أحيت مؤخرا بلدية عين التركي بالتنسيق مع مصالح دائرة ريغة، الذكرى ال 113 لانتفاضة ”ريغة” من خلال تنظيم مهرجان كبير بمنطقة تيزي وشير، يعود تاريخ الأحداث إلى 26 أفريل من سنة 1901 بقيادة الشيخ محمد يعقوب، حينها طوّقت المنطقة بما احتوته من جيش فرنسي ومعمرين أوروبيين، لتشن معركة دامت ثلاثة أيام متواصلة. وقدّمت تفاصيل عن هذه الأحداث من خلال معرض للصور وندوة تاريخية نظّمت بالمناسبة، أظهرت كلّها مدى وحشية الاستعمار الذي نكّل بجثث الأهالي أصحاب الأرض، وكشفت أيضا عن صور المقاومة التي تم ّتطويقها كي لا تمتد إلى المناطق المجاورة.بلدية عين التركي التي سمتها فرنسا ”مارغريت”، تقع على سفوح جبال زكار الشرقي وتبعد عن مليانة ب 9 كلم وعن غرب العاصمة ب 120كم، ذاقت كغيرها من مناطق الجزائر مرارة الحكم الاستعماري واستبداده، حيث عمدت الإدارة الفرنسية إلى سلب الأراضي الفلاحية والثروة الحيوانية من السكان لتوزّعها بغير حق على المعمرين الأوروبيين الذين بدأ عددهم يتزايد بصفة قوية، ونتيجة ذلك، تمكّن الظلم وانتشر الفقر والبؤس والمجاعة وسادت المحاكمات الزجرية وطبق قانون ”الأنديجينا” وهاجر عشرات السكان المنطقة.أمام تنامي هذا الوضع، اجتمع زعماء المنطقة برئاسة الشيخ محمد يعقوب بمنزل السيد طالبي ميلود ليلة 23 أفريل لإعلان الجهاد ضد فرنسا، وانطلقت الثورة من ضريح سيدي بوزار باتجاه عين التركي، لتندلع الاشتباكات المسلحة التي أودت بأرواح العشرات من الأهالي الذين دفعوا أرواحهم كي لا يبقى الاستعمار جاثما على أرضهم. سرعان ما انتشرت أخبار الانتفاضة المسلحة لتبلغ مسامع الصحافة الاستعمارية، منها ”لاديبيش ألجيريان” التي نقلت الدعاية الفرنسية وقالت بأنّ ثورة ”ريغة” ما هي إلا تحريض من أتباع الزعيمين بوعمامة والمقراني.للإشارة، أسر العشرات من الأهالي واقتيدوا إلى منطقة مونبوليي الفرنسية، حيث حوكموا هناك وبعدها نفي العديد منهم إلى كاليدونيا الجديدة، ويبقى تراث هذه المنطقة الثوري علامة في تاريخ المقاومة الشعبية التي تفجّرت في العديد من مناطق الوطن منذ أن وطئت قوات الاستعمار الأرض الجزائرية، ويبقى حيا في ذاكرة الأجيال التي تحيي الذكرى عاما بعد عام لاستحضار العبرة.