عميد جامع الجزائر يستقبل المصمم الألماني لهذا الصرح الديني    باتنة: إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    سنعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة    عطاف يجري لقاءين ثنائيين مع نظيريه البرازيلي و الاردني بنيويورك    الانتهاء من إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة    وزير الاتصال : منع دخول الصحفي فريد عليلات الى الجزائر لا يتعلق به كمواطن بل كمبعوث للوسيلة الاعلامية التي يشتغل فيها    بلمهدي يبرز أهمية التوجه نحو البعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية    مجلس الأمن يخفق في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة    فلاحة: القطاع على أهبة الاستعداد لإطلاق عملية الإحصاء العام    محاكم تجارية متخصصة: اصدار توصيات لتحسين سير عمل هذه المحاكم    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يحضر جانبا من تدريبات النادي الرياضي القسنطيني    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    كاس الجزائر أكابر (الدور نصف النهائي): مولودية الجزائر - شباب قسنطينة بدون حضور الجمهور    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 33 ألفا و 970 شهيدا    زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    فايد يشارك في أشغال الإجتماعات الربيعية بواشنطن    وزارة الدفاع: إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار و توقيف 10 عناصر دعم خلال أسبوع    الجهوي الأول لرابطة باتنة: شباب بوجلبانة يعمق الفارق    سدراتة و«الأهراس» بنفس الإيقاع    انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة : تأجيل التصويت على مشروع قرار الجزائر إلى غد الجمعة    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    دعوة لضرورة استئناف عملية السلام دون تأخير    هذا موعد عيد الأضحى    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    نسب متقدمة في الربط بالكهرباء    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواد التجميل .. سلعة " بيريمي " يحمل فيها التاجر شعار " سلعة روما بنص سومة "
نشر في الجزائر الجديدة يوم 27 - 03 - 2012


ماركات عالمية بأسعار خيالية في أسواق فوضوية
بين حيرة الزبون في اقتناء كريمة الحماية الصحية والسعر المناسب ، ارتأينا أن نقف عند معاناته من خلال زيارتنا لمحلات وطاولات بيع مواد التجميل الموجودة على مستوى الأسواق الفوضوية التي تعرض نفس المنتوج وبأسعار خيالية تستقطب الزبائن ومن مختلف المناطق .
كانت وجهتنا الأولى لبلدية برج منايل الواقعة شرق ولاية بومرداس وبالضبط عند محلات بيع مواد التجميل ، اقتربنا منها لنستفسر عن مدى إقبال الناس على شراء كريمة الحماية من أشعة الشمس وعلى أي أساس يتم الاختيار فإذا بنا نجد طوابير من النسوة منهن من كانت تحمل الكريمة ومنهن من كانت تستفسر عن مدة جودتها ، ومنها من كانت تسأل عن سعرها لمعرفة مدى إمكانية شرائها ، وبين كل هذه التساؤلات التي تشغل بال الزبونات ، اقتربنا من البعض منهن لمعرفة أهميتها ومدى إقبالهن عليها وكانت إجابتهن أن وضع كريم حماية البشرة يعد أمرا ضروريا غير أن معرفة مدى نوعية موادها يبقى الأهم والأصح .
في حين اعتمدت بعض النساء اللواتي وجدناها في المحل المحاذي له أن الأسعار الأهم عند شراء الكريمة وذلك نظرا لتعارض أسعارها مع محدودية إمكانياتهم التي تعذّر عليهن في بعض الأحيان اقتنائها ، خاصة وأن العبوة الواحدة لا تلبي الغرض ما يفرض عليهن اقتناء أخرى ، الأمر الذي يجبرهن أحيانا على التوجه إلى طاولات بيع مواد التجميل التي تعرض الكريمات بنصف سعر المحلات وبفارق يمكّنهن من اقتناء عبوتين بدل الواحدة .
وللتأكد من صحة أقوالهن اتجهنا لطاولات بيع مواد التجميل الموجودة على مستوى سوق مدينة بومرداس ، حيث كان لنا حديث مع بعض تجارها حول كريمة حماية البشرة والماركات التي تعرض بها والأسعار التي تباع بها، حيث أكد التجار إنها في متناول الجميع لأن السعر يحدد على حساب الماركات باعتبارها المتحكم الأول والأخير في السعر وعن مدى صحة الكريمات التي تعرض على الطاولات فقد أكدن أن أول نقطة يتم اعتمادها هو تاريخ الصلاحية ومن ثمّ يتم شراءها.
