حضرت الدمية وغاب إبداع الشباب، هو الإنطباع الأول الذي رصدته „المساء“ عقب تجولها بالصالون الوطني الأول المقام بالفضاء التجاري في الحامة، فالزائر لأجنحة المعرض يكاد لا يفرق بينها لشدة تشابهها، إذ يتمثل الإختلاف الوحيد المسجل في طريقة عرض الدمية وزيّها الذي يعكس الولاية المشاركة، مما جعل الصالون، رغم أهمية شعاره، يفتقر للإبداع. احتكاك „المساء“ ببعض العارضين الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن، بيّن لنا أن المشاركين في الصالون اعتادوا على المشاركة في صالون الدمية، حيث عملوا على خياطة مختلف أنواع الدمى، غير أن مفاجأتهم كانت كبيرة بعد ما تبين لهم بأن صالون الدمية لم يعد موجودا، وأنهم في إطار المشاركة في الصالون الوطني الأول للإبداعات الشبانية الذي يتعين عليهم التكيف معه. ولمزيد من التوضيح، صرح ل „المساء“ عبد الحميد بو منصورة، إطار بوزارة الشباب والرياضة، عن هذا التغيير قائلا؛ „بناءا على توجيهات معالي وزير الشباب والرياضة، برمجنا الطبعة الأول للصالون الوطني للإبداعات الشبانية، الذي حل محل صالون الدمية الذي كنا بصدد التحضير لإقامة طبعته الثالثة. وعن فحوى الصالون، جاء على لسان المتحدث أنه عبارة عن فضاء يتم فيه الكشف عن النشاطات الشبانية والإبداعات النسوية في مختلف المجالات الفنية، العلمية والموسيقية، كما برمجنا مسابقات عديدة؛ كمسابقة أحسن جناح، مسابقة أحسن مبدع ومسابقة أحسن نشاط فني، لخلق جو من التنافس يعطينا في آخر المطاف مجموعة من المبدعين، مشيرا في السياق إلى أن الصالون عرف مشاركة 40 ولاية بمعدل 300 عارض.
محاولة تكيّف فرضتها الظروف! رصت „المساء“ لدى تجولها بمختلف أجنحة الصالون، خيبة أمل بعض العارضين الذي اجتهدوا في التحضير لصالون الدمية، مما جعل الإبداع يغيب عن أجنحتهم في ظل حضور قوي للدمى، فهذا السيد سعيد عمور، رئيس جمعية إدماج وترقية نشاطات الشباب لولاية سطيف، يحدثنا عن مشاركته قائلا؛ „انطلقت من ولاية سطيف على أساس المشاركة في صالون الدمية في طبعته الثالثة، لأجد نفسي أشارك في الطبعة الأولى لصالون الإبداعات الشبانية، وبحكم أنني لم أكن محضرا لهذه الطبعة، دفعني هذا الأمر إلى البحث بين الدمى التي أحضرتها عن أعمال أعرضها كنوع من الإبداع، ومن بينها التحفة التي أبدع فيها حرفي عضو بجمعيتنا، حيث جمع بين الفلين، الخشب والأواني التقليدية في تحف تزينية، بغية الترويج للسياحة بمنطقتنا. وأردف قائلا؛ „نملك على مستوى جمعيتنا العديد من الشباب المبدع في مختلف المجالات، ربما بإمكاننا المشاركة بما هو أفضل في الطبعة الثانية. وهو ذات الإنطباع الذي رصدناه لدى السيدة فاطمة عاقب، رئيسة جمعية الفتاة لولاية الشلف، والتي حدثتنا قائلة؛ „حاولت التكيّف مع الصالون لأنني من المفروض أنني دُعيت للمشاركة في صالون الدمية الذي اجتهدت فيه لتقديم الأفضل في عالم الدمية من حيث التصميم وطريقة اللباس، غير أن ما حدث هو أن الصالون الوطني الذي احتضننا كان متعلقا بالإبداعات الشبانية، ولم تكن لدي أية فكرة عنه. ومع هذا، أعتقد أن ما أعرضه في جناحي من دمى مصنوعة بطريقة جزائرية محضة، وبأدوات بسيطة، يعتبر في حد ذاته إبداعا. وحول الدمى التي عرضت بجناح ولاية الطارف، حدثتنا الحاجة عاقب قائلة؛ „على الرغم من تغيّر شعار الصالون، غير أنني أعتقد أن ما أشارك به إبداع، لأنني ابتكرت طريقة جديدة لصناعة دمى من „الكروشي“ بأحجام مختلفة، بعدها حاولت أن أجعل هذه الدمى تحكي عن واقع معين، إذ يكفينا إلقاء نظرة عليها لمعرفة الرسالة التي تحملها، حيث نجد منها ما يحكي عن حقبة تاريخية معينة من تاريخ الجزائر، وأخرى تعكس عادات الزواج في ولايتنا، إلى غير ذلك من الصور الحية التي تترجمها هذه الدمى من خلال حركاتها، لباسها وطريقة تصميمها، وتردف قائلة؛ „أعتقد أنه لا يوجد إبداع أكبر من هذا في عالم الدمى“. وعن رأيها في فكرة الصالون، علقت محدثتنا قائلة؛ „أعتقد أن هذا الصالون فكرة حسنة، لأنه يمنح الشباب المبدع الفرصة لإظهار إبداعه، وعلقت بالقول؛ „تغيّر شعار الصالون، لكن المحتوى ظل نفسه“. وعلى الرغم من أهمية الصالون الذي جاء في طبعته الأولى، كونه يمنح للشباب المبدع على مستوى الجمعيات، دور الشباب والرابطات الشبانية، الفرصة لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات، غير أن معظم المشاركين في الصالون عبروا عن امتعاضهم، لتركيزهم على الدمية التي جعلت كل الأجنحة متشابهة، مما أفقد الصالون فحواه.