تشهد الأسواق الممتدة عبر بلديات ولاية بومرداس إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، خاصة النساء، من أجل اقتناء مختلف المستلزمات التي تعرض بأسعار منخفضة مقارنة بأسعار المحلات التجارية على غرار الملابس، الأحذية ومواد التجميل، كما تشهد مختلف أنواع العطور تهافتا من قبل الفتيات اللائي يسارعن لاقتنائها. في هذا السياق، حذرت الدكتورة جميلة بناني أخصائية في طب أمراض الجلد في لقاء مع “المساء” ببومرداس من خطر اقتناء العطور المقلدة التي تباع في مختلف الأسواق الموازية سواء بالولاية أو مختلف المناطق الأخرى، نظرا لخطورتها وتسببها في الإصابة بعدة أمراض جلدية، منها البرص، الإكزيما وسرطان الجلد. وأكدت المختصة أن هذه الأمراض يمكن أن تنتقل إلى الأطفال وإلى جميع أفراد العائلة نظرا لاحتوائها على مواد كيماوية سرطانية تهاجم الغدد اللمفاوية مباشرة، كما يساهم استعمالها لمدة تفوق الشهر وبصفة يومية في تساقط الشعر والإصابة بالصلع، مما يستوجب التأكد جيدا من صحة وسلامة هذه العطور قبل اقتنائها من الأسواق بأسعار منخفضة، خاصة أنهن يترددن على الأسواق الموازية التي تنتشر فيها هذه العطور، كسوق بودواو الشعبي، برج منايل، الثنية وبني عمران، بالإضافة إلى تيجلابين، حيث استغل الشباب البطال تهافتهن الكبير على الماركات العالمية من خلال تقديم بدائل ب600 دج. وعن مصدر هذه العطور، أكد بعض التجار الذين كان لنا حديث مطول معهم أنهم يشترونها من أسواق الجملة التي تتعامل مع بعض أصحاب المصانع غير المرخص لها، التي تعمل بدون ترخيص من وزارة التجارة، مشيرين إلى أن هذه المصانع تعمل على صناعة مختلف مواد التجميل، من بينها العطور، وتقوم بإلصاق أسماء الماركات العالمية على قارورات العطر المقلدة. لاحظنا من جانب آخر في الجولة التي قادتنا إلى سوق بودواو، في المكان الذي تلقى هذه الظاهرة رواجا كبيرا، وجود العديد من النسوة من مختلف الطبقات حول بائعي العطور من أجل الحصول على هذه الماركات (المقلدة) رغم علمهن بخطورتها، حسب بعض النساء اللائي أكدن أن التباهي فيما بينهن هو السبب الوحيد في المخاطرة باقتنائها، حيث أكدت منال 25 سنة من العمر، أنها تعودت على شراء هذه العطور بسبب محدودية دخلها من جهة، والغلاء الفاحش للعطور الأصلية من جهة أخرى، مؤكدة أنها لا تستطيع البقاء دون عطر. من جانبها تقول الحاجة نورة بأنها اقتنت العديد من العطور من مختلف الماركات لابنتها التي ستزف بعد أشهر، مشيرة إلى أن ابنتها تزوجت إلى عائلة ميسورة الحال، بالتالي فهي مجبرة على التباهي أمام عائلة زوجها. أما نسرين فأكدت أنها رغم إصابتها بمرض غريب تسبب في بروز بثور على مستوى رقبتها، إلا أنها لا تزال ترتاد على السوق من أجل اقتناء أنواع أخرى من العطور، مشيرة إلى أن هذه البثور ظهرت بسبب العرق ولم يكن للعطور أي تأثير عليها.