فنان أصيل اختص في الأغنية العاطفية العصرية وبرع في الأغنية الشعبية,ترعرع في وسط فني إذ أن عميد الأغنية الشعبية المرحوم الهاشمي قروابي خاله وهو من نصحه بدراسة الموسيقى لتكتمل بذلك لديه الموهبة,صوت قوي وجميل متمكّن من الطقطوقة والقصيد غاب عن استيديو التسجيل ما يقارب العشر سنوات ليعود فيثري الساحة بالجديد الذي لم يسبقه إليه أحد عن عمله الأخير ومشاريعه كان لنا هذا الحوار مع المطرب سيد علي دريس. المساء: كيف كانت العودة؟ ولم كل هذا الغياب ؟ المطرب سيد علي دريس:صراحة أنا من الفنانين الذين لا يرتجلون في أعمالهم أبحث دائما على ما هو مميز وجميل ورحلة البحث قد تطول أحيانا,لكن تأتي دوما بالفائدة، وهذا هو الأهم وإن غبت عن استيديو التسجيل إلاّ أني متواجد في استيديو القناة الثالثة أسبوعيا من خلال الحصة الفنية التي أردتها فضاء للتنفيس عن معاناة مطرب الشعبي على وجه الخصوص إضافة لكونها حصة تشيد بكبار الفنانين في هذا المجال وتعطي للتراث حقه، طبعا هي حصة ''القهوة واللتاي'' التي أعتبرها بمثابة أكسجين. - ألبومك الجديد يضم قصيدتين لم يسبق لفنان تأديتهما فكيف تمّ انتقاؤهما والعثور عليهما؟ * بعد بحث وتنقيب تجاوز السنة عثرت على قصيدتين للشاعر خالد المنداسي أو المنداسي الصغير لكونه تلميذ سعد المنداسي تعودان للقرن التاسع عشر نفضت الغبار عنهما مكتشفا اياهما ضمن ثمانين قصيدة من ديوان الكنز المكنون للشعر الملحون لقاضي محمّد والذي دوّن في 1910 وعنوانهما مكمول الزين والبهاء والشمعة... -من الشجاعة أن تقتحم المجهول وتنتقي قصائد لم تغن من قبل فمالذي شجعك على أن تخطو مثل هذه الخطوة وكيف كان الصدى؟؟ * الذي دفعني لتبني المجهول هو الإستنزاف الدائم و المتكرّر لنفس القصائد التراثية فكلّ المغنين يؤدون تقريبا نفس الأغاني لا جديد ولا إبداع؟ وتراثنا ضخم وغني بالقصائد الرائعة و كلّ ما علينا هو التركيز والبحث لدراسة ما يلائمنا ويسعد جمهورنا, وما شجعني على اقتحام المجهول هو تشجيع أهل الفن والإختصاص لي عندما قمت بأدائها لأول مرة في حفل أقامته مؤسسة فن وثقافة والتي اعتادت تهيئة جلسة فنية أو قعدة شعبية كل يوم أربعاء وكم ابتهجت للتجاوب الكبير معهما أي القصيدتين وهذا ما حمّسني أكثر فأكثر لتسجيلهما مع شركة دنيا و تصويرهما للتلفزيون وجديد هذا الإنتاج هو أني أغني وألقي القصيد أيضا أي أقرأ القصيد بصوتي وهذا ما لم يفعله غيري هي سابقة . - وماذا بخصوص الأغنية العصرية هل من إنتاج جديد في الأفق يضاهي أغنية ''واش أداك يا مغروم'' و''أجي تشوف الزين''؟ * بالفعل أنا بصدد إنجاز ألبوم غنائي عصري عاطفي من بين أغانيه : ''سراقة'' هذه بعض كلماتها: سرقتلي عقلي وقلبي وبقات الذات من كلماتي وتلحين سيد أحمد بليل وأغنية: ''مانيش نادم على اللي فات''، وأغنية ''نايلة'' هدية لإبنتي نائلة وأغاني أخرى ولدي مشروع أكبر مع الجوق الإذاعي الذي يحظى بمستوى فني عال، هو عرض ل25 أغنية القديم والجديد معا والمشروع مدروس ومكتوب بالسولفاج مهذب وموزّع تحت إشراف الأستاذ : مرزاق كشرود ربّما برمج أول عرض في رمضان,وهناك أيضا هدية للوطن أتركها مفاجأة؟ - سيد علي دريس كاتب كلمات أيضا؟ * نعم سبق و أن كتبت أغان منها ''أجي تشوف الزين'', ''واش أداك يا مغروم'' لكني لا أعتبر نفسي شاعرا فهي مجرد خواطر وجدت مكانها في أغاني نجحت فنيا وجماهيريا... - بما أنّ هناك ألبوما صادرا وناجحا حسب الأصداء فهل من جولات مبرمجة؟ * أنا أتمنى ذلك لكن بما أنّ الجولات مكلّفة ولا طاقة للفنان عليها فمن المفروض أن تقع تكاليفها وكيفية تنظيمها على الجهات الوصية على الفن والثقافة ونحن في انتظار أن تصوّب الأنظار إلينا بعدما غيبنا ، ونحظى بالفرصة لنمتع جمهورنا ونعطي ما لدينا,فحتى تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لم ندع إليها الغريب أنّ السّاهرين على الفن في بلادنا يتذكّرون البعيد الفار المهاجر وقت الشدة والمحن التي اجتاحت البلد وينسون القريب أي يتجاهلون الفنان الذي أبى الهجرة وبقى رغم التهديد والوعيد صامدا لا يرضى عن الجزائر بديلا.. - هل من أمنية؟ * أمنيتي الوحيدة هي أن أرى الرضى مرتسما على وجوه كلّ الجزائريين، وأن تتلاشى المحسوبية لأنّها سبب كلّ عرقلة وجمود لنطلق سراح الخلق والإبداع ونعطي لكلّ ذي حق حقه، ونعترف بالكفاءات ونقضي على التعنّت والأنانية والعناد لنرفع صرح هذه البلاد.