كريمات حماية صحية بأسعار أصلية هو شعار وجدناه على لافتة موضوعة في مدخل أحد محلات بيع مواد التجميل الموجود على مستوى بعض بلديات الولاية اقتربنا من صاحب محل بوسط مدينة بومرداس لنسأله عن كريمات حماية البشرة ومدى إقبال الزبائن عليها، فإذا به يحضر لنا مختلف أنواع الكريمات ومن ماركات عالمية، ما يعني أنها صحية مئة بالمئة والمكونات الموضوعة خارج العبوة توضح ذلك. أما عن السعر فقد أكد أن جميع الكريمات الموجودة بالمحلات المعتمدة صحية لأن التاجر يحرص على ذلك، أما عن السعر فيحدد على حسب نوعية المنتوج. غير أن الشيء الأساسي والمؤكد عند محل بيع مواد التجميل هو شراء كريمة صحية بأسعار أصلية لا زيادة مبالغ فيها ولا تخفيض يدفع للتساؤل والشك في آن واحد. وقال أحد التجار الموجودين إن الكريمات الصحية موجودة عندهم ولا يمكن أن تضر بالزبون غير أن أسعارها تحددها نوعية المنتوج.
وقفنا عند بعض الأسواق الفوضوية ببومرداس وبالضبط عند طاولات بيع مواد التجميل، وجدنا صعوبة في الاقتراب منهم نظرا للعدد الهائل من الزبونات المقبلات عليها لشراء مختلف مواد التجميل، غير أن تسليط الضوء على طاولات وسط المدينة كان منصبا على كريمات حماية البشرة التي لقيت استقطابا كبيرا من طرف الزبونات اللواتي استحسن الأمر لأنه يتناسب وإمكانياتهن المادية، لا سيما وأن الوضع سمح لهن بشراء كريمات حماية البشرة ذات ماركات عالمية التي تكلفهن مبالغ باهظة في حال ما اقتنينها من المحلات، غير أن شراءها من الطاولات لا يكلفهن الكثير خاصة وأنهن يضطررن إلى اقتناء عبوتين إلى ثلاث عبوات طيلة فصل الصيف. وعن مدى صحتها، فقد قالت البعض منهن إن المهم عند شراء كريمة حماية البشرة هو وجود تاريخ الصلاحية ، أما عن الغش في المواد المصنوعة منها فلا يمكن حدوث هذا لأن العبوة تباع مغلقة ولا يمكن الغش فيها.
وبين اختلاف الآراء حول ضرورة اقتناء كريمة حماية البشرة الصحية من المحلات المرخصة وضرورة مراعاة السعر المطلوب لشرائها من طاولات الأسواق الفوضوية يبقى الزبون في حيرة كبيرة تجبره أحيانا على التخلي عن استعماله نظرا لمحدودية إمكاناته من جهة والحفاظ على صحته من جهة أخرى.
نساء يقبلن على مواد تجميل منتهية الصلاحية لأثمانها البخسة
أغرق تجار السوق السوداء هذه الأيام أسواق بومرداس بمواد تجميل منتهية الصلاحية تحمل تسمية ماركات عالمية مغشوشة ، وقد اختفت منها الملصقات التي تشير إلى صلاحيتها ، ورغم ذلك دأبت الزبونات المتعطشات للماركة تحت أي ظروف على اقتناءها رغم كل ما يسمعنه من صيحات التحذير التي يطلقها أخصائيو الجلد والعيون في كل مرة نظرا لأخطار استخدام مواد منتهية الصلاحية على صحة المرأة .
هوس تلوين الوجه والظهور بشكل جميل فطرة جبلت عليها بنات حواء ، لكنها هذه الأيام باتت تهدد صحتهن وجمالهن في آن .فالجزائريات لا يتمتعن على ما يبدو بالوعي الكافي الذي يمنعهن من اقتراف جريمة في حق أنفسهن كالتي يقترفنها هذه الأيام. ويكفي أن تستطلع أحد أسواق بومرداس حتى تدرك أن كل ما يهم أغلبية الزبونات هو الأسعار بغض النظر عن تاريخ الصلاحية أو ظروف البيع. فالسلع تعرض لمدة طويلة للشمس رغم أن العام والخاص يدرك أن الشمس هي أهم عامل يتسبب في إتلاف مستحضرات التجميل التي يؤكد الأخصائيون على ضرورة حفظها في الظل .
