تختلف البلديات العاصمية في كيفية تنشيط السهرات الرمضانية باختلاف ما تتوفر عليه من مرافق ومميزات تستقطب الوافدين إليها، حيث تعج البعض منها بحركة صاخبة ككبريات البلديات، في حين تعيش أخرى في هدوء نسبي مثلما هو الحال في بلدية المرسى الساحلية أين تدب الحركة والنشاط في أحيائها بعد الافطار الى مقاصد عديدة بدءا بالعبادة مرورا بالترفيه والرياضة وصولا الى السباحة في أجواء مميزة خاصة بسكان المنطقة. والمعروف عن بلدية المرسى الواقعة بأقصى شمال شرق العاصمة طبيعتها الجغرافية التي تفرض عزلتها باعتبارها لا تشكل نقطة عبور أو مقصدا رئيسيا إليها عدا موسم الصيف أين يشد الرحال إليها خاصة منطقة تمنفوست إلا أنه مع حلول شهر رمضان يجتهد سكان البلدية في احياء سهرات تحاكي تلك التي ميزتها في موسم الاستجمام لكن على طريقة المثل الشعبي ''حنا في حنا''، حيث تبدأ السهرة عادة مباشرة بعد الافطار بتوجه جموع المصلين لأداء صلاة التراويح عبر مساجد البلدية الثلاثة وهذا بكل من أحياء تمنفوست المحجر والجبمار الاسم المتعارف عليه بوسط المدينة، حيث أنه ما يميز هذه الاحياء هو تباعدها نسبيا من الناحية الجغرافية، ويتفق الجميع على اشباع برنامج السهرة بعد صلاة التراويح حيث يشمل ارتياد المقاهي وبعض المحشاشات هنا وهناك بالنسبة لأولاد الحومة وبعض الشباب أين تستمر أجواء السهر والحميمية الى ساعة متأخرة من الليل.كما يفضل البعض الآخر ومن بينهم الاطفال ممارسة الرياضة من خلال تنظيم مباريات كرة القدم أو بعض الالعاب الاخرى وهذا بمساحات اللعب الجوارية التي تم انشاؤها حديثا بكل من حي المحجر، 20 أوت بتمنفوست وحي بوضياف بالجمبار، وهي فرصة لبعض العائلات لمرافقة أبنائهم إليها حسب طبيعة الالعاب علاوة على الزيارات العائلية فيما بين سكان الحي وهو ما يشجعها لتوفر الانارة العمومية بها، ما يسمح بالمغامرة في التوجه الى البحر للسباحة والانتعاش في أيام الحر خاصة بتمنفوست أين تنتشر محلات بيع المثلجات لكل من يبحث عن التخفيف من وطأة الحر أحيانا. من جهته يجمع المركز الثقافي لبلدية المرسى عددا معتبرا من سكان مختلف الاحياء من خلال تنشيط قعدات في الاغنية الشعبية ومختلف الانشطة في السهرات، ليستمر البرنامج الرمضاني فيما تبقى من شهر الصيام قبل اسدال الستار عليه بعد أيام قليلة.