كرمت يومية الشعب، رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عرفانا له بالاهتمام الذي يوليه للإعلام والصحافة، وترحيبا بترسيمه يوم 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة. وقدمت بالمناسبة لوحة فنية تم تصميمها خصيصا للسيد الرئيس، تمثل على اليمين بندقية وهي رمز الجهاد والنضال خلال حرب التحرير، وعلى اليسار قلم يرمز إلى النضال الصحفي والكلمة والإبداع. كما كرمت من جهتها يومية "لوريزون" الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، السيد عبد المجيد سيدي السعيد، للدور الذي لعبه في إنجاز شبكة الأجور الجديدة للصحفيين، وبصفته الموقع عليها رفقة الشركاء الآخرين في القطاع. حفل التكريم الذي حضره عدد من الشخصيات الوطنية ووزراء سابقون لقطاع الإعلام، جاء عقب ندوة نقاش نظمتها جريدة "الشعب" مع جريدة "لوريزون"، اختير لها عنوان :«الإعلام الجزائري إبان ثورة التحرير ومكانة الصحافة العمومية المكتوبة"، نشطها الأستاذ الجامعي زهير إحدادن، الذي أكد أن النظام الإعلامي الجزائري أثناء ثورة التحرير الوطني كان مبنيا على الدعاية ضد الاستعمار، ولم يكن مضادا لفرنسا كشعب وكحضارة، كما أنها كانت دعاية تعمل على شرح الهدف من الثورة الذي كان هدفا سياسيا، أي الاستقلال وليس عسكريا. وأوضح الدكتور إحدادن خلال الندوة التي نظمت إحياء لليوم الوطني للصحافة، أن النظام الإعلامي كان متحليا بأخلاقيات المهنة، فلم يكن يمجد القتل وسفك الدماء، بل كان حاملا لرسالة شعب يتوق إلى التحرر واسترجاع السيادة المسلوبة، وأنّ استعمال القوة والعنف، جاء بعد أن تمادى المستعمر المحتل في العنف. أما الإعلامي والدبلوماسي، السيد عبد العزيز سبع، فقد أكد في مداخلة بعنوان :«آفاق الإعلام والصحافة"، أن الصحافة الجزائرية لا تزال في مرحلة انتقالية. مشيرا إلى أن فتح المجال أمام التعددية الإعلامية في 1989 تزامن مع فتح المجال السياسي أمام التعددية الحزبية، التي أرغمت -كما قال- الصحافة على أن تصبح فاعلا سياسيا، كما وجدت نفسها خلال العشرية السوداء في الصف الأول للدفاع عن الجمهورية وحمايتها. أما وزير الاتصال الأسبق، السيد محمد عبو، فقد تطرق إلى موضوع الخدمة العمومية التي يؤديها الإعلام في المجتمع، مؤكدا في هذا السياق، أن هذه الخدمة العمومية ليست حكرا على الصحافة العمومية بل الصحافة الخاصة أيضا، مطالبة بأداء هذه المهمة وهي قادرة على ذلك رغم طابعها التجاري. كما دعا في هذا الصدد، إلى ضرورة العودة إلى أساس مفهوم الصحافة باعتبارها منتوج فكري يشارك في صنع القيم الاجتماعية، من خلال طرحها للكثير من القضايا للنقاش العام، ويشارك أيضا في تكوين الرأي العام.