وجهتنا الأولى سوق بومرداس الذي يعرف إقبالا منقطع النظير للزبونات على مدار الأسبوع وهو مصنف من بين الأسواق الشعبية لعرضه منتوجات مختلفة و متنوعة بأسعار زهيدة ،لهذا يعرف هذا الأخير اكتظاظا و انتشارا لهذا النوع من التجارة التي يتفنن أصحابها في عرضها ، حتى تكون ظاهرة وجذابة تجذب العين إليها ، حيث تجد مختلف أنواع المستحضرات من أحمر الشفاه من ''بورجوا '' كريمات للوجه ''دوڤ '' عطور '' نينا اريتشي ''، طلاء الأظافر وغيرها من المواد التي تجذب المرأة ، اقتربنا من بعضهن واخترنا أولئك الملتصقات بالطاولات من اللواتي كانت رؤوسهن منغرسة في السلع فأجبن بأن الأسعار مغرية ولا يمكن مقاومتها . أما عن السبب فأغلبيتهن رجحن بأن أصحاب المجلات يبالغون في أسعارهم لأنهم يدفعون الضرائب أما في السوق السوداء فبالإمكان الحصول على نفس السلع بأسعار قليلة .وأكدت أغلبيتهن أنهن من الزبونات الوفيات لهذه الطاولات ولم يحدث أن أصبن بأي ضرر يذكر. وفي هذا الصدد ذكرت لنا أخصائية الأمراض الجلدية بأن تأثير المستحضرات التجميلية على البشرة لا يظهر في حينه إلا بالنسبة لذوات البشرة الحساسة . أو في حال إذا كان صلاحيته قد انتهت من مدة طويلة أو أن مكونات مستحضر التجميل رديئة ومضرة بالبشرة . لكنها أكدت أن التأثير يظهر على المدى الطويل ويساهم في ظهور بقع الحساسية والتجاعيد المبكرة أيضا . ونصحت بتجنب كل المستحضرات المشكوك فيها والتي لا تطابق المعايير العالمية من حيث المكونات والصلاحية وظروف البيع أيضا كأن تعرض لمدة طويلة في الشمس .
تجار شعارهن ''سلعة روما بنصف سوما ''
هي عبارة يرددها الباعة لجلب الزبونات اللواتي يصدقن كلما يلقى على مسامعهن ، ليتجهن صوبا نحو كل سلعة تباع بأثمان رخيصة و يباشرن في اختيار ما يلزمهن من تلوين للجفون أخضر ، فوشيا ، بنفسجي و أصفر وهي الألوان التي تلقى رواجا كبيرا ، كونها تتماشى مع الموضة لهذه السنة ، وبذلك يزيد الطلب عليها ويسجل نفاذ الكمية في وقت قياسي، الأمر الذي يجعل النساء يقبلن عليها تطبيقا لمقولة '' الآخر ما يلحقش ''، لأن مثل هذه المواد باتت ضرورة عصرية في نظر البعض يتهافتون عليها رغم التناقض الصارخ الذي نلحظه ، فالماركات فرنسية وإيطالية أما البلد المصنع فهو في الغالب اليابان أو الصين .
سوق بودواو يعرف هو الآخر إقبالا كبيرا من طرف النساء على هذا النوع من مواد التجميل ، وهي الفرصة التي لا يضيعها هؤلاء الباعة لتسريب سلعهم في زمن قياسي و تحقيق الربح السريع بعدما اتبعوا مقولة ''الله يكثر الغافلين باش يعيشوا الفاطنين'' ، وهو ما استنتجاه من تعليق أحد الباعة الذي يدرك جيدا أن سلعته فات موعد انتهاء صلاحيتها منذ مدة وعند طرحنا السؤال عليه أجابنا '' دائما تقع على رأس الفقير لأن المرأة المثقفة والعاقلة والتي تخاف على بشرتها من الهلاك لا تفكر أبدا في شراء هذه السلعة ، بل لا تقترب من الطاولة حتى من أجل إلقاء النضرة عليها ، وهذا واقع نعيشه ونلاحظه منذ عرضنا لهذه السلعة ، أما عن العبارة التي يستعملونها ، فهي فكرة من إبداع مجموعة من الباعة توحي في مضمونها أن السلعة جديدة محملة من الميناء مباشرة إلى السوق ، وهذا من أجل إدخال نوع من الثقة في نفوس الزبائن ، أما عن سبب انخفاض السعر فالتبرير كان من أجل أن تباع كل الكميات في وقت قياسي ، وبدلا من تسجيل الخسارة فإنها تعود عليهم بالربح. و نحن نواصل جولتنا لفت انتباهنا التفاف عدد من النسوة حول طاولة لبيع مثل هذه المستحضرات وهن منهمكات في اختيار لون أحمر الشفاه المعروض بسعر خيالي يقدر ب 20 دج ، و هي الفرصة التي لا تفوتها العديد من النسوة إذ عبرت إحداهن قائلة أن تواجدها اليوم بالسوق ضربة حظ لا تعوض ، تركنا الطاولة والبائع منشغل بالنظر يمينا وشمالا في محاولته للسيطرة على الوضع حتى لا يقع ضحية سرقة من طرف نساء احترفن مثل هذه المهمات في الأسواق الموازية .
