصادي الشامل على مستوى المجتمعات، كما سيساهم التمويل في استدامة الخدمات الأساسية المشتركة التي تمكن من تنفيذ البرامج بفعالية وتسهل وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء جنوب السودان. وبهذه المساهمة الأخيرة، يصل إجمالي دعم النرويج لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان منذ عام 2020 إلى أكثر من 29 مليون دولار. وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان، جراء استمرار نزاع دام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أفريل 2023، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو الملايين.