أكّدت السيدة جوهر احميس أنّ هدفها من تنشيط لقاء حول جاوت والتّطرّق إلى مؤلفاته هو زَرْع حبّ القراءة والمطالعة في الذين لا يعرفون جاوت، وجَعْل الجيل الصاعد يعرف قيمة من ضحوا بأرواحهم من أجل إعلاء كلمة الحق ورفض الظلم، وحتى لا ننسى ولا ينسى الجميع أحد أبرز الأقلام الجزائرية التي واجهت لغة الرصاص والتقتيل بلغة العقل والحبر، مُؤكّدة أنّ »جاوت لم يمت طالما أنّ روائعه لا تزال ماثلة بيننا«. وخلال مداخلتها في المقهى الأدبي والفلسفي، الذي تحتضنه قاعة المسرح الصغير بدار الثقافة لتيزي وزو شهريا، مسيرة الكاتب والصحفي طاهر جاوت تحت عنوان'' طاهر جاوت ذار قاز ذواوال'' (رجل بمعنى الكلمة)، وذكرت أحميس عدة جوانب من هذه الشخصية الأدبية ومؤلفاته التي ما تزال شاهدة على أهميته في مختلف المجالات وبلغات متعددة، موضحة تميّزه بالشّجاعة وطبعه الواعي وكذا علاقته بالقلم وجمعه بين الأدب والصحافة التي مات من أجلها، تاركا وراءه رصيدا أدبيا كبيرا، إضافة إلى التزاماته ككاتب وصحفي من أجل بلوغ الحقيقة والضوء اللذين بهما، وبواقعية الشاعر،''يجب أن نحارب شيطان الأكاذيب''، تضيف السيدة احميس مستدلّة في مداخلتها ببعض مقاطع من المؤلفات الغنية والمختلفة لجاوت، منها ''المصادرة''، ''الباحثون عن العظام''، ''أسبوعية القطيعة'' و''الصيف الأخير للعقل'' وغيرها من المؤلفات التي تناولت فيها المحاضرة قناعة ونضال الكاتب ضدّ كلّ ما من شانه أن يُوقع شعبه في ''الفخ''، مُعتبرة أنّ مؤلفات الكاتب تُعدّ بمثابة همزة وصل بين جيلين من الكتّاب قبل وبعد الاستقلال، وباستنادها إلى مقاطع من مؤلفات الكاتب، أكّدت السيدة احميس أنّ جاوت كان ملتزما بموقفه ضد تزوير التاريخ ومدافعا حقيقيا عن حرية التعبير، وهو الذي يُتقن ثلاث لغات؛ العربية التي كتب بها أشعاره الأولى، والأمازيغية، إلى جانب الفرنسية. فهو الكاتب الصحفي الذي أطلق مقولته المأثورة'' إِن الْتزمت الصّمت فستموت، وإن تكلّمت فستموت، إذن تكلّم ومُت''، لكن جاوت لم يمت طالما أنّ روائعه لا تزال ماثلة بيننا.