ارتبط إسم الخبير الفلكي، الشيخ إبراهيم عزوز، منذ السنوات الأولى للاستقلال بشهر رمضان الكريم، حيث التزم بتقديم مواعيد الإمساك والإفطار لأكثر من 30 سنة، لذلك عرفته الأسر الجزائرية من الحدود إلى الحدود. يشارف إبراهيم عزوز ال80 عاما، ورغم ذلك فهو لا زال يبحث ويجتهد في كل ماله علاقة بالعلم، ناهيك عن ارتباطه الشديد بمنظاره الالكتروني. إبراهيم عزوز مجاهد أبلى بلاء حسنا في الثورة التحريرية، ثم اشتغل خبيرا في الفلك والارصاد الجوية. تنحدر أصول الرجل من مدينة الأغواط، ترعرع في بيت علم وحفظ القرآن مبكرا، وألم بمبادئ اللغة العربية حتى بلغ 7 سنوات، ليلتحق بعدها بالمدرسة الفرنسية المختلطة بالأغواط، فحاز بها على شهادة الابتدائية في سن ال.14 بدت على الشيخ عزوز ميولاته نحو الفن، ليقضي سنتين مثابرا على تعلم الخط العربي والرسم والتمثيل المسرحي. في نهاية الأربعينيات، التحق بمدرسة الفنون الجميلة وتتملذ على يد الأخوين محمد وعمر راسم في الزخرفة والمنمنمات، فاشتغل خطاطا ومخرج لافتات المسرحيات بالمسرح الوطني. في بداية الخمسينيات، التحق إبراهيم عزوز بالأزهر الشريف ودرس فيه 4 سنوات، وتعرف فيه على الراحل بومدين، هذا الأخير الذي كان قريبا ومحبا لأبناء الأغواط. لم ينس إبراهيم عزوز فن الخط ليدرسه مدة 4 سنوات بالقاهرة، إذ التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية، كما التحق هناك بمدرسة الأحوال الجوية وبالعمل الكشفي الذي كان قد بدأه في الجزائر. أثناء الثورة، طلب منه بعض قادة الثورة بإنجاز خرائط حربية ليلتحق بعدها بوزارة الاستعلامات مع بوالصوف. غداة الاستقلال، عمل خطاطا بجريدة الشعب ثم انتسب للتلفزة الوطنية نوفمبر ,1962 وكان أول من وضع علامة التلفزيون بالعربية، كما خط المصحف المتلو على الشاشة، وأنجز العديد من جنيريك الحصص والأفلام والمسلسلات والخرائط، وكان أول من أنشأ فقرة الأحوال الجوية، وكان مقدما بارعا أدى مهمته حتى ,1986 كما كان يقدم مواقيت الافطار والامساك واشتهر بصوته الجميل. ظل الرجل حاضرا، رغم غيابه بعدما ميز مشواره الأخلاق الحميدة والالتزام والتفاني في العمل، إذ لم يتلق عن بعض برامجه مقابلا ماليا.