''..هو تبذير لا غير''
على رغم الإقبال الذي تعرفه هذه التجارة ، هناك من النساء من ترفض بصورة قطعية اقتنائها، وتعتبر ذلك تبذيرا للأموال وتهديد ا للصحة باعتبار أنها مواد تعرض للشمس طوال اليوم ، و لا تعرض في ظروف مناسبة تمنعها من التلف السريع ، وهي الإجابة التي سمعناها من سيدة كانت مارة على مقربة من تلك الطاولات لتوصل كلامها : '' تصيبني الحيرة وأنا أرى هذا الكم الهائل من النساء يقبلن على مثل هذه السلعة و يتهافتن على اقتنائها بدلا من توفير أموالهن . وضربت لنا مثلا بما أصاب قريبة لها ظهرت على كامل وجهها بثور استدعت ذهابها إلى طبيب الجلد لاستعمالها لكريمة لتفتيح البشرة اشترتها ، من مثل هذه الطاولات لتدعم كلامها أخرى مضيفة أن ابنتها اشترت ماسكارا رديئة سببت لها حساسية ، واستلزم الأمر تدخل طبيب عيون ليخلصن في الأخير إلى أن شراء ماكياج باهظ الثمن ، أحسن من إنفاق المال لشراء الدواء خاصة و أنها مواد تستعمل مباشرة على الجلد لا يجب التلاعب بها .
مواد التجميل التايوانية تستهوي ذوات الدخل الضعيف
تشهد أسواق ومحلات التجميل عبر مختلف بلديات ولاية بومرداس في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا ، مما فتح الباب لظهور موجة من التجار المتطفلين الذين يسابقون الزمن و يسعون وراء الربح السريع، و لو كان ذلك على حساب صحة المرأة وسلامة بشرتها، حيث تسوق اليوم منتجات جديدة ومتنوعة تحمل علامات أجنبية وأخرى محلية الأصل أضرارها أقل، لأنها معلومة المصدر وتاريخ الصلاحية على الأقل ، حتى ولو لم تكن ذات جودة عالية، لكن المتجول في أسواق الولاية يلاحظ أن مواد التجميل على أنواعها ورغم كل ما يقال عنها تلقى رواجا كبيرا من طرف النساء ، خاصة ذوات الدخل الضعيف بغض النظر عن آثارها السلبية ، من أجل الوقوف على أسباب الظاهرة قمنا بجولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض محلات مواد التجميل ، وهي التي تبيع منتجات محلية وأخرى متخصصة في ''ماركات عالمية ذات شنة ورنة في مجال التجميل ،
الأسواق تعج بهؤلاء الباعة الذين يوهمون النساء بأن سلعهم تحمل علامات وماركات أجنبية و صحية، على رأسها كريم أساس للوجه وآخر لليدين ، سعرها لا يتجاوز المائتي دينار، وغيرها من أدوات التجميل والزينة، فأقل سعر لهذه المواد بعشرة دنانير ، وأغلى سعر لا يتجاوز أربعمائة دينار، وقادنا الفضول للاستفسار من عند أحد الباعة عن مصدر هذه السلع ، فأجابنا الأخ ''محمد''، كل ما نعرفه أن هذه السلع مستوردة اغلبها من بلد تركيا والصين ،كما أننا نعلم انه يتم عرضها على مخابر الجودة والنوعية من قبل مسؤولي التجارة قبل توزيعها على التجار ، فنحن نشتريها من عند كبار أصحاب الجملة بكمية كبيرة، وبالتالي فلا ندري إن كانت مدة صلاحيتها قد انتهت أم لا ، على سبيل المثال أقلام تزيين العين لا تكتب عليها مدة انتهاء الصلاحية .
