تحتضن قاعة «عائشة حداد» بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة في العاصمة، إلى غاية الثلاثين سبتمبر القادم، معرضا لثمانية وثلاثين عملا فنيا لفنانين أوروبيين من فترة بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، تمثّل لوحات زيتية ومنحوتات ومنقوشات، بعضها يعرض لأول مرة منذ حوالي 40 عاما. يضم هذا المعرض 22 لوحة زيتية مرسومة على اللوح و9 منقوشات (رسومات) و6 منحوتات خشبية تمثّل المدارس الألمانية، الإيطالية، الفرنسية والفرانكو-رحنانية، الفلامانية، الإسبانية والسويسرية التي كانت سائدة من القرن ال14 إلى ال16. وأهم ما يميّز هذا المعرض؛ «حفلة سان مارتان» للتشكيلي الفلاماني المعروف بيير بروغل (1525-1569)، «شاب واقف» للإيطالي باكسيو باندينيللي (1493-1560)، «رجل الألم» للألماني ألبريشت دورير (1471-1528)، باعتبارها روائع تعرض لأوّل مرة منذ حوالي 40 عاما، كما تزدان القاعة بالعديد من اللوحات الزيتية التي تمثّل مراسيم دينية مسيحية مختلفة وبورتريهات ومناظر طبيعية جميلة على غرار «ميلاد المسيح» (القرن ال15) للسويسري كونراد فيتز و«بورتري لامرأة» (القرن ال16) للإسباني خوان دي خوانيس، وهما الرسمين الوحيدين لهذين الفنانين بالمتحف. ومن المنحوتات، تبرز خصوصا المدرسة الألمانية بالمنحوتة متعددة الألوان «وضع بالضريح» (القرن ال15) والمدرسة الفلامانية بعمل «القديسة مارت ذات التاراسك» ( القرن ال16)، وتعد هذه المجموعة المعروضة -التي تمثل في جزء منها «الفن البدائي- في أغلبها من مقتنيات المتحف، حيث تشكلت أساسا في سنوات 1940 و1950 وتمّ حفظها بديوان المطبوعات الخاص بالمتحف، غير أن بعضها مثل هبات تم منحها لفائدة المتحف البلدي القديم للجزائر العاصمة. وأعربت مديرة المتحف دليلة محمد أورفالي، عن سعادتها بإقامة هذا المعرض الذي يقدم «بعض ‘الكنوز' التي تعود لفنانين عالميين، على غرار تيسيان وبروغل ودورير»، مضيفة بأنه «مناسبة للباحثين للتعمق أكثر في هذه الأعمال الفنية ذات القيمة العالية وتقديم دراسات جديدة حولها»، وأشارت إلى أنّ إقامة المعرض جاء بمناسبة «عملية الجرد الشامل للأعمال الفنية» التي تمت في السنوات الأخيرة، مما ولد فينا رغبة عرض بعضها على الجمهور، مؤكدة في نفس الوقت، أنها «أعمال قديمة جدا وسريعة التلف وهذا ما جعل عرضها بشكل دوري غير ممكن».