تأكيد جماعي على أن هذه السلع صحية و خضعت للتفتيش
أوضح السيد'' رمضان '' صاحب محل مواد التزيين والعطور المتواجد بوسط مدينة بومرداس أن مواد التجميل والتزيين التي يبيعها بمحله كلها منتوجات محلية الأصل وخاضعة للتجارب المخبرية ، أي أن منتجيها يأتون بالمستحضرات الأصلية ويصنعون مثلها بنفس التركيبة، وكأنها جنيسة أي مطابقة للمواصفات الأصلية ، وبعدها تعرض على أخصائيي ومخابر الجودة والنوعية لتباع بالأسواق، مثل الغسول ''فينيس''وبلسم ''ليس ''وغيرها، مؤكدا بخصوص المنتوجات المنتشرة بكثرة في الأسواق، أن غالبيتها من الصين غير خاضعة للمقاييس والمعايير الصحية، نفس الرأي وجدناه عند''سامية '' متخصصة في بيع مواد التجميل ومستورد لها من مصنع '' أوكنسيل'' العالمي ، حيث أكدت أنها تحرص كل الحرص على جلب مواد تجميل ذات جودة عالمية وصحية ، وعليه فكل المواد التي يحويها محلها تحمل ماركة أصلية ويتم جلبها من فرنسا، وتعرض على مخابر خاصة بذلك وتعمل بالتنسيق مع أطباء مختصين في طب الجلد والعيون ، وبخصوص تسعيرة تلك المواد قالت سامية :''باعتبار أن محلها لا يبيع إلا المواد الأصلية فيتراوح سعرها ما بين 150 دينار و 1200 دينار، كما هو الحال بأنواع الكريمات التي توضع على الوجه، هذا وأشارت إلى أنها ومن أجل ربط جسور الثقة بينها وبين زبائنها فقد خصصت جزءا من بضاعتها في يد الزبائن، قصد تجريبها داخل المحل ، مثل ما هو الحال مع كريمات الأساس وكريمات الماسكارا للرموش .

تحقيق أجرته مديرية التجارة يكشف : نصف مستحضرات التجميل المسوقة في الجزائر ''غير صالحة''
بعد تسجيل حالات التهابات العين وأخرى جلدية دعا الأطباء إلى اقتناء الماركات الأصلية من المتاجر المعتمدة عن الآثار الجانبية والحالات التي سجلت جراء استعمال هذه المواد التي تباع في الأسواق الشعبية ، و كشف تحقيق أجرته مديرية التجارة لولاية بومرداس خلال السنة المنصرمة أنّ نصف مستحضرات التجميل المسوقة في الجزائر ''غير صالحة'' ، فنتائج التحقيق المخبرية أثبتت عدم مطابقة المواد المذكورة ل ''المقاييس'' المعمول بها، رغم الرواج الكبير الذي تحظى به هذه المستحضرات .
وحسب ما أفادنا به مصدر مسؤول للجودة وقمع الغش بمديرية التجارة لولاية بومرداس ، أن مصالحهم قامت خلال السنة المنصرمة 2011 بحجز 100 كيلوغرام من مواد ومستحضرات التجميل مستوردة غير مطابقة للمقاييس، تحمل علامات وماركات تجارية مقلدة الأصل، فهذه الأخيرة مضروبة وغالبيتها من دول أسيا ، لا سيما دولة الصين وتركيا، مشيرا أن قيمة المحجوزات قدرت ب 3400 دينار ، كما تم تسجيل 142 تدخل و 22 محضرا .
هذا وأضاف مسؤول مصالح الجودة وقمع الغش استنادا إلى التحقيق ذاته أن تداول مواد تجميل ''مغشوشة'' استفحل في الجزائر خلال العام الماضي وهذه السنة، ونظرا للرقابة الشديدة والمكثفة تم القضاء على المستحضرات مجهولة المصدر تنتج وتسوق مثل هذه المواد بالجزائر، فكل منتج محلي الأصل أو مستورد محصى عندنا ، حيث يقدر مستوردو مواد التجميل والتزيين حوالي 300 مستورد، وحوالي 120 منتج محلي موضحا أن مصالحهم تعتزم تكثيف ميكانيزمات التأطير والرقابة في مجال صناعة وتوريد مواد التجميل و التنظيف ، وذلك بمضاعفة أخصائيين وأعداد من أعوان الرقابة، لأن عدد هؤلاء ضئيل جدا ولا يمكن متابعة آلاف التجار هنا وهناك ، بعدما أضحى هذا القطاع أكثر استقطابا لليد العاملة في قطاع التجارة الجوارية و السوداء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.